لا تزال أزمة اللجنة الاولمبية الجزائرية تلقي بظلالها على المشاركة القادمة لرياضيينا في دورة لندن المقررة هذه الصائفة، وقد سعت ''المساء'' إلى الغوص في الأسباب الحقيقية لهذه الازمة، من خلال الحوار الذي أجرته مع نائب رئيس هذه الهيئة، السيد حسان بوعبيد، الذي لم يخف انزعاجه مما يحدث داخل عائلة اللجنة الأولمبية... - كيف تفسرون قرار إقالة الأمين العام للجنة الأولمبية حسان شيخ من طرف الرئيس رشيد حنيفي، وهو إجراء يأتي بعد أيام قليلة فقط من قيام أعضاء المكتب بالتنديد بالسياسة المتبعة داخل هذه الهيئة من طرف رئيسها؟ * صراحة، كنت أتوقع قيام حنيفي بإقالة أمينه العام، وكان هذا الرد طبيعيا بالنظر إلى الموقف الصريح الذي اتخذه حسان شيخ رفقة أعضاء مكتب اللجنة، حيث ندد الجميع بالتسيير الارتجالي لرئيسهم لكثير من الأمور التي تهم مستقبل اللجنة الأولمبية. من الناحية القانونية يحق لحنيفي بصفته الرئيس إقالة أمينه العام، فقد أشعره بأنه تجاوز مهامه المنصوص عليها في القانون الداخلي للجنة الأولمبية، بعد أن بادر حسان شيخ بتنظيم ندوة صحفية مكنت أعضاء المكتب بالتنديد بحنيفي وهو الموقف الذي رفض هذا الاخير تقبله وأزعجه كثيرا. - لماذا خرج أعضاء المكتب عن طاعة رئيسهم، وهل صحيح أنهم يؤيدون وزارة الشباب والرياضة في صراعها مع حنيفي؟ * بصفتي النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية وصديقا مقربا لحنيفي، وقفت في السابق إلى جانبه من أجل مساعدته في تسيير اللجنة على أحسن ما يرام، بل سعيت بكل جهدي لتلطيف الأجواء بينه وبين الوصاية التي تعيب عليه تسييره الارتجالي للهيئة الأولمبية، ومن بين ذلك قيامه بتعيين ثلاثة مستشارين متقاعدين لا ترى الوزارة فائدة في الاستعانة بهم، مثلما هو الحال بالنسبة لموقف أعضاء المكتب بخصوص هذه القضية. لقد تحدثت في الموضوع مع وزير الشباب والرياضة وأمينه العام، لكن العلاقات بين الوصية وحنيفي بقيت متوترة إلى حد اليوم ولا أدري إلى أين تتجه الأمور، صحيح أن حنيفي متذمر من قلة المساعدات المالية التي تتلقاها اللجنة الأولمبية، لكن يجب عليه تقدير هذه المساعدات المقدمة من طرف وزارة الشباب والرياضة التي لولاها لما توصلت اللجنة الأولمبية إلى مساعدة الرياضيين على الاستعداد للدورة الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة الإنكليزية لندن في الصائفة القادمة. - ماذا تنتظرون من الجمعية العامة التي ستعقدها اللجنة الأولمبية في بداية شهر جوان القادم، هل ستكون بداية لانفراج الأزمة؟ * الجمعية ستكون مناسبة لأعضاء المكتب للإدلاء برأيهم أمام الرأي العام الرياضي حول موقفهم من الرئيس حنيفي، سندافع عن موقفنا لأننا لا نريد ان نعيش نفس المصير الذي عرفه الأمين العام حسان شيخ. - يتردد في اللجنة الأولمبية إمكانية اللجوء إلى وساطة في هذه الأزمة ستوكل لبعض العقلاء، منهم مصطفى العرفاوي وعمار عدادي وهما رئيسان سابقان لهذه الهيئة، هل ستوافقون على هذا الإجراء؟ * لا أرى مانعا لهذه الوساطة، أعرف جيدا العرفاوي وعدادي اللذين يتمتعان بسمعة طيبة في وسط الحركة الرياضية الوطنية ولهما علاقات متميزة مع وزارة الشباب والرياضة وكل أعضاء اللجنة الأولمبية الجزائرية، الشيء الذي يؤهلهما للسعي إلى التوسط لحل هذه الأزمة التي طالت أكثر من اللازم. - ألا تظنون أن هذه الأزمة قد تؤثر سلبا على مشاركة رياضيينا في دورة لندن الأولمبية؟ * صحيح أن الضجيج القائم حول اللجنة الأولمبية يحدث في وقت غير مناسب، لكن لا أظن ان ذلك ستكون له انعكاسات سلبية على تحضيرات الرياضيين المؤهلين للدورة الأولمبية، لأن اللجنة التي يرأسها السيد عزوق والمكلفة بالسهر على هذه العملية وفرت كل الإمكانيات المادية والبشرية للرياضيين المعنيين بالمشاركة في هذه الدورة.