أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أمس أن تصريحات المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة الى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم "تقصيه تلقائيا من صفة الوساطة وتشجع على عودة المواجهات"· وقال الرئيس الصحراوي في رد فعل له على تصريحات فالسوم أن "هذه التصريحات تضرب في الصميم جهود الأممالمتحدة الرامية إلى حل سلمي للنزاع"· وأعرب عن دهشته "إزاء تصريحات فان فالسوم التي تشكل خرقا للشرعية الدولية" ذلك أن نزاع الصحراء الغربية "يشكل قضية تصفية استعمار وفقا لمختلف لوائح مجلس الأمن" · وأكدت وكالة الأنباء الصحراوية نقلا عن الرئيس عبد العزيز أن "جبهة البوليزاريو والشعب الصحراوي لم يتخليا في الماضي ولن يتخليا عن الاستقلال إلا اذا تقرر ذلك من خلال استشارة حرة وديمقراطية عبر تنظيم استفتاء تحت رعاية الأممالمتحدة"، معتبرا الاستفتاء "خيارا لا يمكن التخلي عنه" · وأضاف الرئيس الصحراوي ان "تصريحات فان فالسوم لا تمثل إلا شخصه وتجرده من أهليته للوساطة التي تلزمه بالإشراف على المفاوضات التي تدعو إلى تطبيق لوائح مجلس الأمن" · وقال الرئيس عبد العزيز أن "الأجدر بفان فالسوم تشجيع الحوار واحترام القانون الدولي بدل الاكتفاء بالدعم المجاني لاقتراح المغرب الذي يحتل الصحراء الغربية بصفة غير شرعية"· وأكد الرئيس عبد العزيز أنه "بالرغم من تصريحات فان فالسوم التي ستؤدي إلى فشل جهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل للنزاع فإن الشعب الصحراوي لن يتخلى أبدا عن حقوقه الوطنية التي سيدافع عنها بكل الوسائل بما فيها العودة إلى العمل المسلح" · وأوضح الرئيس الصحراوي أن جبهة البوليزاريو تؤكد استعدادها لمواصلة الحوار من أجل إيجاد حل سياسي وسلمي للنزاع على أساس احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وأن "كل حل يقصي خيار الاستقلال مرفوض بصفة قطعية و مصيره الفشل" · وأشار الرئيس عبد العزيز إلى أنها المرة الأولى التي يقدم فيها مسؤول في منظمة دولية كالأممالمتحدة فكرة "الواقعية" لفرض الأمر الواقع الاستعماري المغربي على الشعب الصحراوي موضحا "نحن ضحايا موقف جائر مستفز وغير مقبول لفان فالسوم الذي عليه التذكر بأن الأمر يتعلق بمسألة تصفية استعمار" · وخلص الرئيس الصحراوي الى القول ان الشعب الصحراوي "استقبل هذا الموقف بخيبة امل مما سيخلق فقدان الثقة في مصداقية الأممالمتحدة" · ومن جهة اخرى اكدت وكالة الانباء الصحراوية ان بيتر فان فالسوم حاول عبثا خلال المشاورات التي جرت في جلسة مغلقة أول أمس الإثنين بمقر الاممالمتحدة بنيويورك "إقناع أعضاء مجلس الأمن الدولي بأن الحكم الذاتي يعد الركيزة الواقعية الوحيدة لتسوية نزاع الصحراء الغربية· وذكر المصدر أن بلدين اثنين فقط وهما حليفان تقليديان للمغرب ساندا علانية المخطط المغربي للحكم الذاتي، أعربا عن دعمهما لهذا التصور الذي يتنافى والمسعى الشرعي للأمم المتحدة القائم على ممارسة شعب الصحراء الغربية لحقه في تقرير المصير" · واضافت أن البلدان الأخرى جميعها علاوة على رئاسة المجلس التي تشرف عليها جنوب إفريقيا خلال شهر أفريل "أكدت تمسكها بالشرعية الدولية وعلى المعالجة المنصفة للاقتراحين اللذين يوجدان على طاولة المفاوضات"· وأضافت الوكالة الصحراوية أن "الأمين العام الاممي رفض الانسياق وراء موفده الخاص في استنتاجاته وفي تبني تقييمه المتضمن في تقريره الذي سيرفعه لمجلس الأمن مفضلا الإكتفاء بالدفاع عن الشرعية الدولية مثلما نصت عليها لوائح الجمعية العامة ومجلس الأمن ورسختها أعراف وممارسات الأممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار" · واعتبرت وكالة الأنباء الصحراوية أن "مناورة المبعوث الشخصي مآلها الفشل على أية حال ومحكوم عليها بأن لا يكون لها أدنى تأثير على استمرار المفاوضات" و ذكرت بأنه "لا يؤخذ في الأممالمتحدة في هذه الحالات إلا بتقرير الأمين العام الذي يعد الوثيقة الرسمية الوحيدة التي يعتمد عليها مجلس الأمن والتي على أساسها يصدر ويصادق على لوائحه" · وخلص المصدر إلى أن "الموقف غير اللائق من المبعوث الشخصي يضعه اليوم في وضع متناقض مع الأمين العام ومجلس الأمن وطرفي النزاع ذلك أن ثقتهم لا مناص منها من أجل مواصلة جهوده للتوصل إلى حل سياسي مقبول من الجانبين بما يضمن حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية·