قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إن ''أزمة بلاده لا تزال في بداياتها وان الموقف الدولي يتطور إيجابا تجاهها''. وأكد الأسد في لقاء جمعه بأحد وجوه المعارضة السورية في الداخل التقى به مؤخرا أن حزب البعث الحاكم ليس من الضروري أن يكون طرفا في الحكومة التي ستنبثق عن نتائج الانتخابات النيابية المقررة تنظيمها يوم 7 ماي القادم. وتوقع الرئيس السوري أن تغير إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما موقفها العدائي تجاه بلاده بمبرر أنها'' ستكون مضطرة مع حلول الصيف إلى البحث عن تهدئة تحسبا للانتخابات الرئاسية الأمريكية وهو ما جعله يتوقع أن تضطر واشنطن إلى التعاون إيجابا مع موسكو للمساهمة في إيجاد حل للأزمة السورية. وأبدى الرئيس الأسد اقتناعه أن الموقف الدولي تجاه بلاده عرف تحسنا كبيرا وهو الآن أفضل مما كان عليه ولكنه استثنى مواقف دول ثلاثة وهي قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا. ونقلت مصادر سورية أن الرئيس السوري لم يحسم بعد في موقفه بخصوص إمكانية تأجيل الانتخابات النيابية المنتظرة للأسبوع الأول من الشهر القادم كما عبر عن ذلك نواب مجلس الشعب وأكدت انه في حال وافق على ذلك فان تأجيلها لن يتعدى فصل الصيف القادم. وأبدى الأسد في حديثه مع المعارض السوري الذي لم يتم الكشف عن هويته بعض الليونة في مواقفه وأكد أنه مؤمن بإيجاد تعددية حزبية في سوريا وان حزب البعث الذي يحكم بفضله إن أراد البقاء في الساحة فما عليه سوى الاحتكاك بمشاغل عامة الناس وينافس الأحزاب الأخرى إن كان يريد فعلا ضمان وجوده السياسي في المشهد السوري. وكشف الرئيس الأسد الذي يواجه اعقد أزمة ثقة في نظامه منذ أكثر من 13 شهرا عن وجود تفكير مشترك بين بلاده وروسيا للعمل من أجل إيجاد آليات عملية لإجلاس القوى السياسية السورية إلى طاولة حوار وطني يقبل المشاركون فيها بإيجاد مخرج للازمة السياسية المستفحلة في بلاده بالطرق السلمية. وجاء الكشف عن تصريحات الرئيس السوري في نفس اليوم الذي قتل فيه عشرة سوريين من بينهم طفل في العاشرة من العمر في أعمال عنف شهدتها عدة مناطق من البلاد وفي خرق متواصل لقرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل أسبوع. وتواصلت المواجهات بين القوات النظامية وقوات المعارضة الممثلة في الجيش السوري الحر رغم نشر 15 ملاحظا دوليا في مناطق ساخنة بهدف احتواء الوضع الأمني فيها. ويبدو أن هذا العدد من الخبراء فشل في مهمته وهو ما جعل مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان يطالب أمس بالإسراع في نشر كل الملاحظين الذي اقر مجلس الأمن إرسالهم إلى سوريا والمقدر عددهم بحوالي 300 ملاحظ. وفي انتظار ذلك فقد حذرت روسيا على لسان ألكسندر كالوغين سفيرها في الأردن الذي اكد أن ''أي تغيير سلبي في الوضع السوري يمكن أن يؤثر جذريا على الواقع الجيو سياسي في كل منطقة الشرق الأوسط وسيؤدي لعراق ثان وفوضى وحرب أهلية''. واعترف كالوغين'' بوجود تجاوزات من النظام السوري والمعارضة وأن بلاده كانت منذ البداية مع الإصلاحات والديمقراطية في سوريا. وعبر عن تأسفه لكون الحكومة السورية السورية تأخرت في احداث تغييرات سياسية معمقة مما أدى إلى اندلاع عنف مفرط من قبل النظام والمعارضة ''. وأشار الى أن المعارضة السورية '' أكثر تشددا الآن وترفض الحوار مع النظام'' والحل '' إما الحوار أو الحرب الأهلية''.