من المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد القادم بنائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز بمقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية. وقال محمد شطيح، أحد أعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض، إن اللقاء جاء بطلب من المسؤول الإسرائيلي الذي أعرب عن رغبته في لقاء الرئيس الفلسطيني في محاولة لحلحلة مسار تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأضاف أن "الرئيس عباس سيستمع لأفكار موفاز رغم أننا لا نثق في أنه سيتقدم بأفكار سياسية قابلة للنقاش". ويأتي عقد اللقاء بعد أن كان الرئيس عباس قد أكد أنه لن يقبل بأي اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو الموقعة بين الجانبين عامي 1993 و1994. وأبدى المفاوض الفلسطيني تشاؤما من إمكانية خروج لقاء عباس-موفاز بنتيجة عملية من منطلق أنه "لا يمكن أن نثق في قيام الحكومة الإسرائيلية بتشكيلتها الحالية بأشياء إيجابية في اتجاه تفعيل مسار السلام". وهو ما يطرح التساؤل عن سبب قبول الرئيس عباس بعقد هذا اللقاء رغم قناعة الجانب الفلسطيني بعدم جدواه. لكن وبالنظر إلى توقيت الإعلان عن هذا اللقاء يوما بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ولقائه بالمسؤولين الفلسطينيين وفي مقدمتهم الرئيس عباس يمكن القول إن اللقاء جاء نتيجة وساطة موسكو التي تريد أن تكون لها كلمة في عملية السلام بالمنطقة. وكانت معلومات أفادت أن الرئيس بوتين حمل رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الرئيس الفلسطيني لعقد لقاء يتناول مساعي إعادة تفعيل عملية السلام المتعثرة منذ سنوات بين الجانبين. كما أن زيارة الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط في مثل هذا الظرف الحساس الذي أفرزته الأزمة السورية كشفت عن رغبة روسية ملحة في لعب دور الوسيط في تسوية القضية الفلسطينية الذي استأثرت به الولاياتالمتحدة لعقود من الزمن دون أن تتوصل إلى أية نتيجة إيجابية لاحتواء أعقد وأقدم صراع بالمنطقة. وتكون بذلك روسيا تريد التأكيد أنها رقم لا يمكن تجاهله في أية ترتيبات يمكن أن تستهدف هذه المنطقة المعروفة بتوترها المستمر. لكن السؤال المطروح إذا كانت روسيا تريد لعب دور الوسيط، فهل يمكنها أن تنجح فيما فشلت فيه الولاياتالمتحدة بسبب انحيازها المفضوح إلى الجانب الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة؟