يأتي ذلك بعد حملة الانتقادات الواسعة التي شنها المجتمع الدولي على تصريحات "فان فالسوم"، التي تنكرت لحق الشعب الصحراوي كغيره من الشعوب في الاستقلال وتحديد مصيره بنفسه والتي اعتبرت منحازة بشكل واضح للمملكة المغربية وتحركها أطراف غربية تتبنى وتدعم الرؤية المغربية في الاكتفاء بمنح الصحراويين الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية• وكان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" قدم تقريرا إلى مجلس الأمن تزامن مع تصريحات "فان فالسوم" ودعا فيه إلى ضرورة مواصلة المفاوضات في إطار الأممالمتحدة من أجل التوصل الى حل يضمن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم وهو التقرير الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، في حين لم يول أي اهتمام لتصريحات المبعوث الأممي• ومن بين ردود الأفعال التي أبداها الصحراويون تجاه تصريحات "فالسوم" هو موقف الرئيس الصحراوي الذي اعتبر موقف "فان فالسوم" المتنكر للقضية الصحراوية والمنحاز للمغرب يحرمه ويجرده من وضيفة الوساطة في حل النزاع بين الطرفين • وتحت كل هذه الضغوطات، يبدو أن مبعوث الأممالمتحدة للصحراء الغربية "بيتر فان فالسوم" تراجع عن موقفه؛ حيث أقر في حديث صحفي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية بأن الحق أقرب منه "إلى جبهة البوليزاريو" وأن المغرب "يسعى بكل الوسائل إلى إضفاء الشرعية" على احتلاله للأراضي الصحراوية• وأوضح "فان فالسوم" في هذا الحديث الذي خص به الصحيفة الهولندية "أن أر سي هندلسبلاد" أن "الإشكال الأخلاقي يتمثل في أن البوليزاريو أقرب إلى الحق من المغرب إلا أنه ولكون مجلس الأمن لن يقدم أبدا على إجبار المغرب على تنظيم استفتاء حول استقلال (الصحراء الغربية) فإنه ارتأى في الأخير إبقاء الأمور على حالها"• كما أكد أن جبهة البوليزاريو التي تدعو إلى ممارسة حق تقرير مصير الشعب الصحراوي "تمتلك شرعا أفضل الأوراق"• وتابع قوله أن مجلس الأمن "وبسبب طريقة عمله" فيما يخص هذا الملف "لم يكن ذا فائدة خلال السنوات ال 33" من عمر النزاع في الصحراء الغربية• وخلص في الأخير إلى القول بأن المغرب من جانبه "يسعى بلا هوادة إلى إضفاء الشرعية" على احتلاله للصحراء الغربية•