ينتظر سكان بئر توتة إنجاز العديد من المشاريع في مختلف القطاعات، لتدعيم الهياكل والمرافق الثقافية، الرياضية والتربوية الحالية، التي لم تعد قادرة على تلبية حاجياتهم، خاصة أن هذه المدينة التي تعتبر بلدية ومقر دائرة، عرفت توسعا عمرانيا سريعا، كما بلغت كثافتها السكانية 35ألف نسمة، مما يتطلب تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة وتسليمها في الوقت المناسب، مع وضع حدّ للتوسع العمراني العشوائي الذي يتم على حساب الأراضي الفلاحية للمنطقة. بالرغم من أن وضعيتها التنموية أفضل من البلديات المجاورة لها كأولاد شبل، تسالة المرجة، والخرايسية،إلا أن بلدية بئرتوتة تشهد عدة نقائص، أهمها قلة المرافق التي لم تعد قادرة على استيعاب العدد المتزايد للسكان، حيث أكد بعضهم أن مدينتهم تغيرت كثيرافي السنوات الأخيرة، بعد تشييدالأحياء الجديدة، وقالت سيدة ل''المساء''أن كل شيء ناقص بمدينتها، ''حتى الخبزأصبح لا يكفي''، كما أصبحت مادة الحليب صعبة المنال، فعادة ما يبقى المستهلكون بدونها لمدة أسبوع كامل، بسبب قلة المحلات مقارنة بالكثافة السكانية المرتفعة، مضيفة''حتى بعض الأدوية أصبحت تُباع بالمحسوبية، لكثرة الطلب عليها، مما خلق متاعب كثيرة لسكان بئرتوتة، الذين ذكر بعضهم أن التوسع العمراني أدى أيضا إلى انتشار ظاهرة السرقة والإعتداءات، خاصة في بعض الأحياء، فضلا عن المتاعب التي يعاني منها المسافرون بمحطة النقل، بسبب الفوضى والركن العشوائي للحافلات وعدم توفراللافتات والإتجاهات التي تساعد على تحديد الوجهة، وضعف مستوى الخدمات بالمحطة، خاصة بالنسبة لبعض الخطوط الداخلية كخط بابا علي، كما يشهد الحي الجديد1680 مسكنا غياب وسائل النقل مِنْ وإلى وسط المدينة، مما يضطرالسكان إلى قطع مسافة 2 كلم على الأقل مشيا على الأقدام، خاصة أنها لا تتوفرعلى حافلات النقل العمومي التي تحل مشكل النقل، خاصة بالنسبة لبعض الخطوط، رغم حيويتها الكبيرة وإسهامها في تنشيط الحركة التجارية بالمنطقة، مما يضطرالمواطن للّجوء إلى سيارات الأجرة أومحطة القطارالتي تبعد عن غالبية التجمعات السكانية بالبلدية.
مشروع ثانوية أخرى مؤجل إلى إشعارآخر رغم التحسن الواضح في مظهرها الخارجي، إلا أن أغلب أحياء بئرتوتة لا تزال بحاجة إلى مشاريع تنموية، وتوفيرالحد الأدنى من المرافق الضرورية، التي يطالب بها السكان، منها الهياكل الصحية التي يفترض أن تتدعم بالنظرإلى الحاجة الملحة إليها، حيث توجد عيادة وحيدة متعددة الخدمات، تشهد كما لاحظنا إقبالا مكثفا للمواطنين، غيرأنها تبقى دون الإمكانيات الضرورية، والتخصصات اللازمة المطلوبة بصفة دورية، فضلا عن الضغط الكبير الذي تشهده من قِبَل زوارها الذين عادة ما يعودون أدراجهم، بسبب انتهاء مواعيد الفحص في منتصف النهار، حسبما أكدته إحدى السيدات ل''المساء''، مما يضطر المرضى إلى التوجه إلى المراكز الإستشفائية المجاورة، كالتوجه نحو البليدة، كما تفتقرالمنطقة إلى عيادة للتوليد وحماية الأمومة والطفولة، حيث تضطر الحوامل إلى التوجه نحو بوفاريك أوالبليدة، أين يُقابلن بالرفض، بحجة قدومهن من خارج الولاية، رغم أن المسافة بين بئرتوتة والبليدة أقرب من المسافة بين ولاية الجزائر وبئرتوتة، التي تبعد عنها ب30 كيلومترا. ومن النقائص التي تسجل أيضا في هذه البلدية، ذات الطابع