وافقت وزارة الثقافة على منح مبلغ مالي إضافي قدر بحوالي مليار سنتيم لاستكمال عملية ترميم ضريح الولي الصالح سيدي احمد بن يوسف بمليانة الذي حظي على مرّ الزمن بمكانة خاصة لدى سكان المنطقة· جاءت هذه الموافقة بعد الزيارة التفقدية التي قامت بها وزيرة الثقافة خليدة تومي لمنطقة مليانة حيث زارت عدة مصالح اثرية اهمها دار الخلافة ومصنع الاسلحة التابعين للأمير عبد القادر وسور مليانة، كما أطلعت الوزيرة آنذاك على أشغال اعادة ترميم ضريح الولي الصالح سيدي أحمد بن يوسف ولما رأت أن الغلاف المخصص لترميم الضريح لايكفي لاتمام العمل قررت منح مبلغ مالي لترميم اضافي قدر بمليار سنتيم لاستكمال اشغال الضريح الذي كان منارة للعلم والتعليم القرآني· وينتسب سيدي احمد بن يوسف الى العباس أحمد بن عبد الله محمد بن احمد بن يوسف عبد الجليل بن منصور بن علي بن مناصر بن عسى بن عبد الرحمن، قيل أنه ولد في بني راشد في حدود 1440م وتذكر بعض المصادر انه تلقى علومه الأولى بجامع من جوامع رأس الماء او قلعة بني راشد ليعمق معرفته عند الشيخ احمد زروق البرنسي ببجاية، وقد ساهم هو بدوره في تلقين ما تعلمه حيث يذكر كتاب البستان أن عدد تلاميذته البارزين تجاوز ال40 تلميذا· من بينهم محمد بن احمد بن علي عبد الرحمن الصياغ المدعو بن مغري· ويذكر صاحب كتاب البستان أنه لم يكن هناك خلاف في مكان وفاة سيدي احمد بن يوسف حيث توفي في بلدة سبواز التي تسمى اليوم العامرة الواقعة على بعد 16 كلم شمال غرب عين الدفلى وذلك بتاريخ 1524م عن عمر يناهز 91 سنة· ويذكر الاستاذ محمد الحاج صدوق في هذا الاطار فيقول ان الشيخ قبيل وفاته أحس بقرب الخاتمة فأوصى أتباعه بأن يجعلوا جثمانه بعد خروج روحه على ظهر بغلته وأن يدعوها تسير وهي حرة فعلوا ذلك وسارت بإتجاه الشرق الى أن وصلت الى مليانة قادمة من بني راشد فدفنه المليانيون· وأقامو له ضريحا وأصبح كل سنة يقومون بتحضير وعدة يقصدها العشرات من عين الصفراء الى واضية بني ضراح وتازة وحتى من مناطق من المغرب كمراكش، يأتون بقافلة من الفرسان يمتطون أحسن الجياد ترافقهم طلقات البارود وزغاريد النساء ويسمون هذا بركب سيدي أحمد بن يوسف ينطلق من أعالي بني عمربان بالمخاطرية مرورا بواد تدى وعريب وبن علال وصولا الى مليانة أين تقام الوعدة·