توقعت جبهة البوليزاريو أن لا يخرج مضمون توصية مجلس الأمن الدولي حول النزاع في الصحراء الغربية المقرر صدورها نهاية الشهر الجاري عن سياق اللوائح السابقة التي نصت على ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة تفضي إلى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره·
وقال محمد خداد العضو القيادي في جبهة البوليزاريو في تصريح أمس لوكالة الأنباء الجزائرية أنه يتوقع أن يجدد مجلس الأمن الدعوة إلى تكثيف المفاوضات بين الجبهة والمغرب وفقا لقرارات الشرعية الدولية· وأضاف أن أغلبية أعضاء مجلس الأمن أكدت أنها ستكتفي بالتوصيات التي تضمنها تقرير الأمين العام الأممي بان كي مون الأخير إلى المجلس والذي أوصى مجددا بمواصلة المفاوضات اضافة إلى تمديد عهدة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية "المينورسو" لستة أشهر أخرى· ويأتي تصريح منسق جبهة البوليزاريو مع المينورسو في سياق الرد على التصريحات المفاجئة التي أدلى بها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي بيتر فان فالسوم والذي اعتبر أن "استقلال الصحراء الغربية غير واقعي"· الأمر الذي أثار حفيظة جبهة البوليزاريو وكل المتضامنين مع القضية الصحراوية وأكدوا أن فالسوم بكشفه عن وجهة نظره هذه يكون قد فقد صفة الوسيط الأممي في حل النزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع· وتقاطعت تصريحات المسؤولين الصحراويين في كون فالسوم وبتصريحه ذلك يكون قد أقصى نفسه تلقائيا من لعب دور الوسيط في تسوية النزاع الصحراوي كما اعتبروه يشجع على عودة المواجهات· وهو ما يتنافى مع دور منظمة الأممالمتحدة والهدف الرئيس الذي وجدت من أجله في حفظ الأمن والسلم في العالم·فقد أكد محمد خداد أن فالسوم مني بفشلين متتاليين بعدما رفض الأمين العام الأممي تضمين توصياته في تقريره الذي قدمه قبل أيام إلى مجلس الأمن الدولي ورفض هذا الأخير دعم مقاربته لتسوية النزاع في الصحراء الغربية· وتقوم مقاربة فالسوم على اعتبار انه مادام هناك عضوان بارزان في مجلس الأمن الدولي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا لا يبديان استعدادا للضغط على المغرب من أجل الإمتثال يبقى "غير واقعي"· وردا على هذه المقاربة أكد المسؤول الصحراوي أنه في حال فشل هذه الأطراف في الضغط على المغرب للانصياع للشرعية الدولية فإنه من غير المعقول أن تنجح في اقناع الشعب الصحراوي في التنازل عن حقه المشروع وغير القابل للتصرف في تقرير مصيره· وهو الحق الذي تكفله كل المواثيق الدولية واللوائح الأممية الصادرة على مدار قرابة الأربعة عقود والتي أجمعت كلها على حق الشعوب المستعمرة في نيل استقلالها·ولكن عددا من المتتبعين للقضية الصحراوية رأوا في تعمد فالسوم الإدلاء بهذا الموقف رغم إدراكه بأنه سيلقى معارضة مجلس الأمن الدولي رغبة منه في التخلي عن مهامه وإقرارا بالفشل تحضيرا للاستقالة أو الإقالة· وفي هذا السياق؛ فكرت مصادر دبلوماسية أن بيتر فان فالسوم غادر نيويورك باتجاه بلاده هولندا مباشرة بعد أن أفصح عن وجهة نظره أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي لعلمه أن اغلبية الأعضاء لا يدعمون وجهة نظره· ومن المنتظر أن يصدر مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الجاري لائحته حول النزاع في الصحراء الغربية على ضوء مضمون التقرير الذي عرضه الأمين العام الأممي قبل أيام على المجلس ·وتضمن التقرير ترحيب بان كي مون بالتزام طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمغرب بمواصلة عملية المفاوضات على النحو المبين في البلاغ الختامي الصادر عن الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست· كما أوصى بضرورة أن يكرر مجلس الأمن مناشدته طرفي النزاع الدخول في مرحلة جديدة من المفاوضات تكون أكثر تكثيفا وموضوعية ودون شروط مسبقة·