دعت جمعيات ضحايا الألغام أمس بالجزائر العاصمة إلى ضرورة سن قانون خاص يحمي الأشخاص المتضررين من هذه الظاهرة التي لاتزال تحصد أرواح الآلاف من الأبرياء منذ الاستقلال. مؤكدة أن آثار هذه الألغام تضاف إلى الجرائم ضد الإنسانية المخزية في تاريخ فرنسا الاستعماري. وأوضحت هذه الجمعيات خلال مشاركتها في تنشيط ندوة صحفية بمنتدى ''المجاهد'' بالتنسيق مع جمعية ''مشعل الشهيد'' بعنوان: ''معا من أجل حملة تحسيس بمخاطر الألغام'' تزامنا مع اليوم العالمي التحسيسي بهذه الظاهرة المصادف ل4 أفريل من كل سنة أهمية أن تسارع الجهات المسؤولة والشركاء المعنيون بمتابعة هذا الملف إلى استحداث نص تشريعي خاص بالضحايا المتضررين من انعكاسات هذه الألغام المزروعة خلال الحقبة الاستعمارية لاسيما بمناطق الشرق والغرب والجنوب الكبير. وأكد رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الألغام السيد محمد جوادي في تدخله أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها ضحايا الألغام ومعاناتهم الدائمة جراء الانعكاسات الخطيرة التي خلفتها هذه الأخيرة على حياتهم ومحيطهم البيئي بشكل عام أضحت تستدعي نظاما قانونيا خاصا يستجيب للاحتياجات المادية والاجتماعية والطبية للأشخاص الذين يعانون من ويلات هذه الافة. كما دعا السيد جوادي في هذا الإطار إلى وجوب ارفاق هذا النص القانوني الخاص بامتيازات استثنائية لفائدة الضحايا كالمتابعة الطبية والنفسية الدائمة والعلاج المجاني والتكفل الصحي الشامل في حالة العمليات الجراحية خارج الوطن. مذكرا أن جمعيته لاتزال تستقبل الملفات الطبية خاصة للضحايا القاطنين بالجنوب. وأضاف أنه تمت مراسلة الجهات المسؤولة لإبلاغها باقتراح سن قانون خاص يحمي ضحايا الألغام ويتكفل بانشغالاتهم المادية والاجتماعية، موضحا أن التكفل المالي الحالي بالضحايا يقدر ب12 ألف دينار للمعطوبين بنسبة 100 بالمائة في انتظار تصنيف نسب العطب الأخرى. كما دعا كافة المتضررين من هذه الألغام إلى التقرب من الجمعيات المعنية قصد تمكينهم من إعداد الملفات الطبية لهم والمرافقة الاجتماعية. وبدوره أكد رئيس جمعية التضامن للمعوقين وضحايا الالغام لولاية الطارف السيد يوسف رافعي على ضرورة اعتراف فرنسا بجرائم الالغام التي زرعتها على طول خط شال وموريس ومنطقة الصحراء وتعويض المتضررين منها والتي خلفت منذ الاستقلال إلى يومنا هذا ما يفوق 7 آلاف ضحية على المستوى الوطني، إلى جانب تسجيل 485 ضحية على مستوى ولاية الطارف وحدها. وأشار السيد رافعي إلى أهمية التحسيس والتوعية بمخاطر هذه الألغام وأماكن تواجدها للتقليل من احتمالات الإصابة بها، مثمنا الجهود الجبارة والمستمرة لوحدات الجيش الوطني الشعبي المختصة في اكتشاف هذه الألغام بمختلف الولايات كالطارف وتبسة وتلمسان وقالمة وبشار وتدميرها تماشيا مع التعليمات الصارمة لرئاسة الجمهورية والقيادة العليا للمؤسسة العسكرية وذلك حفاظا على حياة المواطنين والمحيط البيئي والحيواني. ودعا المتحدث من جهة أخرى، إلى الشروع في زيارات تحسيس دورية على مستوى تسع بلديات بالطارف لاسيما لفائدة تلاميذ المدارس بالشراكة مع برنامج الأممالمتحدة واللجنة الوزارية المشتركة قصد التوعية أكثر بخطورة هذه الألغام وضمان تكفل شامل بالضحايا الذين يعانون من أزمات نفسية واجتماعية. كما كشف رئيس جمعية مشعل الشهيد السيد محمد عباّد عن تنظيم حملة تحسيس واسعة بمخاطر الألغام عبر القطر الوطني يوم 25 أكتوبر القادم تشارك فيها المديرية العامة للغابات والعديد من القطاعات والهيئات المحلية وجمعيات المجتمع المدني. وقال السيد عباّد ''إن جمعية مشعل الشهيد ارتأت تنظيم هذه الحملة التحسيسية تزامنا مع اليوم الوطني للتشجير حيث ستكون هذه المناسبة فرصة سانحة للشباب والأطفال للاستفادة من التوعية بمخاطر هذه الظاهرة المحرمة دوليا وكيفية الوقاية منها، إلى جانب المشاركة الفعالة في الحفاظ على المحيط البيئي من خلال غرس الأشجار كالزيتون والصنوبر وتنظيف المساحات الغابية والاعتناء بها''. وأوضح أن اختتام هذه الحملة التحسيسية سيكون يوم 4 أفريل 2013 للسماح بتجسيد برنامج توعية وطني يحمي المحيط البيئي من أثار الألغام. وللاشارة، تأتي الدعوة ملحة لمراجعة اتفاقية أوتاوا التي حققت انضمام 159 دولة من خلال الضغط على الدول العظمى لتدمير مخزوناتها من الألغام ومنع إنتاجها وبيعها تماشيا مع القرارات الدولية.