أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف غلام الله بو عبد الله أن مكافحة السيدا باتت مهمة الجميع سيما وأن هذا الداء صار يهدد بالانتشار وسط الشباب بسبب الجهل الذي يؤدي إلى مختلف الآفات الاجتماعية التي تنكرها الطهارة. وشدد غلام الله أول أمس بدار الإمام خلال افتتاحه ليوم دراسي نظمته الوزارة تحت شعار »مكافحة داء نقص المناعة المكتسب سيدا إيدز: قضية تهمنا« على ضرورة تفعيل وتعزيز الدور الحيوي للمسجد في توعية الشباب بمخاطر داء السيدا للمساهمة ومكافحته. وقال غلام الله أن الدور المنوط بالمسجد كبير نظرا للمكانة التي يحتلها في المجتمع الجزائري، مشيرا إلى أن عددها 15 ألف، »فلو تكفل المسجد الواحد بتوعية 20 من الشباب من كلا الجنسين فإننا سنستقطب نسبة معتبرة من الشباب الجزائري«. وأوضح غلام الله انه يجب التركيز على فئة الشباب المفتقدة للانتماء ولابد من التقليل من الوحدانية والانفرادية خاصة في فترة النمو الذي يسعى فيه الشاب إلى الاتصال بطرق غير مفيدة. ودعا الوزير في هذا السياق إلى تعزيز انخراط الشباب في الجمعيات الرياضية والثقافية، ملحا على ضرورة تظافر الجهود لمكافحة انتشار هذا الداء بداية من الأسرة والمؤسسات التربوية مرورا بالمسجد من خلال الحلقات العملية وكافة هيئات المجتمع المدني. من جهته أشاد الممثل الدائم للأمم المتحدةبالجزائر »مامادو أمباي« بعد استعراضه لرسالة »بان كيمون« بالمجهودات التي تبذلها الجزائر في مكافحة هذا الداء وديناميكية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في تفعيل دور الأئمة والمرشدات نظرا للمكانة الروحية للمساجد باعتباره أحسن قطب للقاء والتواصل والتوعية والتأمل والمعرفة كونه وسيلة هامة لتعزيز ونشر رسالة الوعي في مكافحة الأمراض المنقولة جنسيا. وأكد »مامادو أمباي« على الالتزام الطويل الأمد للجزائر على أعلى مستوى من السلطات الوطنية في هذه المعركة والتي تمثلت في الالتزام الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وقال ممثل الأممالمتحدة أن عدد الإصابات الجديدة بالفيروس انخفض بنسبة تزيد على 20٪ منذ عام 1997 ويستمر في الانخفاض في معظم المناطق. إفريقيا جنوب الصحراء، وهي المنطقة الأكثر تضررا من وباء الإيدز، وانخفض معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في 22 بلد. وذكر نفس المتحدث بالأهداف الطموحة للأمم المتحدة حول الايدز للعام 2015 هو خفض انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي، والقضاء على الإصابات الجديدة بين الأطفال، وتوفير العلاج ل15 مليون شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية، وإنهاء وصمة العار والتمييز ومعالجة النقص في الأموال المخصصة لمكافحة الإيدز. من جهتها أعطت غنية مربوط ممثلة وزارة الصحة الإحصائيات الرسمية حول الإيدز في الجزائر في الفترة الممتدة من 1985 وهو تاريخ ظهور أول حالة إلى 30 سبتمبر 2011، حيث تم إحصاء 6615 حالة من بينها 1234 حالة إصابة بالسيدا و5381 حالة حاملة للفيروس. وأشارت المتحدثة بدورها إلى أن نسبة انتشار مرض السيدا بالجزائر عرفت هي الأخرى انخفاضا حيث تقدر ب1،0٪، مشيرة إلى أن الدولة عملت على توفير 60 مركز للكشف المبكر عن مرض السيدا على المستوى الوطني بشكل سري ومجاني و8 مراكز للتكفل بالمرضى، ناهيك عن إستراتيجية وزارة الصحة مند 2008 للتكفل بالمرأة الحامل لتفادي انتقال الفيروس من الأم المريضة إلى طفلها. وفي نفس السياق قدم د.عادل زدام عرضا عن الحالة الوبائية في العالم وشمال إفريقيا، أما البروفيسور عمران عاشور رئيس مصلحة المركز المرجعي لمستشفى القطار فقدم شرحا وافيا حول داء السيدا وكيفية الوقاية منه علميا وطبيا تفاعل معه الحضور، مشددا على ضرورة اخذ العلاج مبكرا للقضاء على عدد الفيروسات بالجسم. من جانبه أبرز يحى دوري مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية المدية أهمية تنظيم مثل هذه الملتقيات في تزويد الأئمة والمرشدات بالمعلومات العلمية والإحصائيات التي يقدمها الأخصائيون في هذا المجال، مشددا على ضرورة الربط بين الجانب الفقهي والعلمي لمكافحة السيدا.