كرّمت ولاية تيزي وزو مؤخّرا الفنان القدير مولود حبيب صاحب رائعة ''أعلجية'' الشهيرة، التي حفظتها مختلف الأجيال المتعاقبة عن ظهر قلب، ولا يزال العديد من الفنانين يؤدونها في مختلف الحفلات والمناسبات، وتوجّهت الأنظار خلال حفل التكريم الذي احتضنته دار الثقافة ''مولود معمر''ي إلى أوّل فنان قبائلي نشّط حفلا فنيا بالعاصمة، حيث مهّد الطريق لباقي الفنانين لإسماع صوتهم خارج منطقة القبائل. تضمّن برنامج التكريم الذي حضره الفنان وأسرته تنظيم معرض لصور ومقالات تناولت المسيرة الفنية للمحتفى به، تلاه حوار مع الفنان نشّطه الباحث عبد السلام عبد النور وكان فرصة لاكتشاف هذا المبدع وانجازاته الفنية التي ستظلّ خالدة في الذاكرة. وقال الفنان القبائلي رابح أوفرحاث بالمناسبة، أنّ الفنان مولود حبيب لعب دورا فعّالا في نجاحه، وروى حادثة محاولة أحد الفنانين سرقة أغنيته ''أثالا ايلوغن'' (المنبع الملوّث) واكتشف مولود حبيب القضية، فاتّصل به وحثّه على الإسراع إلى الإذاعة وإثبات أحقيته بها ليتم إلغاء التسجيل وبرمجة حصة مكانها. كما عبّر الفنانون المشاركون في الحوار عن امتنانهم للفنان حبيب كونه ساعد أغلبيتهم في مشوارهم الفني، حيث اعترف السيد قوليش (منشّط حفلات)، أنّ حبيب مولود كان أوّل مطرب نشّط حفلا باللغة القبائلية بالعاصمة ولقي نجاحا كبيرا، كما حظيت جميع حفلاته بشعبية كبيرة بأدائه لأجمل أغانيه على غرار ''أعلجية''، '' أفروجة''،''أ ثساذيث''، ''ثجمعاث'' و''أمغار''. وتم بمناسبة حفل التكريم عرض فيلم وثائقي حول مسيرة الفنان التي جمعت من أرشيف التلفزيون الجزائري حول الفنان حبيب مولود، المولود سنة 1950 بقرية عزوزة ببلدية الأربعاء ناث إيراثن، والذي انتقل إلى العاصمة رفقة عائلته في سن مبكرة وهناك اندمج في عالم الفن، وفي 1964 حيث كان عمره لا يتجاوز 13 سنة، انضم إلى مجموعة صوتية أدت الأغنية الثورية ''نكيني ذمجاهذ امشطوح''، كما التقى بالراحل محمد بلحنفي الذي كتب له العديد من الأغاني، وكذا بالفنان كمال حمادي، وفي سنة 1980قرر حبيب مولود اعتزال الفن لأسباب شخصية وكرّس حياته لعائلته، وأكّد بمناسبة تكريمه أنّه رغم تخليه عن الغناء فإنّ حبّه للفن يسيريكالدم في عروقه-.