أشاد المشاركون في الذكرى ال 38 لفقدان الوفد الإعلامي الجزائري بالفيتنام، بالقدوة والإخلاص والتفاني في العمل لشهداء مهنة المتاعب الذين استشهدوا بالفيتنام يوم 8 مارس 1974 إثر تحطم الطائرة التي كانت تقلهم إلى المطار العسكري الفيتنامي بعد انتهاء الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الراحل هواري بومدين إلى الفيتنام. وعرفت وقفة العرفان والتقدير التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالمركز الثقافي للإذاعة الوطنية، عيسى مسعودي، مشاركة العديد من الشخصيات الإعلامية والإطارت وبعض عائلات الضحايا، تخللتها شهادات حية أبرزت مدى حنكة وكفاءة ذلك الوفد الإعلامي الذي تم اختياره لتغطية زيارات الرئيس إلى البلدان الصديقة والشقيقة، كما وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على الصحفيين الشهداء. وخلال كلمة ألقاها بالنيابة عنه مدير ديوانه السيد يوسف حركات، أشاد وزير الاتصال السيد ناصر مهل بخصال الشهداء، معتبرا أن ذكراهم لا تزال حية بعد أن قدموا حياتهم في سبيل إيصال الكلمة الصادقة وتغطية زيارة الرئيس الراحل هواري بومدين إلى كل من الباكستان والصين والفيتنام. من جهته؛ اعتبر وزير الإعلام السابق الدكتور محي الدين عميمور الذي كان ضمن الوفد الحكومي المرافق للرئيس في شهادته على الحدث، أن استشهاد الوفد الإعلامي الذي كان يضم خيرة الإعلاميين الجزائريين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية آنذاك كان بمثابة الكارثة الأولى من نوعها التي تمس رجال الصحافة، كاشفا أن الراحل هواري بومدين كان أشدهم تأثرا بالكارثة التي حلت بالوفد الإعلامي الذي رافقه في خرجته الدولية الطويلة إلى قارة آسيا، لدرجة يضيف المتحدث أنه لم يستطع الكلام وأمر الوزير أحمد طالب الإبراهيمي بالبقاء في الفيتنام ومرافقة جثمان الشهداء إلى الجزائر، حيث تمت إقامة تأبينية بمطار الجزائر الدولي حضرها الراحل هواري بومدين. كما كشف السيد عميمور أنه تم تعتيم الخبر لتجنب تأويل الصحافة الأجنبية واعتباره محاولة من الفيتناميين لاغتيال الراحل هواري بومدين، موضحا أنه تم الاتصال بمصالح رئاسة الجمهورية وإبلاغ عائلات الضحايا مباشرة من قبل السلطات، مؤكدا أنه لم تكن هناك عمليات اغتيال مدبرة للرئيس الذي كان يحظى باحترام جميع الرؤساء. من جهته؛ اعتبر السيد محمد الهادي حمدادو في شهادته على الحادثة الأليمة، أن أولئك الصحفيين كانوا مجندين لخدمة الأهداف التي سطرتها الجزائر في السبعينيات التي عرفت نهضة في جميع المجالات كانت بدايتها تأميم المحروقات سنة 1971 والمشاركة في حرب أكتوبر .1973 كما كشف المتحدث أن انفجار الطائرة التي كانت تقل 15 إعلاميا جزائريا و10 صحفيين فيتناميين كان بسبب اصطدام الطائرة بالأشجار بالمطار العسكري، موضحا أن قائد الطائرة الذي نقل الوفد الإعلامي من المطار الدولي إلى المطار العسكري على مسافة 60 كلم وجد نفسه في آخر الممر المخصص للهبوط وقرر بعد ذلك الصعود لذا اصطدم بتلك الأشجار الطويلة. أما الإعلامي محمد بوعزارة، فقد دعا الى اعتماد تاريخ 8 مارس يوما وطنيا للإعلام تخليدا لذكرى شهداء مهنة الواجب الوطني والمهنة الشريفة التي أبرزها هؤلاء في روبورتاجاتهم وحواراتهم وكل أعمالهم الإعلامية. يذكر أن الوفد الإعلامي الجزائري كان يتكون من ممثلي مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة ووكالة الأنباء الجزائرية ويتعلق الأمر بكل من: صالح ديد مقدم نشرة الأخبار بالتلفزة الجزائرية، محمود ميداد مقدم حصة أضواء على الولايات بالتلفزة، عبد الرحمان قهوجي مسؤول قسم الحصص الخاصة بالتلفزة، كبوب مصطفى، بوجمية قادر، بكاي محمد، بوتريف لعرج مصورون بالتلفزة، أحمد عبد اللطيف صحفي بوكالة الأنباء الجزائرية، سحلي محمد مصور بجريدة الشعب، حمزات الطيب مصور بالمحافظة السياسية للجيش، طاع الله محمد نائب مدير بالرئاسة وصحفي سابق بالشعب، شيدار جيلالي ملحق بمديرية الإعلام بالرئاسة، حامد رابح ومواطي السبتي ملتقط الصوت بالتلفزة، وطالب محمد مصور بوكالة الأنباء الجزائرية.