أشاد المتدخلون في ندوة حول شهيد الدبلوماسية الجزائرية، الراحل محمد الصديق بن يحيى، بمناقب الرجل وخصاله طوال حياته النضالية في خدمة الوطن والسلام العالمي، وبالحنكة الدبلوماسية لمؤسس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إبان الثورة في اضطلاعه بالمسؤوليات التي تقلدها قبل وبعد الاستقلال. وخلال الندوة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، أمس، بمنتدى جريدة ''المجاهد'' والتي نشطها الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي والوزير السابق محمد الصالح دمبري وعرفت حضور وزير الاتصال السيد ناصر مهل والمدير العام للتلفزيون السيد توفيق خلادي وسفراء دول إيران، العراق وفلسطين بالجزائر، إضافة إلى رفقاء الفقيد، تطرق المتدخلون إلى السمعة الطيبة التي كان يتمتع بها الراحل محمد الصديق بن يحيى والتي كان لها صداها داخل الوطن وخارجه، نظرا لسيرة الرجل الحسنة وخصاله وأعماله الجليلة التي قدمها من أجل إرساء السلام في المناطق المتوترة في العالم. ووصف الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي -في هذا الصدد- سيرة بن يحيى، الذي توفي في حادث طائرة كانت تقله إلى إيران وهو في مهمة نبيلة، ميزة لا يتميز بها إلا الرجال ''العظماء'' الذين يتركون بصماتهم وراءهم، مثلما قال، داعيا المسؤولين ووزارة الخارجية إلى إقامة محاضرات وندوات وطنية تكون تقليدا لتذكير الأجيال القادمة بنضالات وتضحيات الفقيد وأمثاله. كما تحدث السيد الإبراهيمي في مداخلته عن المشاهد التي عايشها رفقة الفقيد بدءا بالجامعة وتأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إلى تمثيل جبهة التحرير الوطني سنة 1956 بمؤتمر باندونغ لشباب إفريقيا وآسيا. أما المجاهد والسفير السابق، السيد الصالح القبي، فقد عرج في مداخلته على الذكاء الشديد الذي كان يتميز به الراحل محمد الصديق بن يحيى، خاصة لدى تأكيد الراحل على وضع كلمة المسلمين خلال تأسيسه للاتحاد العام للطلبة الجزائريين المسلمين، وأوضح -في هذا الصدد- أن جامعة الجزائر كانت تحصي 6000 طالب منهم 400 جزائري، مضيفا أن الفقيد أقنع المعارضين من الطلبة بضرورة التأكيد على كلمة المسلمين لكي لا يكون الطلبة الجزائريون فئة صغيرة داخل هذا التنظيم في حالة انخراط الطلبة الأوروبيين. من جهته؛ تناول وزير الخارجية السابق، السيد محمد الصالح دمبري، في كلمته الحنكة الدبلوماسية التي تميز بها الراحل محمد الصديق بن يحيى، موضحا أن الدبلوماسية الجزائرية أيام جيل الفقيد والوزير السابق الأخضر الإبراهيمي كانت مدرسة في هذا المجال ولعبت دورا بالغ الأهمية في حل العديد من المشاكل العالقة في عدة بلدان عربية وإفريقية، كتحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين بإيران ورعاية اتفاق تهدئة الأوضاع بين العراق وإيران عام ,1975 وأكد المتحدث أن الفقيد كان يملك نظرية دمقرطة العلاقات الدولية من أجل إرساء السلام العالمي. من جهة أخرى؛ أشاد وزير الاتصال، السيد ناصر مهل، بخصال الرجل ومساهماته في دعم وتطوير الإعلام في الجزائر عندما كان وزيرا للثقافة والإعلام، وتطرق الوزير الذي غطى كل نشاطات الفقيد عندما كان صحفيا بوكالة الأنباء الجزائرية إلى احترافية الرجل في العمل والحنكة الدبلوماسية التي كان يتمتع بها. وتم -بالمناسبة- تكريم عائلة الفقيد من قبل جمعية مشعل الشهيد سلمها وزير الاتصال لابن أخ الفقيد، كما كرمت الجمعية وزير الخارجية السابق، السيد محمد الصالح دمبري.