الموقف الروسي من الأزمة السورية،، مجرد خدعة ! قال سمير النشار، عضو المجلس الوطني السوري، أنه من المقر أن يصل برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، إلى مجلس الأمن ضمن وفد للمعارضة، وذلك في خطوة واضحة وصريحة لتدويل الأزمة السورية بعيدا عن جامعة الدول العربية. وأكد سمير، في مؤتمر صحفي عقده أمس، أن غليون سيقوم بإبلاغ أعضاء مجلس الأمن بضرورة التدخل بشكل رسمي في سوريا لحماية المدنيين. من جهة ثانية قررت جامعة الدول العربية تجميد عمل بعثة المراقبين العرب، بسبب تصعيد وتيرة العنف، وكانت لجنة المراقبين العرب تعرضت إلى موجة انتقادات حادة بسبب أدائها. كما شكك خبراء روس في طبيعة موقف بلادهم تجاه القضية السورية الذي يوصف إعلاميا ب”المعارض”. وقالت الخبيرة الروسية يلينا سبوننه أن روسيا لا يمكن لها أن توجه قرارات مجلس الأمن سيما في القضايا الدولية والتصعيد العسكري ضد سوريا، مشيرة إلى وجود صفقة أمريكية روسية لإحداث نوع من التوازن في الملف السوري قبل دخول مرحلة الحزم السياسي، على تعبير الخبيرة الروسية. وفيما يطالب المجتمع الدولي بقيادة فرنسا بضرورة ألا تقف روسيا في وجه القرار الأممي الذي من المقرر أن يصدر قريبا ضد الرئيس السوري بشار الأسد، تشير التقارير الروسية إلى أن الموقف الروسي لا يشكل إجماعا لدى الروس سواء منهم السياسيون وغيرهم المراقبين للمشهد السوري. وأكدت التقارير الروسية أن روسيا تدرك تماما أن مصالحها الاستراتيجية لا يمكن أن تتحقق في معزل عن المجتمع الدولي، فعلى حد قول الخبيرة يلينا فإن روسيا التي تقترب من إجراء الانتخابات الرئاسية والتي من المتوقع أن يفوز فيها فلادمير بوتن، باتت على قناعة تامة بأن إحداث أي تصادم مع أعضاء مجلس الأمن لا يخدم مصالحها في المرحلة الحالية الحساسية التي يمر بها الاقتصاد الروسي، خصوصا بعد حرب ليبيا التي وقفت عندها روسيا موقف المعارض قبل أن تغير رأيها تحت ضغط المصالح الاستراتيجية. ويؤكد الخبراء والمراقبون الروس أن التصريحات الأخيرة وتهديد روسيا باللجوء إلى الفيتو لعرقلة القرار الأممي ضد نظام الأسد، ما هو إلا مراوغات دبلوماسية متفق عليها بين الولاياتالمتحدةوروسيا إلى حين تحقق الظروف الجيو استراتيجية التي تضمن مصالح إسرائيل في المنطقة. ويعلل الخبراء الروس موقفهم ذلك بقولهم: ”فرنسا أكدت في تصريحات جاءت على لسان مندوبها السفير الفرنسي جيرار لدى الأممالمتحدة، أنها لا تريد رحيل الأسد ولكنها ترغب في أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد مؤقتا فقط”، وهو ما وجدت فيه روسيا تجاوزا ل”الخطوط الحمراء”، على حد تعبير قادة الكرملين الروسي، بينما تعكس مواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن التخبط الذي يؤكد على عدم تهيئة الظروف بعد للقيام بتوجيه أي ضربة عسكرية إلى سوريا في الوقت الحالي. إلى ذلك، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بارتفاع حصيلة القتلى أمس إلى 102 قتيل، بينهم سبعة أطفال وأربع سيدات، أغلبهم في مدينة حماة، كما خرجت تظاهرة مسائية في منطقة ”المليحة” بريف دمشق، هتفت للجيش الحر وللمدن المحاصرة، وطالبت بإسقاط نظام الأسد. وحسب تقارير وكالة ”رويترز” نقلا عن لجان التنسيق المحلية السورية، فقد وقوع انفجار أنبوب للنفط في منطقة ”القورية” في محافظة دير الزور الواقعة شرقي البلاد، نتيجة القصف العشوائي من قبل قوات النظام؛ ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.