دعا رئيس حزب عهد ,54 السيد علي فوزي رباعين، إلى ضرورة تحمل المواطنين المسؤولية الكاملة في الفصل في نتائج الانتخابات التشريعية للعاشر ماي الجاري، معتبرا أن نتائج هذه الاستحقاقات مضخمة، خاصة فيما يتعلق ب 220 مقعد، التي تحصلت عليها جبهة التحرير الوطني، كما أكد أن التغيير الجذري والشامل الذي كان ينشده الجميع لم يتحقق بعد. وأوضح السيد رباعين في ندوة صحفية نشطها، أمس بالمقر المركزي للحزب بشارع العربي بن مهيدي بقلب الجزائر الوسطى، بحضور أعضاء وإطارات المكتب الوطني أن الشعب مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى لتحمل مسؤوليته الكاملة تجاه هذه التشريعيات التي اعتبر نتائجها غير منطقية ومضخمة بحكم العزوف الكبير الذي تم تسجيله يوم الاقتراع بأزيد من 12 مليون مسجل في القوائم الانتخابية عبر الوطن، وهو ما فتح الباب واسعا -حسب السيد رباعين- للتزوير والتلاعب بأصوات هؤلاء. كما أضاف أن الشعب فقد الأمل في التغيير السلمي الشامل الذي كان يتطلع إليه على ضوء نتائج استحقاقات العاشر ماي الجاري، مؤكدا أن الشباب في حيرة كبيرة من أمرهم حول من سيتحمل مسؤولية حل ومعالجة مشاكله اليومية التي ظلت مطروحة لدى المسؤولين في السابق. وتساءل المتحدث -في هذا السياق- عن الجهات التي ستستقبل مطالب المواطن البسيط قائلا ''أمام هذه النتائج التي نعبر عن أسفنا تجاهها من سيتكفل لاحقا بحل مشاكل الشباب، هل هي البلديات أم المجلس الشعبي الوطني أم المجالس المحلية المنتخبة أم وعود أخرى...؟ مؤكدا -في هذا الإطار- أن مستقبل البلاد والأجيال الصاعدة كان مرهونا بالتغيير الذي نادت به الأحزاب الجديدة وأحزاب المعارضة على وجه الخصوص. من جهة أخرى؛ اعتبر رئيس حزب عهد 54 أن الوضع السياسي السائد من خلال نتائج التشريعيات لايدفع للتفاؤل بدليل توجهه عكس خيار التغيير السلمي الذي اختاره الشعب، مرجعا درجة العزوف الكبيرة عن التصويت (أزيد من 12 مليون مسجل) إلى فقدان الثقة في الانتخابات والوعود السياسية، التي لا يوفي بها الفائزون في كل موعد انتخابي. وانتقد رباعين النسبة التي تحصل عليها حزبه في التشريعيات الأخيرة رغم تقدمه بمقعد واحد عن استحقاقات ,2007 ''3 مقاعد مقارنة بمقعدين سنة ,''2007 معتبرا أن حظوظه في الظفر بمقاعد أكثر كانت كبيرة لولا ما أسماه بالتلاعب بأصوات الناخبين الناجمة عن التجاوزات التي سجلتها بعض مراكز ومكاتب التصويت ومنها الغياب التام لمراقبي اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات وكذا الملاحظين الدوليين.. إلى جانب انتقاده لإدراج النظاميين وشباب الخدمة الوطنية في عملية الاقتراع. وفي رده على سؤال حول موقف الحزب من نشاط الملاحظين الأوروبيين، أكد رئيس عهد 54 أن تشكيلته السياسية طالبت بقدوم الملاحظين إلى الجزائر قبل 6 أشهر من موعد التشريعيات للسماح بتزويدهم بكافة قوائم الهيئة الانتخابية للاطلاع عليها، معتبرا أن أسبوعا واحدا لا يكفي لهذه العملية. وتوقع مسؤول الحزب أن نتائج الانتخابات الأخيرة ستفتح الباب واسعا لمزيد من المطالب الاجتماعية والاقتصادية إلى جانب تزايد وتيرة الحراك السياسي للأحزاب التي خاب أملها في إحداث التغيير المنشود. وفي الأخير؛ أكد السيد علي فوزي رباعين تمسك حزبه بالنضال السياسي المعارض في سبيل تحقيق التغيير السلمي الذي يطمح له الشعب في ظل تعددية ديمقراطية حقيقية.