سيعقد مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة يوم الجمعة القادم الموافق ل 18 ماي الجاري دورة طارئة ستخصص لمناقشة نتائج العملية الانتخابية للتشريعيات الأخيرة واتخاذ موقف نهائي موحد حول الاستراتيجية المستقبيلة للحزب من جهة، ولتكتل الجزائر الخضراء، من جهة أخرى. وسيقوم مجلس الشورى للحركة برئاسة الأمين العام، السيد فاتح ربيعي، خلال هذه الدورة الطارئة المقررة بالمقر الوطني بالعاصمة، بتحليل عميق ودقيق لنتائج الانتخابات التشريعية للعاشر ماي الجاري من خلال قراءة متأنية لحصة حزب جبهة التحرير الوطني التي حصدت غالبية مقاعد البرلمان إلى جانب نصيب التكتل الأخضر الذي افتك 46 مقعدا. وأوضح بيان لحركة النهضة، اطلعت عليه ''المساء''، أن أعضاء مجلس الشورى سيتباحثون رفقة ممثلي حركة الإصلاح الوطني وحركة مجتمع السلم مستقبل التكتل في ظل انعدام الحظوظ في التربع على عرش المجلس الشعبي الوطني الجديد، موضحا أن هذه الدورة تعد مفصلية بالنسبة للحركة التي ستقرر إمكانية الاستمرارية في التكتل أو التفكك المحتوم، وأضاف أن الحركة ستدرس رفقة أعضاء التكتل كافة الجوانب التي ميزت الحملة الانتخابية التي سبقت موعد التشريعيات لتحديد الاختلالات والجوانب التي لم تحظ بالاهتمام المطلوب خلال الحملة الانتخابية للتشريعيات الأخيرة. في سياق آخر؛ وكنظرة تحليلية أولى يبدو أن تكتل الجزائر الخضراء على ضوء النتائج التي تحصل عليها في الاستحقاق التشريعي الأخير سيتجه أكثر فأكثر إلى ''الطلاق بالتراضي'' لخيبة أمله في تجسيد الطموح الذي كان يصبو إليه وتحصيل أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل. كما أن الاضطراب الحاصل داخل بيت التكتل جراء صدمة نتيجة الانتخابات التي لم تستسغ لحد الساعة سيدفع قادة الأحزاب الثلاثة إلى الانطلاق من الصفر والتفكير في ترتيب بيت كل حزب من جديد وتحديد نقاط الضعف التي ساهمت في خسارة التيار الاسلامي وتقهقره أمام جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي. ويبدو أن غياب برنامج انتخابي قوي شامل ومتكامل وانعدام رؤية مستقبلية للنهوض بالقطاع الاقتصادي وتحقيق تنمية مستديمة أثر سلبا على مكانة تكتل الجزائر الخضراء في ترتيب الأحزاب التي استطاعت افتكاك مقاعد لها في المجلس الشعبي الوطني الجديد مما جعلها تفشل في احتلال المرتبة الأولى وهذا حسبما أكده المحللون والمتتبعون للمشهد السياسي الوطني.