مازال الموقف اللامسؤول الذي أبداه الموفد الاممي الخاص الى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم يثير ردود فعل متتالية محتجة على خروجه عن اطار المهمة التي أوكلت له وانحيازه المفضوح الى جانب طرف في النزاع على حساب حقوق مشروعة لطرف آخر وفي وقت كان يتعين عليه التزام الحياد التام في قضية مصيرية· وفي هذا الاطار قال بيار غالاند رئيس التنسيقية الاوروبية من اجل التضامن مع الشعب الصحراوي، أنه "مصدوم للغاية" للتصريحات التي أدلى بها فالسوم امام مجلس الامن الاممي وفقد على اثرها "مصداقيته" وعرض المنطقة الى خطر استئناف القتال· وندد غالاند في رسالة وجهها الى وزير الشؤون الخارجية البلجيكي كارول غوشت وممثل بلجيكا لدى الاممالمتحدة بالتصريحات التي ادلى فالسوم يوم 21 افريل والتي حاد بواسطتها عن مهمته المحددة بدفع المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية طبقا للائحتي مجلس الامن رقم 1754 و 1783 · وأضاف بيار غلاند أن فالسوم بتأكيده على "عدم جدوى" هذه المفاوضات قد "انحاز الى جانب المغرب بمناداته بالواقعية لصالح المحتل"· وفقد على أساسها "مصداقيته كممثل أمين عام أممي مكلف بضمان احترام الشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"· وأضاف غالاند أن الدبلوماسي الهولندي "تجاهل الالتزامات التي اتخذتها الاممالمتحدة سنة 1991 تجاه الشعب الصحراوي بتنظيم استفتاء لتقرير المصير مقابل وضع السلاح من طرف جبهة البوليزاريو التي قبلت بفترة استراحة في كفاحها من أجل الاعتراف بحقوقها الاساسية مقابل استشارة شعبية حول "الاستقلال أو الضم الى المغرب"· واضافت الرسالة أن الوسيط الأممي" خاطر بتجريد بعثة المينورسو من مصداقيتها وعرض المنطقة الى خطر اسئتناف القتال"· كما دعا رئيس اللجان الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي بلجيكا باعتبارها عضوا في مجلس الأمن الأممي الى "التحرك من أجل تغليب القانون الدولي والشرعية الدولية في تسوية النزاع الصحراوي وتحديد تاريخ للقاء في أقرب الآجال"· ويرى غالاند أنه لم يحدد أي تاريخ لعقد الجولة الخامسة بين المغرب البوليساريو بمنهاست (نيويورك) بعد أن رفض الوفد المغربي ذلك بمبرر أنه لم يكن مفوضا للقيام بذلك"·وفي ذات السياق أكدت صحيفة "أ· بي· سي" الإسبانية أن ممثل الأمين العام الأممي للصحراء الغربية بيتر فان فالسوم، إرتكب "خطأ خطيرا للغاية" وأنه لا يجدر به كوسيط أن يستبق نتيجة مسار مفاوضات· وكتبت الصحيفة في افتتاحية لها أنه "بتصريحه علانية أن استقلال المستعمرة الاسبانية السابقة ليس هدفا واقعيا، فإن فالسوم ارتكب خطأ خطيرا للغاية يسيئ لدوره في مسار المفاوضات" بين المغرب وجبهة البوليزاريو من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره· ونددت عدة منظمات غير حكومية فرنسية بتوقيف المغرب لأربعة مناضلين فرنسيين لحقوق الإنسان بمدينة طان طان المغربي نهاية الأسبوع الماضي· وأشارت جمعيات "أكات فرانس" والجمعية الدولية للحقوقيين الديمقراطيين وجمعية المحامين "حقوق وتضامن" إلى أن "أربعة رعايا فرنسيين توجهوا في مهمة إلى المغرب للإلتقاء بعائلات معتقلين سياسيين صحراويين أوقفوا من طرف الشرطة المغربية بطان طان"· وذكر بيان مشترك لهذه المنظمات أن الرعايا الفرنسيين الأربعة الذين توجهوا في مهمة للوقوف على وضعية حقوق الإنسان بالمغرب هم فريدريك لولوش (أكات فرانس) وكلود مانجين وبيار آلان روسال وميراي بران من جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ولجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية"· وأعربت منظمة العفو الدولية امنيستي عن استيائها لطرد السلطات المغربية لوفد الحققيين الفرنسيين ووصفت عملية الطرد بأنها "نكسة أخرى للمدافعين عن حقوق الإنسان العاملين في الصحراء الغربية"·وقالت المنظمة الحقوقية أن طرد الناشطين الفرنسيين الأربعة "يتزامن مع اعتقال وتعذيب ومحاكمة النعمة السفاري" المناضل الصحراوي لحقوق الإنسان والرئيس بالمناصفة للجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان بالصحراء الغربية· ودعت "امنيستي" السلطات المغربية إلى "فتح شامل وتحقيق مستقل ونزيه على الفور في ادعاءات التعذيب له وضمان حقه في الحصول على محاكمة عادلة"· ويحاكم السفاري بتهمة "العنف ضد شخص وحيازة سكين والقيادة في حالة سكر" وهي إتهامات ينفيها المتهم الموجود حاليا في سجن بولمحرز بمدينة مراكش وينتظر أن يحاكم في جلسة قادمة مقررة في 28 أفريل بعد جلسة أولى جرت في 21 أفريل·