لا تزال بلدية بئر توتة، جنوب العاصمة، تنتظر تجسيد جملة من المشاريع التنموية لاستدراك العديد من النقائص، خاصة ما تعلق بالمرافق العمومية الضرورية التي يشكل غيابها متاعب للمواطنين، حسبما لاحظناه في جولتنا الميدانية. فيما خصصت السلطات المحلية مبالغ مالية معتبرة لإعادة النهوض بأحيائها، حسبما أكده رئيس المجلس الشعبي للبلدية، السيد رابح جرود. الزائر لبلدية بئر توتة، يلاحظ مظهرها الخارجي الجميل، لما تتوفر عليه من مساحات خضراء تنشرح لها الصدور، هواء منعش وهدوء ينسيك زحمة وضوضاء وسط العاصمة، لكن أعماق المنطقة لا تعكس هذه الإيجابيات، بالنظر إلى نقص المرافق الضرورية الذي لا يزال يشكل هاجس المواطنين، سواء بالأحياء القديمة أو الجديدة، بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تقوم بها السلطات المحلية لإعطاء صورة لائقة عن البلدية. حي علي بوحجة، نقائص تنتظر الحل أول ما يلاحظه الزائر لحي علي بوحجة المسمى ''الكحلة''، تلك البنايات الضخمة والفيلات الفخمة، في ظل افتقاره للعديد من المرافق الضرورية، كما يشكل اهتراء الطرقات انشغال المواطنين، حيث يؤكد أحدهم أنها صارت تعيق حركة الراجلين والسيارات، خصوصا في فصل الشتاء، حيث يتحول المكان إلى مستنقعات وبرك للأوحال، وأشار آخر إلى غياب المجاري والبالوعات الخاصة بصرف مياه الأمطار، الأمر الذي يشكل خطراً على أطفالهم عند عودتهم من المدارس. وقد راسلوا مرارا السلطات المحلية للبلدية، لكنها لم تحرك ساكنا، مشيرين إلى أن أبناءهم يقطعون مسافة قرابة كيلومتر واحد إلى غاية وسط مدينة بئر توتة، في غياب النقل المدرسي. إضافة إلى هذا، يفتقر الحي إلى المرافق الرياضية، الثقافية ومساحات للعب، خاصة مع التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المنطقة مؤخرا، وهو الأمر الذي تحدث عنه شباب الحي ل'' المساء''، حيث أعربوا عن حاجتهم لذلك، كما يطرح مواطنو ''الكحلة'' مشكل افتقار المنطقة للمرافق الصحية وحتى الصيدليات، حيث يضطرون لقطع مسافات طويلة للعلاج وشراء الأدوية، فيما أشار آخر إلى الوادي الموجود بحيهم، والذي يشكل خطرا على السكان، لأنه يفيض في كل مرة، خصوصا في فصل الشتاء، وتنبعث منه روائح كريهة صيفا. نقص خدمات النقل بعدة أحياء من جهة أخرى، ذكر لنا بعض من وجدناهم على حافة الطرقات ببئر توتة، أنهم ينتظرون لساعات طويلة الحافلات التي تنقلهم إلى مختلف الجهات، منها وسط المدينة، أولاد الشبل، بابا علي، وقلب العاصمة، نفس المشكل وجدناه بحي 1680مسكن، فالسكان المرحلون من مختلف الجهات إلى بئر توتة، يضطرون لقطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام، للوصول إلى محطة الحافلة، وأفاد أحد السكان ل''المساء'' أن بعض خطوط النقل مفقودة تماما، على غرار خط بئر توتة-الحراش وبئر توتة -جسر قسنطينة، مما يجعل المواطن مضطرا للتوجه نحو محطة القطار التي تبعد عن غالبية التجمعات السكانية بالبلدية، أو البحث عن سيارة أجرة بمبالغ معتبرة، وكذا الحال بالنسبة لحي 300 مسكن، حيث أعرب سكانه عن عدم رضاهم عن الوضعية المعيشية التي واجهوها عقب ترحيلهم من سكناتهم القصديرية، فوجدوا أنفسهم يعيشون في مكان يفتقر للمرافق الضرورية منها وسائل النقل، حيث يضطرون للوقوف لساعات طويلة من أجل الظفر بمقعد بإحدى الحافلات القديمة للوصول إلى مقر عملهم، مؤكدين