الحضري والريفي والواقعة بالجنوب الغربي للعاصمة، هو قلة المؤسسات التربوية وعدم قدرة الموجودة منها على استيعاب العدد المتزايد للتلاميذ، حيث أدى ذلك إلى تشكيل ضغط كبير داخل الأقسام، سواء في المرحلة الإبتدائية أو بالمتوسطات، مما أدى إلى تدنّي مستوى المتمدرسين حسب بعض الأولياء الذين أكدواأن قدوم1500عائلة إلى حي1680مسكنا، وحي عدل الذي يضم766 سكنا، خلق ضغطا كبيرا داخل المؤسسات التربوية التي قد تتدعم في الدخول الإجتماعي المقبل، إذا استلمت المشاريع المبرمجة في وقتها، منها مدرسة إبتدائية تستلم، حسب المسؤول الأول على البلدية، خلال الشهر الجاري، بينما تم الإعلان عن المناقصة لاختيار المقاولة التي ستنجز المجمعين المدرسيين اللذين تأخر انطلاقهما، فضلا عن انطلاق أشغال متوسطة تأخرإنجازها أيضا، مما يشير إلى أن مشكل الإكتظاظ سيظل قائما في عدة مؤسسات تربوية. وما يثير قلق الأولياء أكثر، هو ظروف تمدرس تلاميذ المرحلة الثانوية بالمؤسسة الوحيدة التي أصبحت الوضعية بها لا تطاق، بسبب الإكتظاظ الكبير داخل الأقسام، حيث تستقبل التلاميذ من مختلف جهات بئر توتة وحتى من بلدية الخرايسية المجاورة، وما زاد من هاجس الأولياء هو تأخرانطلاق إنجاز ثانوية أخرى، التي سوف لن تستلم في الدخول المدرسي المقبل، بما يوحي باستمرار معاناة تلاميذ المرحلة الثانوية مع الإكتظاظ، خاصة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، حيث ينتظر أن تنطلق أشغال بناء ثانوية في الأيام المقبلة، حسب رئيس البلدية السيد رابح جرود، الذي أوضح ل''المساء'' توقّعه تخفيف الضغط على ثانوية بئر توتة، بعد تنقل تلاميذ الخرايسية للدراسة في بلديتهم، التي ستستلم ثانويتها في الدخول المقبل.
الأسواق والمرافق الرياضية والترفيهية مطالب ملحّة، من جهتهم عبّر بعض المواطنين التقتهم ''المساء'' بوسط مدينة بئر توتة عن عدم رضاهم بطريقة تسيير بلديتهم، مشيرين إلى أن هناك مشاكل عديدة لم تجد طريقها إلى الحل لحد الساعة، منها قلة المحلات لتلبية حاجياتهم، والتوزيع غيرالعادل حسبهم ل60 محلا وزعت في حي ''كوسيدار''، بينما أوضح رئيس البلدية أن جزءا من المحلات ذات الطابع المهني تم توزيعها، بعد أن درست الملفات من قبل لجنة على مستوى الدائرة الإدارية ببئر توتة، وهي بصدد توزيع الجزء الثاني من هذه المحلات، كما اشتكى بعضهم غياب سوق بالمدينة، بعدما أصبح السوق القديم الواقع وسط المدينة مقابل الملعب البلدي غير صالحة، حيث لا يوفرأدنى الحاجيات، مما يضطرهم إلى التسوق بالبلديات المجاورة أوالمحلات التي تفرض أسعارا ليست في متناولهم، حيث ينتظرون من السلطات المحلية تجسيد مشروع السوق المغطاة، الذي يكلف11 مليار سنتيم، ويتسع ل102محلين، ويفترض أن تنطلق الأشغال به قريبا، حسب رئيس البلدية، الذي أشار في اللقاء الذي خص به''المساء''إلى أن المناقصة تمت هذه الأيام للإستجابة لحاجة السكان الماسة إلى هذه السوق التي ستوفرأيضا مناصب عمل جديدة للشباب الذين أكد بعضهم أن نقص المنشآت الرياضية وبقائها دون تهيئة، وعدم توفير مساحات اللعب والملاعب الجوارية التي تكاد تكون منعدمة، زادت من متاعبهم، خاصة بالنسبة للشباب الذين لايجدون إلاّ ملعب الشهيد رشيد مساعدية، الوحيد على مستوى البلدية، في انتظار تدعيم البلدية بهياكل رياضية وترفيهية أخرى.
