لو غرانت مطرب الراب من أصل كونغولي، ولد بالغابون، ويعيش في فرنسا منذ طفولته، بدأ مشواره الفني بالغناء في حيه، ثم انتقل للنضال من اجل افريقيا في أعماله، فأصبح من اهم الفنانين المقيمين بفرنسا والمهتمين بقضايا القارة السمراء، له العديد من الألبومات مثل البوم ''العائلة'' و''ألكابيلان''. ''المساء'' التقت بلو غرانت على هامش مشاركته في الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الأهقار رفقة فرقة سيليو الكونغولية، وأجرت معه هذا الحوار القصير... 'المساء'': يعرف عن لو غرانت انه من اهم الفنانين المساندين للقضايا الإفريقية، حدثنا عن ذلك... لو غرانت: اقتحمت الوسط الفني منذ أكثر من عشرين عاما، وبدأت مشواري في الهيب هوب والراب بغيتو لاسارسال بفرنسا، حيث صدر لي أكثر من البوم، علاوة على انجازي العديد من الكليبات، وبعدها انتقل اهتمامي من الغيتو الذي اعيش فيه إلى افريقيا، فأصبحت من اهم المغنين المساندين لكل ما يمس افريقيا، حيث احاول إظهار حبي الكبير للقارة السمراء، وفي هذا الصدد، صدر لي البوم ''ألكابيلان'' (افريقيا بالمصرية)، وقمت باسترجاع أكثر من عنوان بطبوع أمبولو وسابا وكوبيليغالي، بالإضافة إلى الموسيقى المغاربية، ومن ثم مزجتها وابرزت جمال وعراقة الثقافة الافريقية. وماذا عن التحاقك بفرقة سليو الكونغولية؟ احب اللايف أي الغناء على المباشر، بالإضافة إلى تعلقي الكبير بإفريقيا، ولهذا انضممت إلى فرقة ''سيليو'' التي تقدم عروضها على المباشر وتعتمد على الاستعراض بالدرجة الاولى، أما عني فأقوم بالغناء في هذه الفرقة معتمدا على الطبوع التقليدية بالدرجة الاولى. حبك لإفريقيا لا تحده حدود رغم انك عشت معظم حياتك في فرنسا؟ نعم، فأنا من اصول كونغولية ولدت بالغابون إلا انني اعيش بفرنسا منذ أكثر من ثلاثين سنة، ومع ذلك فأنا مع افريقيا قلبا وقالبا، في بداية مشواري كنت اناضل من اجل شباب الغيتو الذي كنت اعيش فيه فكنت ادعوهم إلى الخروج من دائرة العنف والتقتيل الذي كان عنوان غيتو ''لا سارسال''، بعدها تغير موضوع نضالي وكبر فأصبح يمس افريقيا وكل قضاياها، خاصة بعد اكتشافي لهذه القارة العتيقة فأدركت أن هناك أكثر من جانب منها يحتاج إلى مساندة. هل مسّ نضالك من اجل إفريقيا الإفريقيين المقيمين بفرنسا أو حتى الفرنسيين من اصول افريقية؟ -أجل، وفي هذا السياق، قمت بإصدار البوم افريقي، اطالب الإفريقيين فيه بالنضال من اجل حقوقهم ولكن بعيدا عن ارتداء لباس الضحية، فإفريقيا مهد الحضارات ومنبع الموسيقى ولهذا يجب من جهة أن ندافع عن حقوقنا والتنديد بما يجب التنديد به، ومن جهة أخرى، أن لا نلعب دور الضحية، ولهذا احاول أن اقدم فني بكل قوة وبابتسامة أيضا، كما أن الكثير من الناس يساندونني في هذه المهمات، بالإضافة إلى الدعوات التي أتلقاها من التلفزيون للتحسيس بهذه الأمور وحتى تقديم حفلات مجانية لصالح القارة السمراء. هل تحسنت احوال الافارقة والفرنسيين من اصول إفريقية منذ حكم ساركوزي أم تدهورت؟ أقول أنها تدهورت، ففي طفولتنا لم نكن نرى الامور بنفس المنظار ولكن اليوم وخاصة مع تنقلاتي وأسفاري في أكثر من بلد افريقي، اصبحنا نرى ما هو مخفي واكتشفنا أنه تم الكذب علينا منذ البداية، وفي هذا الصدد لاحظت أن السياسة الفرنسية تجاه إفريقيا مهينة، ففي السابق كان الساسة الفرنسيون يخفون مشاعرهم تجاه الإفريقيين أما اليوم فيظهرونها، والدليل على ذلك ما قاله وزير الداخلية الفرنسي غيون، من أن الحضارات لا تتساوى فيما بينها، كيف يقول ذلك ونحن في القرن الحادي والعشرين، فجميعنا نحاول أن نتطور، فكونغو اليوم مثلا ليس مثل كونغو البارحة، لكن هناك اطراف تريد أن لا تتطور افريقيا، اذكر رسما كاريكاتوريا في الفايسبوك يمثل افريقيا في صورة عجوز يطعم اوروبيا في صورة طفل سمين وهو في الحقيقة واقع، وارجو حقا أن تتغير الاوضاع وهذا من خلال الوعي والا فمستقبل الاجيال القادمة في خطر. مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية هل انت مع تصويت المهاجرين؟ أجل، أنا مع تصويت المهاجرين في الانتخابات الرئاسية، وأقول أنني اعيش في فرنسا منذ أكثر من ثلاثين سنة ولا احمل الجنسية الفرنسية رغم أن زوجتي فرنسية واولادي كذلك، وهذا ناتج عن قرار اتخذته فمن غير المعقول أن ادافع عن افريقيا وفي نفس الوقت احمل الجنسية الفرنسية، واضيف انني ارفض التوقيع في شركات انتاج موسيقية اوروبية لهذا الغرض، كما انني لا اشارك في الحفلات التي تأخذ اتجاها غير الذي ادافع عنه. ماذا تعرف عن الموسيقى الجزائرية؟ في الحقيقة ما اعرفه عن الموسيقى الجزائرية هو الراي، ولكن علاقتي بالجزائر اكبر من الموسيقى، فقد كبرت في حي لا سارسال أو لنقل انه غيتو ، وتعلمت قيم الحياة من خلال احتكاكي بجزائري اسمه حكيم ولن انسى فضله في ذلك، حتى انه منحني عملا، علاوة على كل ما قدمه لي من نصائح وتوجيهات في الحياة. برفضك للجنسية الفرنسية، وجدت حلا لمشكل الهوية الذي يعاني منه الفرنسيون من اصول مختلفة، إذ انك هكذا متمسك بهوية واحدة؟ نعم، ومع ذلك فعندما تعرض كليباتي أو تتم دعوتي في التلفزيون الكونغولي، يقال عني أنني فرنسي، الامر الذي دفع بي إلى أن اطلب من القناة الفرنسية السادسة التي كانت تذيع كليبياتي كثيرا من أن تخفف من ذلك حتى لا يقال عني انني فرنسي، اجل حتى انني عندما اذهب إلى الكونغو يطلق علي لقب الأوروبي، رغم أن العديد من الكونغوليين ادركوا في الأخير انني أكثر افريقية منهم، فأنا مثلا احاول أن اتعلم اللهجة المحلية، وقيل لي لماذا ترفض الجانب الفرنسي فيك، فأجبت انني لا ارفضه وانني كنت انتمي إلى الغيتو الفرنسي لانه كان يمثلني، واليوم انتمي إلى افريقيا لانها هي التي تتكلم عني، فلو تخلت افريقيا عن تمثيلي فسأتركها ولكن لا اعتقد ذلك لان افريقيا في قلبي منذ زمن واريد أن اكون فخورا بإفريقيا حيثما حللت