المحيط وهوية المدرب قد ينسفان أية بادرة لاستقرار وترتيب البيت رغم المؤشرات الإيجابية التي تمخض عنها اجتماع الغريمين يوسف جباري وبلحاج أحمد المعروف ب''بابا''، إلا أن الأنصار يتوجسون خيفة من نقطتين قد تنسفان كل الجهود الرامية إلى استقرار مولودية وهران في هذه الصائفة بعد مواسم من شد الحبل بين الكتل المتصارعة داخل وفي محيط البيت الحمراوي. النقطة الأولى، تتعلق بهوية المدرب الذي من المفروض أن يقود المولودية الوهرانية في الموسم الجديد، ففي الوقت الذي يفضل ''بابا'' شريف الوزاني سي الطاهر من منطلق أنه يولي أهمية وأولوية لأبناء المولودية لخدمتها، واتكاله عليهم لمساعدته في تجربته الجديدة، وحسبما سربه لمقربين، فإنه على استعداد للتضحية بمنصبه الجديد في رئاسة الفريق إن لم يتم له هذا الأمر، فيما أصر جباري على استمرار السويسري راؤول صافوا في مهمته مدربا للفريق، وهذا التباين قد يعمق الخلاف بين الطرفين. أما النقطة الثانية، فتتعلق بمحيط المولودية، حيث عادت بعض الأطراف في المعارضة التي يقال عنها مؤثرة لإسماع صوتها، وتحفضها من تولي ''بابا'' رئاسة المولودية، مكررة دائما أسطوانتها المعروفة بضرورة أن يكون الرئيس من حي الحمري، وليس من خارجه، لكن دون أن توصد الباب نهائيا في وجه ''بابا''، حسبها، وكل من يدعمه في رئاسة الفريق، وهم كثر أملا منهم في تخليص المولودية من مشاكلها التي تطفو إلى السطح، وتتناسل في صائفة كل موسم، حيث اشترطت أمرين حتى ''تبايع بابا'' في منصبه الجديد، الأول أن يعود إليها بالاستشارة في كل الخطوات التي يريد القيام بها في المولودية، وأن يشركها في عملية الاستقدامات التي يريد الانفراد بها لوحده، لكن وحسب مصدر عليم بمحيط المولودية؛ فإن خرجة هذه الأطراف من أجل إظهار الحضور لا أكثر ولا أقل، وأن تأثيرها أصبح في خبر كان منذ مدة. من جانب آخر، أبدى شريف الوزاني سي الطاهر استعداده للاستجابة لطلب ''بابا'' لتدريب مولودية وهران، مؤكدا أنه سيكون في الموعد، ويثبت لمن يعارضه إنه يبقى متعلقا بالمولودية، التي قال عنها إنها '' فريق القلب''، مبديا -في ذات الوقت- أسفه لتصريحات يوسف جباري بشأنه، داعيا إياه للابتعاد عن التبريرات الواهية غير الواقعية، والكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت بشريف إلى الانسحاب من تدريب المولودية الموسم الماضي، والتي حصرها اللاعب الدولي السابق في عدم تلبية شروط عمل اتفق بشأنها مع جباري، وليس الهروب من الضغوط كما يقول هذا الأخير -حسب شريف الوزاني-. من جهتهم؛ يبقى اللاعبون يتابعون عن قرب سير الأمور داخل المولودية الوهرانية، ولم يخفوا ارتياحهم من الاتفاق المؤقت على العمل سويا بين جباري و''بابا''، وهو ما يعبر عنه زيدان محمد أمين بقوله ''لقد تملكنا القلق، وتشتت ذهننا وتفكيرنا بعد استقالة يوسف جباري، وبقاء منصبه شاغرا، لكن هدأ روعنا وتفاءلنا خيرا، بعدما سمعنا باتفاق الرجلين على العمل سويا، وما أتمناه هو أن يعجلا بالاقتراب من اللاعبين، لتوضيح وضعيتهم وتسديد مستحقاتهم المتأخرة". مالاقا وفياريال الإسبانيان يرغبان في خدمات بلايلي أيضا وبخصوص المهاجم يوسف بلايلي؛ فلايزال هذا الأخير يصنع الحدث مع توالي العروض عليه، وعدم فصله فيها، حيث وبعد ''كون'' و''أوكسير'' الفرنسيين، تلقى خلال الأيام القليلة الماضية عرضين رسميين آخرين من فريقي مالاقا وفياريال الإسبانيين، قالا إنهما مهمان جدا، وهما السبب الرئيسي في عدم توقيعه لعقد مع الترجي التونسي، رغم رفع هذا الأخير للمقابل المالي، مؤكدا أنه لن يطيل الوقت للفصل في وجهته المستقبلية التي يتمناها والده أوروبية.