أعربت روسيا أمس عن استعدادها لاستصدار بيان عبر مجلس الأمن الدولي أو حتى قرار يدعم مهمة الوسيط الدولي إلى سوريا كوفي عنان لكن شريطة أن لا يأخذ هذا البيان صفة ''إنذار'' ضد النظام السوري. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ''نحن مستعدون لدعم مهمة كوفي عنان وكذلك دعم الاقتراحات التي عرضها على الحكومة والمعارضة في سوريا''. وأضاف ان بلاده مستعدة لدعم هذه المقترحات ''ليس بشكل بيان فقط بل وبشكل قرار''. ولكن رئيس الدبلوماسية الروسي وضع عدة شروط مقابل دعم موسكو لمهمة عنان بعد أن أشار إلى انه لم يتم الكشف عن الاقتراحات التي تقدم بها الوسيط الدولي إلى الرئيس السوري خلال زيارته دمشق. وقال انه ''يجب أولا الإعلان عن هذه المقترحات ثم المصادقة عليها من قبل مجلس الأمن لكن من دون ان تتخذ صفة إنذار ولكن ان تكون بمثابة قاعدة عمل لجهود كوفي عنان في التوصل إلى اتفاق بين جميع الفرقاء السوريين''. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي قبل انطلاق جلسة مجلس الأمن الدولي لبحث مشروع بيان تقدمت به فرنسا يدعم الوساطة التي يقوم بها موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية في سوريا وينص على إجراءات إضافية بحق دمشق ان لم توافق على مقترحات كوفي عنان لحل الازمة. ويشدد النص على أعضاء مجلس الأمن ضرورة مطالبة الرئيس السوري والمعارضة على السواء بالتطبيق الكامل والفوري لخطة التسوية المتكونة من ست نقاط التي طرحها عنان خلال محادثاته في دمشق. وتقدمت باريس بمشروع لاستصدار بيان عبر مجلس الأمن الدولي بدلا من مشروع قرار على أمل ان يحظى هذه المرة بموافقة روسيا والصين اللذان تعارضان بشدة استصدار قرار أممي في الشأن السوري يدين نظام الرئيس بشار الأسد. والحقيقة ان روسيا التي انتقدت مؤخرا الرئيس الأسد لتباطئه في تنفيذ الإصلاحات لا تريد ان ينظر إليها على أنها تشكل عائقا لتسوية الازمة السورية عبر مجلس الأمن الدولي، وهو ما جعل وزير خارجيتها يعرب عن استعداده للاجتماع مع ممثلي المعارضة السورية خلال زيارتهم إلى موسكو الشهر الحالي. وقال مصدر حكومي روسي ''قدمنا الدعوة إلى قيادتي المعارضة في الداخل والخارج وحاليا يجري التنسيق بينهما حول عدد من المسائل منها تشكيل الوفد الذي سيزور موسكو ونحن على استعداد لاستقبال الجانبين''. وأشار إلى أن الجانب الروسي مستعد لتنظيم لقاء للمعارضة السورية ليس في وزارة الخارجية الروسية فقط بل في مجلس الدوما وكذلك مراكز متخصصة بالأبحاث والدراسات السياسية. وكان عبد العزيز الخير المسؤول الإعلامي بهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا قد كشف أول أمس أن وفد الهيئة ''سيبحث مع المسؤولين الروس خلال زيارته إلى موسكو إمكانية التوصل إلى وقف سفك الدماء وتأمين الاحتياجات الإنسانية والصحية للمواطنين''. وبينما تستعد موسكو لاستقبال ممثلين عن المعارضة السورية نددت منظمة ''هيومن رايتس وتش'' الحقوقية أمس بانتهاكات حقوق الإنسان خاصة ما تعلق منها من اختطاف وتعذيب وإعدامات قالت ان المعارضة السورية المسلحة اقترفتها في حق العسكريين وأنصار النظام. واعتبرت المنظمة الحقوقية ان'' الاستراتيجية القمعية التي تمارسها الحكومة السورية لا تبرر الخروقات التي تقترفها الجماعات المعارضة المسلحة'' وأكدت انه ''يتوجب على قادة المعارضة ان يقولوا بوضوح لأنصارهم انه لا يجب ممارسة التعذيب ولاختطاف والإعدام مهما كانت الظروف''. وفي سياق الجهود الرامية إلى احتواء المعضلة السورية أعلن مصدر دبلوماسي تركي انه تقرر تنظيم الندوة الثانية ''لأصدقاء سوريا'' في الثاني افريل القادم بدلا من الفاتح افريل كما أعلن عنه سابقا. وارجع المصدر سبب تأجيل تنظيم الندوة ليوم واحد فقط إلى أسباب تقنية. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اورودغان الذي تستقبل بلاده عشرات آلاف اللاجئين السوريين أعلن عن تنظيم هذه الندوة بمدينة اسطنبول بهدف تشكيل جبهة موحدة ضد النظام السوري. يذكر ان الندوة الاولى ''لأصدقاء سوريا'' كانت احتضنتها العاصمة التونسية نهاية شهر فيفري الماضي بحضور ممثلي حوالي 60 دولة عربية وغربية وقاطعت أشغالها كل من روسيا والصين.