كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد جمال ولد عباس، أن ما خصصته الدولة من أموال لمكافحة فيروس داء فقدان المناعة المكتسبة (سيدا) تضاعف، حيث ارتفع إلى ما يقارب 500 مليون دينار سنة 2011 مقابل 277 مليون دينار سنة ,2008 مؤكدا -في السياق- أن هذا التمويل الهام يعتبر خيارا استراتيجيا يسمح بتفادي التبعية لأي تمويل خارجي يكون في أغلب الحالات غير كاف وعشوائي، وأضاف الوزير أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الداء سمحت بإنشاء العديد من الهياكل المكيفة أهمها 8 مراكز مرجعية للتكفل فضلا عن مركزين اثنين قيد الإنجاز ومخبر وطني مرجعي و56 مركزا للكشف. وأوضح السيد ولد عباس خلال تدخله في الورشة الوطنية الأولى من نوعها، التي نظمت، أمس، بفندق ميركور بالعاصمة، خصصت لموضوع إشراك المجتمع المدني في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للوقاية من انتقال فيروس ''في أي أش ( السيدا)'' إلى الطفل المولود، أن الجزائر ومن خلال تعزيز هذه الاستراتيجية بجميع الوسائل تهدف إلى تحقيق صفر حالة من المواليد الحاملين للفيروس، وأضاف وزير الصحة أن تحقيق هذه الاستراتيجية على أرض الواقع يأتي من خلال جمع كل الظروف الرامية إلى الحد من انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها وذلك بإخضاع جميع النساء الحوامل للكشف وكذا النساء في سن الإنجاب فضلا عن تحسين ظروف التكفل بالحوامل وبمواليد النساء الحاملات للفيروس الإيجابي. وترتكز عملية تجسيد هذه الاستراتيجية في مرحلتها الأولى -حسب المتحدث- على 6 شبكات جهوية للوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل منظمة حول المراكز المرجعية للتكفل والموجودة بكل من الجزائر العاصمة، عنابة، قسنطينة، وهران، سطيف وتمنراست وكذلك بالتنسيق مع مراكز حماية الأمومة والطفولة ومصالح التوليد ومراكز الكشف. وفي سياق متصل؛ أشار السيد ولد عباس إلى أن مرض السيدا لم يعد يخيف الجزائريين وأن تجند الجميع وتكاثف الجهود من أئمة وأطباء نفسانيين، جعل بلادنا محمية بعد أن توفرت الإرادة السياسية والتزم السيد رئيس الجمهورية شخصيا بجعل مكافحة الداء أولى الأوليات وهو ما ترجم حاليا في درجة التكفل وبنوعية العلاج التي تشهدها المستشفيات الجامعية عبر الوطن. من جهته؛ كشف مدير الوقاية بوزارة الصحة، السيد إسماعيل مصباح، أن زهاء 125 طفلا ولدوا من أمهات حاملات لفيروس السيدا 100 منهم 80 بالمائة ولدوا معافين والبقية (25 مولودا) حاملون للفيروس. أما ممثل منظمة اليونيسيف، السيد سيدي امباي؛ فأكد على مختلف الخطوات التي قطعتها الجزائر في مجال مكافحة السيدا والتي صنفها تقرير أممي أخير ضمن 10 دول في العالم التي حققت نتائج إيجابية في مكافحة انتشار فيروس السيدا، وأضاف امباي أن الحلول في الجزائر موجودة والإرادة السياسية كذلك لبلوغ أهداف الألفية للتنمية في موعدها، أي مع نهاية .2015