برهن أمس سكان بلدية سيدي امحمد، وسط العاصمة، ولاءهم للجزائر مرة أخرى، وتمسكهم بروح الوطنية، بعدما توافدوا منذ الساعات الأولى على مكاتب الاقتراع، مؤكدين بذلك انتماءهم الأصيل للجزائر التي كلما نادتهم وجدتهم بجانبها، وأكدوا بذلك أن ما قيل عن مقاطعة الانتخابات، كان مجرد إشاعات راحت مهب الريح، حيث انتقلت ''المساء ''عبر مكاتبها الموجودة بالعاصمة، وسجلت إقبالا كبيرا عبر مراكزها ال20 ، سواء الخاصة بالرجال أو النساء، وحسبما أكده المنظمون على مستوى المراكز، فقد شهدت العملية الانتخابية خلال الفترة الصباحية، تنظيما محكما، حسبما لاحظناه خلال الزيارة الميدانية التي قادتنا لبعض المراكز، وقد عملت البلدية على إنجاح هذا الحدث، بتوفيرها لكافة الإمكانيات المادية والبشرية. وقد عرفت مكاتب الاقتراع الموزعة عبر إقليم بلدية سيدي امحمد، خلال منتصف النهار بمختلف المكاتب المقدر عددها 20 مركزا، 9 منها مخصصة للنساء و9 للرجال، إقبالا كبيراً من طرف الناخبين، بعد انطلاقة محتشمة سجلت في الصبيحة، حيث سجلنا بمكتب الاقتراع ''محمد مادة'' بسيدي امحمد، خلال الفترة الصباحية، تصاعدا في وتيرة الإقبال على مراكز التصويت المنتشرة على مستوى البلدية، كما لوحظ أن سكان البلدية تهافتوا على التصويت لاختيار ممثلهم بالبرلمان لنقل انشغالاتهم، وأكد العديد ممن تحدثت إليهم ''المساء''، أن الإدلاء بالأصوات واجب، مهما كان، وأن المقاطعة ليست الحل، لأن الانتخاب قبل أن يكون واجبا فهو حق لكل جزائري. العنصر النسوي يصنع الحدث وأكد مسؤولو مراكز الاقتراع بمقر المكاتب الموزعة عبر بلدية سيدي امحمد، أنهم سجلوا إقبالا كبيرا من طرف العنصر النسوي خلال منصف النهار، بعد أن برهنت بنات حواء أنهن يخترن بكل حرية ممثليهن، وأرجع بعض المسؤولين بمركز ''عيسات إدير ''1 الإقبال المتزايد من طرف النساء خلال منتصف النهار، إلى أنه جاء بعد انشغالهن بالأعمال المنزلية خلال الصبيحة، وفي هذا السياق، قالت السيدة ''ليندة .م''؛ إنها كانت منشغلة بأعمال التنظيف والطبخ، وعند انتهائها من انشغالاتها، قصدت مركز الاقتراع ب''عيسات إيدير''1 من أجل حقها في ممارسة واجبها الانتخابي، كغيرها من شرائح المجتمع، وأضافت أن العديد من النسوة ينتظرن الساعات الأخيرة للاقتراع للتوجه إلى الصناديق، لأنهن كن منشغلات خلال الفترة الصباحية''، ولهن الحق في اختيار المسؤول الأول الذي سينقل انشغالاتهن للبرلمان، وذلك في كنف الديمقراطية، الشفافية، الاختيار الحر والنزيه، مثلما عبرت عنه بعض النسوة، وهن يقمن بواجبهن بأحد مراكز التصويت ببلدية سيدي امحمد. وبالموازاة مع ذلك، عرف مكتب التصويت ''عيسات إدير''2 توافد الناخبين، ولوحظ تواجد عنصر الشباب الذي كان حاضرا بها أيضا بقوة في هذا الموعد الانتخابي الذي اعتبره أحد الشباب فاتحة عهد جديد له في شتى مجالات الحياة، يقول ''محمد'' طالب جامعي، ولوحظ أيضا بعض الكهول، على غرار بعض المتقاعدين الذين اقتربت منهم ''المساء'' وتحدثت إليهم، حيث أكدوا أن الجزائريين مهما اختلفوا، إلا أنهم يتفقون بأن اختيار ممثلهم يكون من واجبهم وحقهم، كما أضاف بعضهم أن الجزائر أمانة في أعناقنا، يجب الحفاظ عليها. أجواء تنظيمية محكمة لإنجاح العملية وقد اتخذت بلدية سيدي امحمد، لإنجاح الانتخابات التشريعية، كل الإجراءات المحكمة المتعلقة بالجانب التنظيمي، حيث أحصت 20 مركزا للاقتراع، وفي هذا السياق، أكد رئيس بلدية سيدي امحمد، السيد مختار بوروينة في تصريح ل''المساء''، أن مصالحه خصصت 20 مركزا منها 9 مخصصة للنساء، 9 للرجال ومركزان مختلطان بكافة الوسائل الضرورية، كما اتخذت البلدية الإجراءات المتعلقة بالنقل والإطعام، وتم ضبط شبكة الاتصال التي كانت موصولة بين المراكز الانتخابية وغرفة العمليات، أما بخصوص التأطير، فقال المسؤول الأول عن البلدية؛ إن قائمة العمال الذين سيؤطرون مكاتب التصويت قد تم إشهارها على مستوى البلدية. من جهتهم، أفاد ممثلو الأحزاب على مستوى المراكز، أن الانتخابات قد تميزت بتنظيم محكم وشفافية تامة، بعيدة كل البعد عن أي شبهات، وأمام أعين ممثلي اللجان المختصة لمراقبة الانتخابات. ويذكر في هذا السياق، أن مختلف مراكز ومكاتب الانتخاب عاشت، ظهر أمس، حركة دؤوبة وصفها المؤطرون بالعادية، حيث ذكروا أن المواطنين يفضلون عادة أداء واجبهم الانتخابي بعد الظهر، وتُخصص الفترة الصباحية لقضاء مختلف الحاجيات اليومية. وكان إقبال المواطنين بالمراكز الحضرية الكبرى، أقل في الصبيحة مقارنة بالمناطق الريفية، إلا أنه سجل بعد الظهر مشاركة واسعة للعنصر النسوي الذي يخصص عادة الفترة الصباحية للقيام بالواجبات المنزلية-.