أكد كوفي عنان الوسيط الدولي في الأزمة السورية خلال تواجده بموسكو أمس أن تحديد مصير الرئيس بشار الأسد يعود للسوريين أنفسهم في إشارة واضحة إلى أنه لا يمكن لأي طرف خارجي التدخل من أجل الإطاحة بنظام الأسد كما سبق وحدث في ليبيا. وتبنى الوسيط الدولي نفس أفكار روسيا بعدما أكد على اهمية إجلاس كل الفرقاء السوريين إلى طاولة واحدة للتفاوض والخروج بأرضية توافقية لتسوية الازمة التي تعصف ببلادهم. وقال عشية توجهه إلى العاصمة الصينية انه تحصل على دعم موسكو ويأمل في الحصول على نفس التأييد من قبل بكين. ويحل اليوم الوسيط الدولي في الازمة السورية بالعاصمة بكين لكسب مزيد من الدعم لمهمته الرامية لاحتواء وضع سوري ازداد تأزما وسط استمرار سقوط المزيد من القتلى يوميا. ويصل عنان إلى بكين قادما من موسكو التي كان غادرها وهو على يقين من ان الصين ستحذو حذوا روسيا التي أكدت دعمها التام لمهمة الأمين العام الاممي السابق والتي اعتبرتها بمثابة فرصة أخيرة لتفادي اندلاع حرب أهلية في سوريا. وهو الدعم الذي حظي به عنان حتى قبل لقائه المسؤولين الصينيين حيث قال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية ان بلاده ''تثمن وتدعم جهود الوساطة التي يقودها عنان وتأمل في تسمح زيارته بإجراء محادثات معمقة حول تسوية سياسية لازمة السورية''. وأضاف المسؤول الصيني ان بلاده تأمل في التوصل إلى ''تسوية عادلة وسلمية''. وكانت الصين إلى جانب روسيا عطلتا لمرتين متتاليتين استصدار قرار أممي عبر مجلس الأمن يدين نظام الرئيس بشار الأسد ويطالبه بالرحيل. ولكنهما وافق الاسبوع الماضي على تمرير بيان يدعم جهود الوسيط المشترك بين الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان الذي طرح خطة من ستة مقترحات لاحتواء الوضع الدامي في سوريا. ويتضمن المخطط بالدرجة الاولى وقف أعمال العنف من قبل جميع الأطراف والسماح بتزويد السكان المتضررين في المدن المضطربة بالمساعدات الإنسانية وتحرير سراح كل المعتقلين الذين اعتقلوا خلال المظاهرات السلمية. ولكن السؤال المطروح هل يتمكن كوفي عنان الذي اختارته المجموعة الدولية للعب دور الوسيط في أزمة سورية استعصى على الجميع تسويتها بعد أكثر من عام من اندلاعها من التوصل إلى حل قد يكون بداية لانفراجها. مثل هذا التساؤل يطرح بقوة في ظل تواصل الدعم الدولي من واشنطن مرورا بموسكو وصولا إلى بكين لمهمة الأمين العام الاممي السابق التي وصفت بمهمة الفرصة الأخيرة لاحتواء وضع دام لم يعد يحتمل الانتظار. وبينما تستمر المساعي الدولية لتسوية الازمة السورية وافقت لجنة شؤون الأحزاب في سوريا على ترخيص حزب سياسي جديد باسم ''سوريا الوطن'' بعد أن تأكدت من استيفائه للشروط المطلوبة في قانون الأحزاب. وقال وزير الداخلية محمد الشعار خلال ترأسه أشغال اللجنة أول أمس الأحد ان ''اللجنة رخصت للحزب المذكور بعد دراسة أوراقه واستكماله لكل الإجراءات القانونية والمهل المحددة للتراخيص ونشر وثائقه في الصحف الرسمية''. وأشار إلى أن ''عدد الأحزاب المرخصة وصلت إلى تسعة أحزاب جديدة إضافة إلى أحزاب ''الجبهة الوطنية التقدمية'' الحاكمة في دمشق والتي اعتبرت مرخصة بعد استكمالها لكامل أوراقها خلال الأسابيع الماضية''. ويأتي الترخيص للأحزاب السياسية في سوريا في إطار الخطوات الإصلاحية التي تنتهجها القيادة السياسية السورية لتحسين المناخ السياسي وإتاحة الفرصة أمام الأحزاب السياسية الجديدة للمشاركة في العملية السياسية والانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في ماي القادم. وأقر مجلس الوزراء السوري في جويلية الماضي مشروع قانون ينظم عمل الأحزاب في سوريا ويمنع القانون الجديد تأسيس الأحزاب على أساس ديني أو قبلي أو مناطقي أو فئوي أو مهني كما يمنع قيامه على أساس التمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللون.