العنف وأثاره على المرأة والابناء، الأسباب والحلول وأزمة التربية، كانت كلها محاور النقاش الذي احتضنته مكتبة الحامة أول أمس، نشطته جمعية الدفاع عن المرأة والشباب، بالتنسيق مع طالبتين من قسم علم المكتبات بالجامعة المركزية، حيث كان النقاش ثريا جدا تدخلت فيه شخصيات فاعلة في الميدان على غرار محافظة الشرطة مسعودان خيرة ورئيس نقابة القضاة·في البداية تطرقت السيدة كريمة قماش محامية وعضو بجمعية الدفاع عن المرأة والشباب الى أثار العنف الجسدي على المرأة المعنفة وسياسة الصمت التي تتبعها الكثيرات لتحاشي الفضيحة سواء في المحيط الاسري أو المهني خصوصا إذا تعلق الأمر بسيدة اطار، وهو الأمر الذي ارجعته الى التنشئة الاجتماعية او التربية في المجتمع الجزائري والعربي أيضا والذي يعطي كامل السلطة - للطفل- والشاب والرجل في الوقت الذي يهضم كل حقوق الفتاة، وهو الأمر الذي تساهم فيه الام من خلال كلمة ··· إنه أخوك·· وهي ذات الفكرة التي تنقلها الفتاة عندما تصبح أما لأبنائها· وعلقت قائلة أن العنف في تصاعد دائم ضد المرأة دون إغفال العنف الذي يتجلى يوميا في مختلف الاماكن والاوقات وضربت مثالا بعنف الرجل ضد أخيه الرجل حتى في الطريق حيث تتصاعد الكلمة البذيئة لأسباب واهية، لاسيما عند حدوث ازدحام· وفي تشريح للظروف المغذية للعنف وبعد عرض ربورتاج مصور حول حالة فتيات لجأن الى مركز نساء في شدة هروبا من بطش أبائهن وأزواجهن قالت ذات المتحدثة ان مشكل السكن والازمة المادية التي تتخبط فيها الكثير من العائلات مع انعدام لغة الحوار وعدم تقارب المستوى الفكري بين الازواج مع إلتزام سياسة الصمت وقبول العنف او الضرب الجسدي حتى لا تتشتت الاسرة ويضيع الأطفال، هي التي ادت الى استفحال الظاهرة التي تمس 11 ألف امرأة سنويا بالجزائر، وهو الرقم الذي تؤكده محاضر الامن التي تحمل شهادات طبية بها جروح متفاوتة الحروق، الكسور وحالات أخرى وصلت الى الإنهيار العصبي· وفي سياق متصل تحدثت السيدة قماش عن التوجيهات التي قدمها رئيس الجمهورية في ملف الاسرة والتي تتضمن الاهتمام بقضايا الاسرة والمرأة والتي تطلب بدورها متابعة مستمرة وتدخل سريع مع الحرص على الوصول الى الوعي الحضاري الذي ينطلق من الاسرة السليمة، والبحث عن الاستقرار الاجتماعي وارساء قواعد معرفية من خلال تمكين المرأة من التعرف على حقوقها· من جهتها أكدت السيدة مسعودان خيرة محافظ الشرطة ان ظاهرة العنف عالمية وان ما يحدث بالجزائر يعد ضئيلا مقارنة بما يحصل عالميا وضربت مثالا بختان البنات، وتسمينهن حتى يصلن 100 كلغ بغرض تزويجهن في بعض البلدان وأضافت قائلة ان العشرية السوداء كان لها بالغ الاثر في العنف الذي تعرفه البلاد، مشيرة الى وجود ازمة اخلاقية كضرب الاصول وأزمات اخرى اقتصادية واجتماعية وامنية أثرت بدورها على الجانب الاسري، وعن النساء المصنفات قالت ان المرأة ضحية العنف لا تنتمي الى فئة معينة او مستوى فكري معين لأن معظم الرجال الذين يمارسون العنف هم من فئات مختلفة كإطارات، أو جامعيين، وحتى البطالين، وأضافت ان العنف الممارس ضد المرأة خارج الاطار الاسري وصل الى 70%· وفي النهاية قدمت السيدة قماش مجموعة من الحلول للحد من ظاهرة العنف كالإبتعاد عن تقليد المجتمعات الغربية، والحد من سيطرة الفردية التي اثرت سلبا على الحياة الاجتماعية، والابتعاد عن ثقافة الصمت والخضوع دون تحطيم الاسرة، هذه الاخيرة التي حاول السيد العيدوني رئيس نقابة القضاة الدفاع عنها بكل الكلمات بقوله ان المرأة هي اساس المجتمع وأن سلامته تنطلق من التربية السليمة التي تقدمها للأجيال·