انطلقت أمس رسميا، المرحلة الثانية من الحملة التحسيسية الخاصة بمكافحة ظاهرة الإدمان على المخدرات في أوساط الشباب بساحة البريد المركزي على مدار يومين، في خطوة نحو تعزيز نتائج المرحلة الأولى من النشاط الجواري للأمن الوطني والحركة الجمعوية، والتي توجت باستقطاب 560 شاب مدمن، حيث تميزت التظاهرة في شوطها الثاني بعرض المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب لمنتوج جديد تمثل في المركز الجواري للتكفل بالشباب المدمن. وعن التظاهرة؛ صرح المكلف بالاتصال على مستوى مصلحة الصحة والنشاط الاجتماعي للأمن الوطني، ''سمير حميدي''، أن المرحلة الثانية من الحملة التحسيسية جاءت بناء على نتائج دراسة ميدانية تقييمية للمرحلة الأولى التي قام بها الأمن الوطني، والتي أظهرت أن الإدمان على المخدرات يبدأ في سن مبكرة ليستهدف الشريحة التي تتراوح أعمارها ما بين 14 و19 سنة. كما توصلت الدراسة - حسب المصدر - إلى أن الشباب الذين ينتمون إلى الفئة العمرية ما بين 19 و30 سنة الأكثر تعرضا لخطر الإدمان، مما استدعى تكثيف الحملات التحسيسية على مستوى المؤسسات التربوية، والتي شملت أزيد من 300 مدرسة. وأبرز السيد سمير حميدي أن الدراسة تدق ناقوس الخطر بخصوص مشكلة غياب السلطة الأبوية، حيث تبين أن العديد من الآباء يعانون من صعوبة التحكم في التربية. وكشفت نفس الدراسة أن الشباب الذي يسقط في فخ المخدرات، يجد صعوبة بالغة في إبلاغ والديه بحقيقة تعاطي السموم، كنتيجة لمشكل ضعف الاتصال الذي يسود العديد من الأسر الجزائرية. وينتظر من خلال المرحلة الثانية من الحملة التحسيسية ترقية النشاط الجواري للأمن الوطني ليشمل تسع ولايات ممثلة في أدرار، وهران، تلمسان، البليدة، سطيف، بجاية، سيدي بلعباس، بجاية وعنابة، وذلك خلال السداسي الأول من السنة الجارية. ويأتي توسيع نطاق العمل الجواري على ضوء النتائج الإيجابية المحققة خلال المرحلة الأولى، مما سيسمح لخلايا الإصغاء والنشاط الوقائي والأخصائيين النفسانيين للأمن والوطني والحركة الجمعوية بالتوغل في أحياء شعبية أخرى،مثلما أضافه المكلف بالاتصال على مستوى مصلحة الصحة والنشاط الاجتماعي للأمن الوطني. من جانبه؛ قال رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب ''عبد الكريم عبيدات'' إن المركز الجواري المتنقل للتكفل بالشباب المدمن، الذي تم عرضه لأول مرة، يمثل وسيلة تدعيمية لحافلة الإسعاف النفسي التي تمكنت من جذب 560 شاب مدمن على المخدرات لزيارة مركز الوقاية والعلاج النفسي الكائن بالمحمدية، مشيرا إلى أن النتيجة التي أحرزتها المرحلة الأولى من نشاطات المخطط الوطني للوقاية الجوارية لحماية الشباب من الآفات الاجتماعية مشجعة، لاسيما وأنها أسفرت عن استقطاب 26 ألف زائر. وفي سياق متصل؛ كشف مسؤول المنظمة أن المرحلة الثانية تتميز بإخضاع 1000 مرب للتربص، بعدما استفاد عدد مماثل من المربين من التربص خلال المرحلة السابقة. جدير بالذكر أن المرحلة الثانية من النشاطات التحسيسية التي تسهر عليها المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب منذ نهاية سنة ,2010 تندرج في إطار المخطط الوطني للوقاية الجوارية لحماية الشباب من الآفات الاجتماعية، علما أنه تم تخصيص إمكانيات واسعة ودعائم سمعية بصرية، مصحوبة بشروحات حول النتائج السلبية الناجمة عن بعض أشكال الإجرام ومدى تأثيرها على الأسرة.