ينظّم الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بوهران، على غرار ولايات الوطن، أبوابا مفتوحة على مختلف أنشطتها المتعلّقة بحماية حقوق الملكية الأدبية والفنية، وذلك إلى غاية 03 ماي المقبل، تحت شعار ''لا لقرصنة المصنفات.. كفى''. سطّر الديوان الجهوي بغرب البلاد، برنامجا ثريا موجّها للجمهور، لاسيما فئة الشباب والمبدعين في مختلف الألوان الأدبية، الفنية والموسيقية، من أجل تمكينهم من حماية تراثهم الفكري والإبداعي، حيث تقدّم لهم شروح تتعلّق بكيفية تسجيل منتجاتهم، كما يتضمّن تعريف مجموعة منهم، ينتمون لبعض المؤسسات التربوية، بنشاط حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وكانت الجزائر قد تحوّلت خلال السنوات الأخيرة، إلى سوق مفتوحة على قرصنة برامج الكومبيوتر والأفلام السينمائية التي أثّرت بشكل كبير على سوق الفن بالعالم، وليس بالجزائر فقط، فأصبح الإنتاج الفني من أفلام سينمائية وألبومات غنائية تنزل على مواقع الأنترنت قبل أن تطرح في الأسواق، مما كلّف الشركات المنتجة خسائر مالية فادحة، أجبرت الكثير على إعلان إفلاسها وانسحابها من السوق. كما نجد بالسوق المحلية، نسخا غير مشروعة للأغاني والأفلام، لاسيما بأسواق المدينةالجديدة، بالأحياء الشعبية وعلى الأرصفة، حيث لم يثن حجز الشرطة لكميات معتبرة من هذه الأشرطة وإتلافها، من عزيمة التجار الذين ينشطون في ميدان القرصنة بشكل كبير، إذ بلغت نسبة القرصنة في الجزائر لبرامج الكومبيوتر والألعاب الالكترونية؛ 85 بالمائة، بحسب الإحصائيات الرسمية، وهو معدل يؤشّر على درجة الإنتهاكات الخطيرة التي تتعرّض لها حقوق الملكية الفكرية ببلادنا، حيث تكبّد الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة الجزائري خسائر مالية بلغت أكثر من 700 مليون دينار جزائري، نتيجة تعرّض إنتاجه للتهريب وتسويقه بطريقة غير شرعية، مما أجبره على الدخول في نزاعات قضائية لاسترجاع حقوقه وحقوق المنخرطين من الفنانين، الموسيقيين والكتّاب، الذي تقلّص عددهم بشكل كبير. كما تعتبر ولايات الجهة الغربية من الوطن الأكثر عرضة للقرصنة، حسب ما أكده المدير الجهوي لحقوق المؤلّف، على غرار ولايات وهران، الشلف، تيارت وتلمسان، تليها ولايات غليزان، بشار وكذا تندوف، زيادة على ولايات الوسط والشرق، وألحقت عمليات القرصنة خسائر كبيرة بالفنانين واستوديوهات التسجيل في الجزائر، ويتخوّف الجميع، اليوم، بمجرد التفكير في طرح أي ألبوم أو عمل فني في السوق. حتى محاولات بعض الفنانين في المغامرة مع بداية السنة الجديدة لطرح ألبومات جديدة، باءت بالفشل، وسرعان ما امتدّت لها أيدي القراصنة الذين قاموا بتهريب أغانيهم قبل طرحها على الأسواق، مستغلين أداء هؤلاء الفنانين لبعض أغانيهم الجديدة في حفلات رأس السنة الميلادية. وفي هذا الإطار، لجأ أصحاب استوديوهات التسجيل إلى الانتظار حتى انقضاء الأشهر الأولى من السنة الجديدة لطرح ألبومات النجوم المتعاقدين معهم، وهو ما أجبرهم على إجراء تعديلات في تلك الألبومات، بإضافة الأغاني الجديدة الأخرى، مما ضاعف في التكلفة المالية للألبومات الغنائية، وضياع الوقت. كما أنّ عمليات قرصنة الأغاني ألحقت في السنة الماضية خسائر كبيرة بالمنتجين والفنانين، تقدر بملايين الدينارات، دون أن تتحرّك أي جهة لمواجهة الظاهرة التي تهدّد الإنتاج والإبداع الجزائري في هذا المجال-.