تؤكد المنظمات التاريخية والمهتمون بكتابة تاريخ الثورة على ضرورة تبني تصور وطني موحد يمهد لإصدار قانون يجرم الاستعمار الفرنسي ووجوده بالجزائر طيلة فترة الاحتلال من 1830 إلى ,1962 مما سيمكن من استعادة الأرشيف الوطني الخاص بالحقبة الاستعمارية الذي يقدره المختصون ب 8 آلاف طن والذي لا تزال فرنسا تحكم قبضتها عليه. وترى هذه المنظمات أن السعي نحو إصدار قانون يجرم الاستعمار في الجزائر تشترك في صياغته كل المؤسسات الدستورية والطبقة السياسية والمنظمات والجمعيات التاريخية الوطنية والمؤرخون والقانونيون مما سيتيح للمعنيين متابعة هذا الملف بتحديد الترسانة القانونية والتشريعية الواجب اتباعها لإجبار فرنسا الاستعمارية على الاعتراف باحتلال الجزائر وإبادة شعبها إلى جانب تعويض الضحايا. وفي هذا الإطار، ترى جمعية 8 ماي 1945 أن التركيز على الجانب القانوني يشكل الركيزة الأساسية في مسيرة مطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها البشعة وتعويض ما اقترفه جلادوها من أعمال شنيعة في حق الأبرياء والتي ستظل وصمة عار في جبين فرنسا الرسمية مهما سعت جاهدة لتمجيد ماضيها المخزي في شمال إفريقيا عامة والجزائر خاصة. وأكد رئيس الجمعية، السيد عبد الحميد سلاقجي، في اتصال هاتفي ب''المساء'' بمناسبة إحياء الذكرى ال 67 لمجازر 8 ماي 1945 ضرورة مواصلة الضغط على فرنسا على كل المستويات لحملها على تحرير الأرشيف الوطني الخاص باحتلال الجزائر باعتباره ملكا شرعيا للجزائريين والأرشيف العسكري الخاص بالصحراء، لا سيما المتعلق بالتفجيرات النووية برقان وألغام خط شال وموريس، مبرزا عزم جمعيته على مواصلة الجهود لإجبار فرنسا على التعامل بشكل إيجابي مع الجهات المعنية فيما يتعلق بالكشف عن الأسرار العسكرية في الصحراء الجزائرية. كما شدد على إلزامية مساهمة فرنسا أخلاقيا عن طريق توظيف خبراتها وقدراتها العلمية وتقنياتها التكونولجية لتطهير مواقع هذه التجارب من خطر النفايات النووية والكيماوية التي لا تزال تحصد المزيد من أرواح الجزائريين، معتبرا ذلك واجبا إنسانيا. من جهة أخرى، انتقد السيد سلاقجي الحملات الدعائية التي تشنها بعض الأطراف بفرنسا في محاولة منها لتشويه رموز ثورة التحرير المباركة وتمجيد الحركى وإعادة الاعتبار لدورهم المخزي في خدمة الجيش الفرنسي إبان فترة الاحتلال، مستغربا كل المحاولات التي سماها باليائسة والرامية إلى تمجيد الاستعمار والتنكر للدور الاستعماري لفرنسا في منطقة شمال إفريقيا. كما قال إن الاعتراف بالماضي الاستعماري الفرنسي بالجزائر سيتحقق مهما تواصل تعنت الإدارة الفرنسية وتمسكها بموقف التجاهل الذي يسيء إليها أكثر مما ينفعها. وعن مناسبة أحداث 8 ماي؛ أكد رئيس جمعية 8 ماي 1945 أن هذه المحطة التاريخية الخالدة تعد صفحة مشرقة من صفحات كفاح الشعب الجزائري في سبيل نيل الحرية وتقرير المصير رفضا للعيش تحت وطأة الاستعمار الغاشم، كما اعتبرها منبرا شامخا تستلهم منه مختلف الشعوب قيم الجهاد ومعاني التحرر التي كرسها فيما بعد بيان أول نوفمبر 1954 الذي أعطى الشرارة الأولى للثورة المسلحة. ودعا في الأخير إلى ضرورة تلقين الأجيال القادمة بطولات ثورة نوفمبر المجيدة والتضحيات الجسام للشهداء الذين رسموا فجر الاستقلال بدمائهم الزكية.