دعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى امس بالجزائر العاصمة الناخبين للتوجه بقوة يوم الخميس المقبل نحو صناديق الاقتراع للتصويت، ''من أجل ضمان استقرار الجزائر والاستمرار في بنائها''. وقال السيد أويحيى أمام جمع من المواطنين والمتعاطفين ومناضلي الحزب، الذين حضروا إلى قاعة حرشة حسان في اليوم الواحد والعشرين من الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة في خطاب استغرق حوالي نصف ساعة أن حزبه ''لم يأت من أجل التغيير بل لاستمرارية الإصلاحات وبناء الجزائر بعيدا عن الخطب الديماغوجية والفوضى''. ويرى السيد أويحيي أن خطاب التغيير -مثلما تدعو إلى ذلك بعض التشكيلات السياسية- ''لم نجن منه سوى الموت والدمار خلال سنوات التسعينيات وبالتالي فإنه لا مجال ''لاعادة انزلاق الجزائر''، قائلا في هذا الصدد ''لم نخرج من الإرهاب للسير نحو الترهيب''. كما دعا الجزائريين إلى التزام اليقظة أمام الأخطار الخارجية التي تشهدها الساحة العربية ودول منطقة الساحل، معتبرا أن ما جرى في المنطقة يعد ''طوفانا على العرب'' وليس ربيعا عربيا. وفي هذا الصدد ذكر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي سلسلة ما أسماه ب''حلزون الفوضى'' بدءا من تدمير العراق وتمزيق السودان إلى تونس ومصر وما يجري اليوم في مالي. وحذر السيد أويحيي في سياق متصل من خطر استهداف الجزائر من طرف الغرب "باسم الديمقراطية''، مذكرا في هذا الشأن بما عاشه الجزائريون خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي إذ بقيت الجزائر لوحدها دون أن يتدخل أحد لإنقاذها من أيادي الإرهاب ولو بتقديم التعازي. وأضاف مخاطبا أبناء العاصمة ''نحن لا نحتاج لدروس في الديمقراطية حول الربيع العربي لان الجزائر هي ربيعنا''، مبرزا أن رفع ورقة التصويت للجزائريين في العاشر ماي من شأنها إبعاد شبح الخطر الأجنبي الذي يترصد'' لكسر الجمهورية الجزائرية باسم الديمقراطية''. وبالمناسبة حيا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الوطنية في محاربة شاشات ''الخونة'' خاصة بعد فتح المجال السمعي البصري. وفي المجال الاجتماعي، أبرز المسؤول الأول في حزب التجمع الوطني الديمقراطي الدور الذي لعبته الجزائر في الوقوف حائلا أمام الإرهاب، مؤكدا استعداد ها للوقوف بشجاعة ضد مافيا المخدرات والعصابات التي تهدد الشباب. وقدم السيد أويحيى بالمناسبة أمام الحضور برنامج حزبه الإقتصادي في مجال السكن والتشغيل والاستثمار ودعم الشباب والنخبة، مذكرا بأن حزبه يرفض بقاء الجزائريين يعملون كخماسة لدى الشركات الأجنبية. كما أوضح برنامج حزبه في مجال السكن الذي يقوم على دعم كراء المواطنين للسكنات في العاصمة المنبثق من مجهودات الدولة في المجال إلى جانب الجهود لتوفير عشرات الآلاف من السكنات بالعاصمة. وبعد أن قدم مترشحي حزبه على مستوى ولاية الجزائر العاصمة اختتم السيد أويحيى تجمعه، مذكرا بدفع البلاد لديونها الخارجية ولجوء صندوق النقد الدولي لطلب منها قروض وعودة السلم في ظل سياسة المصالحة الوطنية التي جاء بها الرئيس بوتفليقة والذي يهدف برنامجه أيضا إلى جعل البلاد بمنأى عن الأخطار التي تهددها عبر المنطقة. وبولاية سطيف حيث نشط اول امس تجمعا شعبيا، اعتبر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أن الجزائريين عن طريق أوراق التصويت سيحمون بلادهم ويحفظونها من المد الذي ضرب المنطقة العربية والمغاربية''. ودعا السيد أويحيى خلال تجمع شعبي نشطه بالقاعة المتعددة الرياضات بحي'' 006,1 سكن'' في إطار الحملة الانتخابية ''للتصدي بصلابة'' لدعاة المقاطعة الذين يريدون ''جر البلاد إلى أزمة''. وأشار السيد أويحيى إلى أن حماية البلاد من ''الكواسر الذين يحومون حول ثرواتها من واجب الجزائريين''، موضحا أن وحدة الإقليم الجزائري مؤمنة على مستوى حدودها من قبل جيش وطني شعبي محنك." وقال السيد أويحيى الذي وصف التوترات التي شهدتها بعض البلدان المجاورة ب ''الكارثة'' أن الشعب الذي ''تذوق مرارة المآسي وقت الإرهاب وعدم الاستقرار يقدر جيدا معنى الاستقرار والأمن''. ودعا في هذا السياق الجزائريين للاستفادة من هذه الأجواء الآمنة من أجل ''تعزيز أكثر عملية بناء الجزائر على مستوى مختلف القطاعات''. مضيفا في هذا الصدد بأن الجزائريين الذين ''يرفضون بشكل قطعي العودة إلى الفتنة'' لابد عليهم أن يضعوا نصب أعينهم بأن ''أداء الواجب الانتخابي يشكل ضرورة ملحة، في الوقت الذي تتوجه فيه جميع الأنظار إلينا وهي تترقب فرصة الغنيمة''.