تعد بلدية زيغود يوسف، أو ما يعرف قديما ب ''السمندو'' نسبة للمستوطن الفرنسي كوندي سمندو، من أهم التجمعات ذات الطابع الفلاحي بولاية قسنطينة، كما تعتبر هذه البلدية التي تضم حوالي 50 ألف ساكن، من أهم المناطق الاستراتيجية بالولاية رقم ,25 نظرا لقرب حدودها مع حدود ثلاث ولايات هي؛ سكيكدة، عنابة وجيجل، تتربع على حوالي 25 ألف متر مربع، ويمر عبرها مقطع الطريق السيّار شرق-غرب، كما تضم تقاطع الطريقين الوطنيين الثالث والسابع والعشرين، ويوجد بها أطول جسر للسكة الحديدية بإفريقيا. ورغم هذه المعطيات، إلا أن سكان بلدية زيغود يوسف يواجهون العزلة رغم بعض المشاريع النوعية التي عرفتها المنطقة، من بينها مركز دفن النفايات المنزلية ومعالجتها، الذي تستفيد من خدماته أربع بلديات هي؛ زيغود يوسف، حامة بوزيان، ديدوش مراد وبني حميدان، ويغطي حوالي 120 ألف ساكن، حيث من المنظر أن يعالج 120 طنا من النفايات المنزلية يوميا، ويساهم في امتصاص البطالة.
المياه الهاجس الأول لسكان القرى ويعد مشكل المياه بالبلدية، من بين أهم انشغالات سكان القرى النائية، على غرار سكان مشتة الدغرة بأعالي البلدية وقرية ميهوبي، حيث يطالب السكان بإنجاز خزانات مائية، لسد حاجيات السكان الذين يشتكون أيضا من غياب النقل المدرسي. من جهة أخرى، لم يرق الاستثمار إلى المستوى المطلوب بهذه البلدية التي استفادت منذ حوالي 20 سنة من منطقة نشاطات، خصصت لها 156 قطعة أرضية لتكون ملجأ للشباب البطال، إلا أن عزوف المستفيدين من القطع الأرضية عن الاستثمار في زيغود يوسف، لم يحقق أهداف هذا المشروع، حيث بلغت نسبة شغل الأراضي 2,3 %، أي من بين المستفيدين ال,156 يوجد 5 مستثمرين فقط باشروا نشاطاتهم بشكل مقنع، وذلك في مجال الدواء، مواد البناء، تربية الدواجن وصناعة الأثاث المكتبي، مما دفع بالسلطات المحلية إلى التفكير في استرجاع هذه الأراضي التي بقيت جرداء، قصد توزيعها على مستثمرين جادين. وفي هذا السياق، فإن 71 قطعة أرضية لم تستغل بعد بدعوى عدم تهيئة المنطقة، الأمر الذي رفضه والي الولاية جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه لن يهيئ منطقة نشاط بها 5 مستثمرين فقط، كما أوضح مدير الوكالة العقارية التي أوكلت لها مهمة توزيع جزء من الأراضي، إلى أن تعطل الاستثمار بهذه المنطقة دفع بوكالته لاتخاذ إجراءات صارمة، حيث أحالت 14 ملفا على العدالة لاسترجاع القطع الأرضية غير المستغلة. من جهة أخرى، يشكو سكان بلدية زيغود يوسف أيضا من أزمة حادة في التنقل من وإلى وسط مدينة قسنطينة، بسبب عزوف الناقلين الخواص الذين يعملون على خط زيغود يوسف قسنطينة، عن العمل إلى ساعات متأخرة من اليوم، مما خلق مصاعب للعديد من العمال أثناء العودة إلى مقر سكناتهم، ويكمن الحل -حسب السلطات المحلية- في تفعيل قطار الضواحي على محور للجهة الشمالية من الولاية التي ناشد فلاحوها السلطات المحلية بالتحرك لمساعدة 800 فلاح بهذه البلدية التي تعتمد على الفلاحة كمصدر أساسي للدخل، كما رفع بعض الفلاحين العديد من الانشغالات التي تؤرقهم وتؤثر على محاصيلهم الفلاحية، أبرزها صعوبة التعامل مع تعاونية البقول الجافة، دعم سعر الحليب ومشكل النفايات التي خلفها مشروع الطريق السيار، والتي أتلفت -حسب الفلاحين- حوالي 50 هكتارا من أراضيهم.
مشاريع تنموية وتهيئة بعدة أحياء وفي مجال التنمية، استفادت المنطقة من عدد من المشاريع لتحسين المستوى المعيشي لسكانها، فإلى جانب تزويد حوالي 200 ساكنا بقرية قصر النعجة بغاز المدينة، برمجت السلطات الولائية إنجاز مشروع محول بمدخل زيغود يوسف على مستوى الطريق الوطني رقم ,03 كلفته 3 ملايير سنتيم، حيث يمتد هذا المحول إلى غاية بلدية ديدوش مراد، وذلك بهدف تفادي الحوادث المرورية التي يشهدها هذا الطريق، كما استفادت المنطقة من مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين مصنع الإسمنت ببلدية ديدوش مراد نحو الطريق السيار شرق غرب، وذلك على مسافة 17 كلم. ويبقى السكن الريفي والاجتماعي الهاجس الكبير للسكان، خاصة في ظل تعطل المشاريع القديمة، على غرار مشروع 330 مسكنا الذي برمج منذ .2001 من جهة أخرى، عرفت عديد الأحياء تهيئة عمرانية، على غرار حي الفج الذي يضم 3300 ساكن، والذي شمل تهيئة 550 مسكنا، وامتد على مساحة 27 هكتارا، حيث عرف المشروع الذي كلف خزينة الدولة حوالي 6,66 مليون دج تهيئة قنوات صرف المياه الملوثة، وتحسين شبكة المياه الصالحة للشرب، كما برمجت البلدية تهيئة حي زيغود موسى بوسط بلدية زيغود يوسف، والذي يقطنه حوالي 1000 نسمة موزعين على ما يقارب 100 منزلا، في حين يبقى سكان قرية السداح بأعالي بلدية زيغود يوسف التي أنجبت اللاعب الدولي الجزائري جمال مصباح الناشط في فريق أسي ميلان الإيطالي، يطالبون بتوفير ملعب للشباب، خاصة في ظل افتقار القرية لأدنى هياكل التسلية والرياضة. ومن المكاسب التي تحققت ببلدية زيغود يوسف، مستشفى الدكتور أحمد عروة الذي يعد من أحسن المؤسسات الاستشفائية بالولاية، بعدما تعدى مرحلة العمليات الجراحية الكلاسيكية إلى مرحلة الجراحة بالمنظار، كما اعتمد الطاقم الفني على تجهيزات جد متطورة لتشخيص الأمراض، من بينها؛ منظار الألياف الرئوي وجهاز القياس الضوئي الرئوي، كما خصصت السلطات المحلية مبلغ 2,1 مليار سنتيم لترميم 5 قاعات علاج بكل من قرى الدغرة، بن جدو، سداح، ميهوبي وجربوعة.