عبّر السيد جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن رفض مصالحه لوساطة بعض المخابر الأجنبية المنتجة والمستوردة للأدوية المتواجدة بالجزائر، بين الجزائروكوبا. حيث تقوم بعض هذه المخابر باستيراد الأدوية الموجهة لعلاج السرطان وأمراض الجهاز الهضمي من كوبا ثم تسوقها داخل الوطن. مقترحا على المراكز الكوبية المنتجة للأدوية التي يستوردها المخبر الأجنبي المتواجد بالجزائر التعامل مباشرة مع المخابر الوطنية العمومية والخاصة. وأكد السيد ولد عباس على ضرورة تعزيز التعاون بين الجزائروكوبا في مجال التكفل بالسرطان وجراحة المصابين بالقدم السكري، بالإضافة الى توسيع التعاون المشترك للقاحات الأطفال وإعداد برامج ثنائية للتكفل بالأطفال المصابين بالاضطرابات العصبية وضحايا العشرية السوداء. وأكد السيد ولد عباس خلال زيارته لمركز علم المناعة الجزئي على ضرورة دعم العلاقة بين اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان ومديرية الأدوية بوزارة الصحة والمركز الكوبي لعلم المناعة الجزيئية من أجل التكفل بالسرطان بالجزائر من ناحية الكشف المبكر والعلاج وإدراج اللقاح في بعض أنواع السرطان. ووصف نفس المسؤول الجزائري الشراكة الجزائرية-الكوبية بالشراكة ''المثالية'' التي تعكس الإرادة السياسية للبلدين والعلاقات التاريخية التي تربطهما والتي تعود الى 50 سنة من الزمن تاريخ نزول أول فريق طبي كوبي بالجزائر خلال السنوات الأولى للاستقلال. ودعا السيد ولد عباس المسؤولين الكوبيين الى توسيع العلاقة بين البلدين في مجال إنتاج الأدوية لمواجهة منافسة الشركات العالمية التي وصفها ب''الشريسة''. مؤكدا بأن الشركات التي تثبت وجودها في هذا المجال هي تلك التي يتميز إنتاجها بالنوعية وبسعر في متناول المرضى. وأكد الوزير بالمناسبة على إنشاء ''توأمة'' بين معهد باستور الجزائر ومركز علم المناعة الجزيئية الرائد في مجال البحث العلمي والجزيئات المبتكرة. وينتج مركز علم المناعة الجزيئية عدة أصناف من الأدوية واللقاحات المبتكرة الموجهة لعلاج عدة أنواع من السرطان أثبتت فعاليتها في استقرار الورم والحد من تطور المرض حتى وان كان في حالات ''متقدمة'' دون آثار جانبية مثل التي تسجل في العلاج الكميائي وبالأشعة مما يساهم في تحسين حالات المرضى كما ونوعا. كما أبدى المختصون الجزائريون والكوبيون المشاركون في الدورة ال17 للجنة المشتركة الجزائرية-الكوبية المنعقدة بالعاصمة الكوبية هافانا استعدادهما لتعزيز التعاون في مجال التكفل بقدم المصابين بداء السكري بالجزائر. علما الفرق الطبية الكوبية المتخصصة في قدم المصابين بداء السكري أجرت أكثر من 4 آلاف فحص طبي بأربعة مؤسسات استشفائية جامعية جزائرية ثلاثة منها بالجزائر العاصمة وواحدة بوهران في سنة .2010 بالإضافة الى إجراء 480 عملية جراحية لقدم المصابين بالمرض. وهو البرنامج الذي سيوسع للتكفل ب2000 مريض عبر الوطن في السنوات القادمة. من جهته أكد وزير العلوم والتكنولوجيا الكوبي السيد خوسي ميار بارويكو استعداد بلاده لوضع معارفها في خدمة الجزائر. ودعا إلى تعزيز العلاقة الثنائية بين الجزائروكوبا والعمل على ديمومتها، مركزا على الجوانب الطبية التي شهدت تطورا خلال السنوات الأخيرة. كما اقترح السيد ولد عباس تقديم شروحات مفصلة حول اللقاحات المدمجة التي تنتجها كوبا لدراسة إمكانية إدماجها ضمن الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال. كما قدم الفريق الطبي الكوبي بالمناسبة عرضا ثانيا حول تكنولوجية طب الأعصاب لعلاج الاضطرابات الذهنية لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التعليم تتسبب فيها عوامل جينية. إذ يستعمل العلماء الكوبيون طرقا علمية متطورة للكشف عن هذه الاضطرابات مبكرا، متكفلين بمشاكل السمع والبصر المرتبطة بهذه الاضطرابات منذ الوهلة الأولى من حياة الرضيع. وأبدى الفريق الكوبي استعداده للتعاون مع المؤسسات الجزائرية في مجال التكفل بمشاكل التعليم عن طريق الطب عن بعد دون تصدير المعدات الطبية لهذا الاختصاص الى الجزائر التي كانت قد اقتنتها فيما سبق. كما ذكر السيد ولد عباس بالبرنامج الوطني لزرع القوقعة الحلزونية، داعيا الطرف الكوبي الى التفكير في مشروع تعاون في هذا الإطار. مشيرا الى معاناة العديد من أطفال الجزائر من اضطرابات نتيجة العشرية السوداء التي مر بها الوطن. مبديا استعداد الجزائر لاستقبال مختصين كوبيين في هذا المجال لعرض تجربتهم أمام المختصين الجزائريين من اجل الاستفادة منها وتطوير الطب عن بعد في هذا المجال من تحسين الكشف المبكر للاضطرابات الذهنية لدى الأطفال.