ينتظر أن تجوب القافلة التحسيسية الخاصة بمكافحة الآفات الاجتماعية في وسط الشباب، عدة أحياء شعبية في عدة ولايات من الوطن خلال شهر مارس المقبل، تحت إشراف المديرية العامة للأمن الوطني والمنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، على مدار السداسي الأول من السنة الجارية، استكمالا للبرنامج المتعلق بترقية النشاط الجواري الهادف إلى وقاية الشباب من الوقوع في دائرة الانحراف والإجرام. أظهرت النتائج التقييمية للعمل المشترك الذي جمع الطرفين منذ نهاية سنة 2010 تحت شعار''معا لإنقاذ شبابنا''، إحصاء 1863 حالة استفادت من الاستشارة، مقابل تسجيل 26454 زائر استقطبته تظاهرة الأبواب المفتوحة المنظمة على مستوى مختلف بلديات العاصمة، تبعا لما كشفته المعلومات المستقاة مؤخرا خلال الإنطلاق الرسمي للمرحلة الثانية من الحملة التحسيسية. وتبيّن من خلال مجموع الحالات التي استقطبتها حافلات الإسعاف النفسي بوصفها فضاء للإصغاء والتكفل النفسي، أن نسبة 09,32 ? تعاني من مشكل الإدمان على المخدرات، حيث أنّ 94 بالمائة يبدؤون تعاطي السموم القاتلة في سن يتراوح ما بين 14 و19 سنة. كما تبين أنّ 20,02 بالمائة من الحالات التي تم التكفل بها نفسيا، تظهر عليها أعراض الصدمة النفسية، في الوقت الذي تعاني فيه111حالة، وهو ما يعادل نسبة 95,7 بالمائة من مشاكل اجتماعية. وبلغت نسبة الشباب الذين يعانون من الإضطرابات العصبية ممن استقطبتهم العملية التحسيسية؛ 70,22 بالمائة، فيما تم التكفل ب 114 حالة (11,6 بالمائة) تعاني من الإدمان على المشروبات الكحولية، بينما تقدمت 274 حالة لعلاج مشكل الإدمان على التدخين. وبخصوص الحملات التحسيسية في الوسط المدرسي، فقد شملت 156 مؤسسة تربوية خلال السداسي الأوّل من السنة المنصرمة، إلى جانب 140 مؤسسة تربوية خلال السداسي الثاني من نفس السنة. وبالموازاة مع ذلك، نظم الأمن الوطني نشاطات رياضية تمت بإشراك 2832 شابا خلال السداسي الأول من سنة ,2011 و832 شاب خلال السداسي الثاني من السنة الماضية. وأوضح المكلف بالاتصال على مستوى المصلحة المركزية للصحة والنشاط الاجتماعي للأمن الوطني سمير حميدي، أنّ القافلة الإعلامية للتحسيس بمخاطر الآفات الاجتماعية، جابت خلال المرحلة الأولى21 بلدية على مستوى العاصمة، حيث تم التكفل بالحالات المستقطبة وتوجيهها نحو المراكز الخاصة للتكفل بها، علما أنّ عدة حالات تلقت علاجا نفسيا، نظرا لمشكل تعاطي المخدرات الّذي يتصدر قائمة الآفات الاجتماعية. ومن جانبه، قال رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبيدات: ''تعمل المنظمة منذ السنوات الأخيرة وفق تقنية ''انتقلوا إليه'' لتجسيد برامجها الموجهة لإنقاذ الشباب من مخالب الآفات الاجتماعية، وهو ما استدعى استخدام آليات عملية تجذب الشباب الذي يعاني من صعوبات، على غرار حافلات الإسعاف المدرسي وحافلات الإسعاف النفسي، حيث تم تدعيمهما خلال المرحلة الثانية بالمركز الجواري المتنقل للتكفل بالشباب المدمن''. وهذه الوسيلة الجديدة، مثلما أضاف المتحدث، تراعي الجانب النفسي للشاب الّذي ينفر عادة من فكرة العلاج في المستشفيات، وتسهل بطريقة أخرى توجيه الشباب نحو مركز الوقاية والعلاج النفسي الكائن بالمحمدية، مبرزا أنّ المخطط الوطني لمكافحة الآفات الاجتماعية، يتيح في مرحلته الثانية مواصلة رحلة التحسيس والإنقاذ في باقي ولايات الوطن، انطلاقا من مبدأ الوقاية هي الأساس. وحسب رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، فإنّ الاحتكاك بالشباب الّذي يعاني من صعوبات بهذه الطريقة، يخول فهم سلوك المدمنين، ومعالجة المشاكل النفسية، الاجتماعية والاقتصادية للشاب الّذي يوجد في حالة قطيعة مع النظام الاجتماعي وقيمه التربوية. وفي نفس الاتجاه، أكد مسؤول خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن درارية فريد نيساس، أن مصالح الأمن بالتنسيق مع الحركة الجمعوية، أضحت منذ السنوات الأخيرة تعمل من منطلق إنقاذ الشباب المدمن لإعادة إدماجه اجتماعيا من خلال تطويقه بجو من الثقة وتحسيس الشباب الآخر قبل الوقوع في مطب الآفات الاجتماعية. وأضاف أن النشاط الجواري للشرطة أصبح يركز على ضرورة عقد لقاءات مع جمعيات أولياء التلاميذ، لتحسيس الآباء بخطورة ما يجري في الشارع، حيث أن انشغالات العمل تصرف نظر كلا الوالدين عن خطورة الآفات الاجتماعية التي زحفت إلى غاية الابتدائيات. وبرأي أخصائية نفسانية تعمل على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، فإن مهمة الأخصائيين النفسانيين الّذين نزلوا إلى الميدان للمشاركة في الحملات التحسيسية، تركز على إلغاء نظرة الخوف من الشرطة السائدة وسط العديد من الشباب.. وتكريس فكرة أن رجال الأمن يعملون من أجل مساعدة هذه الشريحة. ''واعتمادا على إمكانيات مادية وبشرية، يتم التكفل بالحالات المستقطبة مع مراعاة اطلاعها على مختلف المراكز المتاحة للخروج من دائرة الفراغ، علما أننا لمسنا استجابة ملحوظة من طرف الشباب الزائر''، تبعا لما ذكرته الأخصائية النفسانية. للإشارة، تستهدف الحملة التحسيسية لوقاية الشباب من الآفات الاجتماعية خلال الفترة الممتدة من نهاية شهر فيفري من السنة الجارية إلى غاية 12 أفريل من نفس السنة، 13 بلدية على مستوى العاصمة.