استعد فريق اتحاد الحراش بكل ما يملك من قوة ورصيد لمباراة الكأس، التي تجمعه في المربع الذهبي بوفاق سطيف على أرضية ملعب 8 ماي ,45 وهو يدرك أن المباراة تنطوي على حساسية مفرطة وأن خصمه لم يهضم بعد إقصاء الموسم الفارط على ملعب المحمدية، وهو الإقصاء الذي بعثر كل أوراق رفاق عبد المؤمن جابو وجعل السيد عبد الحكيم سرار الذي يخوض حملة تشريعية يهذي عندما يتذكر ذلك، ويسعى لتجنيد أنصار الوفاق من خلال الاستثمار في مباراة رياضية يريدها أن تكون ثأرية مهما كان الثمن. كل ذلك يدركه أبناء الحراش الذين لم يلتفتوا لهذيان سرار الذي وعد بحرمانهم من حقهم في التذاكر قبل أن يتراجع في رقصة ديك وقال سنخصص 1500 تذكرة للحراشيين وأن رئيسهم محمد العايب لا يمكن التعامل معه كضيف طالما أنه من أبناء الولاية. الخطاب السياسي لسرار لم يكترث له أبناء الكواسر فهم تعودوا منه أشياء كثيرة، بدليل أنهم يقولون إن ردنا سيكون فوق الميدان والوفاق ومن خلاله المدرب غيغر يدرك ذلك جيدا، لأن فريقنا هو أحسن من يجيد التفاوض خارج ميدانه وهو الفريق الأكثر إحرازا للانتصارات خارج الحراش، وهو الوحيد الذي حرم الوفاق أيضا وفي موسم واحد من لقبين وطنيين وأثر على مشاركته القارية، باعتباره لم يرفع رأسه من هزيمتين متتاليتين بالحراش خلال الموسم الفارط. ويبدو أن الأداء الجيد الذي قدمه اتحاد الحراش في الجولة الفارطة من البطولة االاحترافية، رغم هزيمته في باتنة بثلاثة أهداف مقابل اثنين، قد يؤشر على أن الحراشيين الذين أخرجوا اتحاد العاصمة في مباراة مجنونة فوق الميدان وفي المدرجات بمناسبة الدور ربع النهائي، بإمكانهم دغدغة كبرياء الوفاق وإعادة نفس السيناريو وبالطريقة التي يشتهون من أجل إسعاد أنصارهم الذين قرروا الرحيل إلى سطيف مهما كانت المغامرة ومهما كانت تهديدات سرار بعدم تمكينهم من التذاكر. وإذا أخذنا بتصريحات المدرب المساعد ناصر بشوش الذي ينوب عادة عن شارف في التعامل مع الصحافة، يتضح لنا بأن الحراشيين يراهنون كثيرا على مباراة الغد، إذ يقول هذا المدرب إنه منذ لقاء باتنة، والفريق الحراشي في سباق مع الوقت من أجل التحضير النفسي والبدني للمواجهة أمام الوفاق، وأن نسبة الجاهزية عند اللاعبين في مرحلة متقدمة جدا، وسيلعبون دون عقدة، لأنهم تعودوا على هذا النوع من المواجهات، وأن الوفاق حتى ولو وقف إلى جانبه مئات الآلاف، فإنه لن يكون قادرا على المواجهة، بدليل أن أسوء نتائجه باتت تسجل فوق ميدانه. بشوش قال أيضا ''ليس لنا ما نخسره، ولن نذهب إلى سطيف في ثوب الضحية، لأننا ندرك أن المباراة لا تقبل القسمة وأنها تلعب فوق الميدان، أما لغط المدرجات، فإننا نتركه للذين يتخوفون من حضور أنصارنا الأوفياء ويلعبون على العامل البسيكولوجي للرفع من المعنويات المنهارة لعناصرهم الذين ربما باتوا خارج السباق قبل نهايته ومن الصعب عليهم العودة إلى مستواهم بعد سقوطهم أمام سيمبا التانزاني في كأس رابطة الأبطال وبعد أن تاهوا أمام بلوزداد ومولودية وهران في معقلهم 4 ماي .''45 وسيراهن ''الكواسر'' على هذه العوامل ولو بنسبة قليلة، طالما أن المردب بشوش يقول ''إننا سندخل المواجهة بعقلية الفوز بالدرجة الأولى والاعتماد على إمكانياتنا وفنياتنا، فنحن نشكل فريقا متكاملا ومنسجما وبعد سنستثمر في مشاكل الوفاق المنهار بسيكولوجيا". كما يراهن المدرب عابد شارف على الفوز للمرور للنهائي الثاني على التوالي، كما يراهن عز الدين دوخة ورفاقه الذين لا يتحدثون سوى عن الفوز والتأهل لإثراء رصيدهم، باعتبار أن الكأس هي فرصتهم الوحيدة بعد أن ابتعدوا عن سكة اللقب.