البنايات الهشة ..زحف رهيب على الأراضي الفلاحية من جهة أخرى، ورغم المشاريع السكنية التي أنجزت بتراب البلدية، فإن مشكل السكن لا يزال يطرح بالنسبة لسكانها الذين أودعوا حسب رئيس البلدية حوالي 1000طلب للحصول على السكن التساهمي، بينما تم توزيع150سكنا إجتماعيا فقط، مقابل انتشارالسكنات الهشة التي زحفت على الأراضي الفلاحية بصفة ملفتة للإنتباه، حيث تضم بئر توتة641 بناء هشا موزعا على كافة الأحياء، بما فيها وسط المدينة، حيث نصب البعض بيوتا قصديرية أمام مقرالشرطة، مشوهين بذلك المحيط ووجه هذه المدينة، التي يشيد بطريقها الرئيسي مسجد بلال بن رباح بتقنيات وفنيات هندسية عالية الدقة والجمال، لإعطائها واجهة مميزة، بعيدا عن مناظر هذه البيوت الموزعة أيضا بمختلف الأحواش التي يواجه سكانها مصاعب كثيرة، بسبب قلة التهيئة والمرافق الضرورية، في انتظار إتمام السلطات المحلية لبرنامجها التنموي الذي يشمل ربط حوش فيليو وحي أوناب وحوش الحاج وحي النخيل والروسي بشبكة غازالمدينة، كما ينتظر سكان حي علي بوحجة اِلْتفاتة من السلطات، كونهم يواجهون خطراِنهيار السكنات التي تعود إلى الحقبة الإستعمارية، وكذاانتشارالبيوت الفوضوية وانعدام النظافة، بينما يتنقل هؤلاء إلى مدينة بئرتوتة التي تبعد عنهم بحوالي7 كلم، وذكرلنا بعضهم أن وضعهم المعيشي جد صعب منذ سنوات، حيث تنعدم أيضا التهيئة بالطرقات وغياب أعوان جمع القمامة التي غزت الحي، الذي يبدوأنه تابع لقرية نائية وليس لبلدية تابعة للعاصمة، قالت سيدة تقطن الحي. من جهتهم، طالب سكان حوش القازوز، الواقع على الطريق السريع المؤدي إلى بابا علي، بالإسراع في منحهم عقود ملكية السكنات التي تحتوي على مادة''الأميونت'' التي تهدد حياتهم منذ عشرين سنة، وتمكينهم من إعادة إنجازها بصفة لائقة..
ونسبة التغطية بالغاز الطبيعي95? نهاية السنة، على العكس من ذلك، فان بعض سكان المدينة ذكروالنا أن الأمورتحسنت، مقارنة بالسنوات الماضية، سواء فيما تعلق بالنقل أو التهيئة بالأحياء، منها حي111مسكنا، بينما تبقى أحياء أخرى بحاجة إلى تهيئة، منها حي عداش الذي برمج، حسب المسؤول الأول على البلدية، فضلا عن تهيئة الأرصفة بمركز علي بوحجة وإتمام التهيئة ببعض الأحواش المتبقية من بين11حوشا، حيث تشهد طرقات وأرصفة بعضها كمركز الكحلة اهتراء كبيرا، مما يتطلب تهيئتها جذريا أو تحسينها، إضافة للمجاري والبالوعات الجانبية، لما تسببه من صعوبة في الحركة خاصة عند تهاطل الأمطار. وذكرالسيد راح جرود أن توفيرالغاز الطبيعي بأحياء بئر توتة ستصل إلى95 بالمائة نهاية السنة، كما يوجد برنامج قوي يضم حوالي50 مشروعا تنطلق خلال الشهر الجاري، منها عمليات ترميم كل المدارس والمسالك، كما تساهم البلدية في إعداد الدراسة التقنية وإنجاز مسجدين بالأحياء الجديدة وآخر ببابا علي، وإنجاز مسجد بحوش الحاج، وسيتم أيضا إنجاز مشاريع أخرى منها ملحقة إدارية للبلدية وسوق جوارية ببابا علي وآخر بحي1600 مسكن، الذي سيستفيد أيضا من ملحقة للبلدية، لتسهيل استخراج الوثائق على القاطنين بهذه الأحياء البعيدة عن وسط المدينة، وكذا عيادة طبية ثانية تنطلق أشغالها خلال شهرأو شهرين، ومركب رياضي يوجد في طورالدراسة. وفي السياق، أكد رئيس البلدية على ضرورة وضع حد للتوسع العمراني العشوائي الذي زحف على الأراضي الفلاحية من أجل حفظ هذه الأخيرة للأجيال القادمة، وحل هذاالمشكل من خلال إمكانية التسوية والحصول على سكن، وفق ما يسمح به القانون، مشيراإلى أن بلدية بئرتوتة قدمت اقتراحات لتسوية وضعية السكنات الهشة الموجودة على ترابها، مؤكداً أنه على الغرفة الأولى للبرلمان أو بعض النواب طرح المشكل''الذي يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار''. من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن نقص المرافق راجع إلى مشكل الوعاء العقاري، حيث طالبت البلدية بضم قطعة أرضية وفق المخطط التوجيهي لولاية الجزائر، لاستدراك عدة نقائص منها؛ بناء ثانوية أخرى، ملاعب جوارية وملعب لكرة القدم، وكذا وحدة للحماية المدنية التي تعد أكثر من ضرورة، بسبب وجود الطريق السريع الذي تسبب في الكثير من الحوادث المميتة، فضلا عن وجود المنطقة الصناعية ببابا علي، حيث أُتلف السنة الماضية مصنعان عن آخرهما، ذلك بسبب تأخرتدخل مصالح الحماية المدنية.