أنهم يعيشون عزلة تامة، باعتبار أن مساكنهم تقع بعيدا عن وسط المدينة. هياكل تربوية مكتظة وسوق جوارية بحاجة إلى توسيع كما يؤكد أولياء التلاميذ الذين التقيناهم، أن أبناءهم يواجهون متاعب كبيرة جراء الضغط الكبير بالمدارس، حيث يصل عدد المتمدرسين في القسم الواحد إلى أزيد من 40 تلميذا، وهو الأمر الذي يصعّب كثيرا من العملية التربوية، وذكر أحدهم أن بئر توتة تشهد نقصا كبيرا في المؤسسات التربوية في أطواره الثلاثة، حيث تحتوي البلدية على ثانوية واحدة تقع وسط المدينة، مشيرا أن السكان راسلوا مرارا السلطات المحلية التي وعدت بتسوية المشكل، لكن رغم ذلك، فإن الاكتظاظ في الأقسام لا يزال يفرض نفسه. كما يطالب السكان والتجار بتوسيع السوق الجوارية الموجودة بوسط المدينة، لضيق مساحتها التي لم تعد تسع أصحاب المحلات، ولاحظنا ذلك في الميدان، حيث تُعرض بها مختلف السلع؛ منها الخضر والفواكه، الألبسة ومختلف المستلزمات، وهي متكونة من رواقين اثنين، لا يمكن للعدد الهائل من المتسوقين الدخول دفعة واحدة إليه. رئيس البلدية: المشاريع الواعدة ستسد النقائص المسجلة من جهته، أوضح رئيس بلدية بئر توتة، السيد رابح جرود ل''المساء''، أن هناك جملة من المشاريع التنموية كفيلة بسد هذه النقائص المسجلة بالمنطقة، حيث خصصت البلدية مبلغ 24 مليار سنتيم للتهيئة العمرانية وتجهيز الحظيرة بحافلات النقل المدرسي، إضافة إلى 400 مليون سنتيم لتجديد جزء من الطاولات المدرسية، ومبلغ مماثل لرفع القمامة في مختلف الأحياء، موضحا أن ولاية الجزائر ساهمت في دعم ميزانية البلدية بقيمة مالية مقدرة ب 20 مليار سنتيم، وهذا بهدف القضاء على النقاط السوداء ومخاطر الفيضانات. وعن الطرقات المهترئة بحي علي بوحجة، كشف السيد جرود أن البلدية خصصت 8,4 ملايير سنتيم لتعبيد الطرقات انطلاقا من الأسبوع القادم، كما تسعى هيئته لتجديد الملعب القديم وإعادة تهيئته، فيما استفاد حي زوين من مبلغ مليار ونصف لإعادة تهيئته أيضا، كذلك قامت السلطات المحلية بإنجاز دفاتر الشروط للمقاولين، للقيام بأشغال تنموية بكل من سيد امحمد، عداش، حوشي بلقاسم وحي التعاونية ''كوبيراتيف''، إلى جانب تكملة طرق ثانوية بابا علي، كما بادرت البلدية بإنجاز روضة للأطفال والانتهاء من الدراسات الكلية لبناء مكتبة.وفي القطاع التربوي، أكد المسؤول وجود نقص في هذه المرافق، حيث تضم البلدية ثانوية واحدة يقصدها حتى تلاميذ بلدية أولاد الشبل، مشيرا إلى أن إنجاز مثل هذه المرافق، هي من مهام مديرية التجهيزات العمومية التي قامت بمناقصة مرتين، لكن بدون جدوى، كما ساهمت هذه المديرية في بناء متوسطة وصلت أشغالها نسبة 40 بالمائة بحي 1680 مسكن، واستفادت بعض المؤسسات التربوية من الإصلاحات، منها مدرسة محمد جعفر، سيدي محمد، طهراوي، النخيل، بن عبدي بزوين وعرابي بمنطقة بابا علي، أحمد بن بلة (الحكلة)، ومدرسة حي عباش. وفي إطار التنمية المحلية، أضاف محدثنا أن البلدية ستستفيد من مقر جديد ومركز تجاري، كما تم اختيار قطعتين أرضيتين لإقامة الأسواق الجوارية بكل من بئر توتة وبابا علي، مع برمجة بناء عيادة ثانية بحي 1680مسكن، أما عن مشكل النقل بالأحياء الجديدة، ففسر محدثنا الأمر قائلا؛ إن حافلات ''إيتوزا'' تضمن الخدمة، وإن محطات الانتظار تعرضت للتلف بسبب شغب الشباب. استطلاع/ نسيمة زيداني وتصوير: ياسين. أ