توجه أعضاء البعثة المفوضة بالتشاور والتواصل مع القيادة السورية بشأن وقف العنف، إلى دمشق، أمس، حسب ما أعلنه المتحدث باسم المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، وأوضح أحمد فوزي المتحدث باسم عنان، من جنيف، أن أعضاء البعثة تباحثوا تفاصيل وآلية مراقبة وقف مقترح القتال، على أن يشمل ذلك وقفا فوريا للعنف والمجازر في سوريا. وقام رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر، بزيارة لموسكو أمس، التقى خلالها بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث الوضع في سوريا، ومطالبة روسيا بإقناع الحكومة السورية بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وقد وصف كيلنبرغر الوضع الإنساني في حمص وإدلب ودرعا وفي بقية المناطق المضطربة بأنه صعب للغاية، محذرا من أنه قد يتفاقم. كما تحدث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان له، عن إمكانية تطبيق وقف لإطلاق النار من ساعتين يوميا على الأقل للسماح بإجلاء الجرحى، مشيرا إلى أنه يطلب التزاما واضحا من كل الأطراف المعنية لوضع حد للمعارك والتمكن من توصيل المساعدات. وبخصوص الوضع الميداني، قال نشطاء في المعارضة السورية، إن قتالا عنيفا اندلع أمس بين مقاتلي الجيش السوري الحرّ وقوات الرئيس بشار الأسد في منطقة رئيسية بالعاصمة السورية في أعنف معارك في دمشق منذ بداية الانتفاضة ضد النظام الحاكم، وتحدث الناشطون عن مقتل 84 شخصا وإصابة 195 آخرين، وقالوا إن سيارات إسعاف نقلت عشرات المصابين من عناصر الأمن والشبيحة إلى مستشفى المواساة، ووفقا للمصادر ذاتها فإن ضابطين كبيرين من الأمن السوري أصيبا في المواجهات التي بدأت منتصف الليل واستمرت حتى الرابعة من صباح اليوم بتوقيت دمشق. وأضاف النشطاء، أن 18 من القوات الحكومية أصيبوا أثناء القتال الذي اندلع عقب منتصف الليل في غرب العاصمة في مواجهة بين المنشقين عن الجيش وقوات الأسد، وأوضحوا أنهم سمعوا دويّ انفجارات ناجمة عن الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية، هزت أرجاء حيّ المزة لمدة ساعتين أو ثلاث. وأكّدت تقارير إعلامية، أن تبادل إطلاق النار نشب في المزة بعد اكتشاف خلية مسلحة في شقة بأحد المباني بالمنطقة، وعندما حاول عناصر الأمن دخول الشقة، أطلق المسلحون النار عليهم، مما أسفر عن مقتل عنصرين على الفور، وبعد إجلاء وتأمين سكان المبنى أجرت قوات الأمن عملية خاصة، أدت إلى تصفية 4 مسلحين واعتقال مسلح آخر. حيث هزّ القتال العنيف حي المزة الراقي بعد يومين فقط من تفجيرين أسفرا عن سقوط 27 شخصا على الأقل في قلب المدينة، اتهم فيها المجلس الوطني السوري ووصف التفجيرات بأنها محاولة يائسة لتضليل الرأي العام وترويع أبناء دمشق وحلب بعد تصاعد الحركة الاحتجاجية في المدينتين. وحسب الأممالمتحدة، فإن أكثر من ثمانية ألاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة كما أجبر نحو 230 ألفا على الفرار من منازلهم منهم 30 ألفا على الأقل فرّوا خارج البلاد، وتقول الحكومة إن ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أيضا على يد »مجموعات إرهابية مسلحة« ممولة من الخارج.