أقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، بفشل عملية السلام التي قال إنها تعاني من حالة ''موت سريري'' وحمل مسؤولية ذلك إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي. وقال الرئيس عباس في مؤتمر ''بيت المقدس الإسلامي الدولي الثالث'' الذي انطلقت أشغاله، أمس، بمدينة رام الله بالضفة الغربية أن الفلسطينيين نفذوا كل ما طلب منهم من أجل تفعيل مفاوضات السلام وهو ما يجعل الكرة اليوم في ملعب الجانب الإسرائيلي المسؤول عن حالة الموت السريري الذي دخلت فيه العملية السلمية. وجاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني في نفس الوقت الذي كشف فيه صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عن لقاء محتمل بين الرئيس عباس ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز بداية شهر جويلية القادم. وقال عريقات أن عباس يعكف حاليا على دراسة التوقيت والمكان المناسبين للقاء موفاز بناء على طلب هذا الأخير. وكان المسؤول الإسرائيلي الذي يتزعم حزب ''كاديما'' والذي انضم مؤخرا إلى حكومة بنيامين نتانياهو قد دعا في عدة مناسبات إلى عقد اجتماع بينه وبين الرئيس الفلسطيني من أجل بحث سبل دفع جهود استئناف عملية السلام باتجاه تفعيلها. وزعم موفاز بأن السلطة الفلسطينية وإسرائيل قريبتان من التوصل إلى تفاهمات بشأن قضيتي الحدود والأمن خدمة لمصالح الاستقرار والأمن في المنطقة الأمر الذي نفاه الفلسطينيون بشدة. كما أكد عريقات أن عباس لن يلتقي نتانياهو ما لم يستجب هذا الأخير لمطلب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وقال إن ''الرئيس عباس وجه عرضا لنتانياهو بالإفراج عن معتقلين من أجل عقد لقاء أو اثنين معه والفرصة متاحة لذلك في حال تم الاستجابة للمطلب الفلسطيني''. وأضاف ''يمكن من خلال لقاء كهذا فتح حوار معين مع الجانب الإسرائيلي لكن استئناف المفاوضات يتطلب وقف الاستيطان بما يشمل النمو الطبيعي ومدينة القدس وفق ما جاء في الاتفاقيات الدولية ونحن لم ولن نتراجع قيد أنملة عن هذا الموقف''. وتوقفت آخر محادثات مباشرة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بداية أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني. ومن المقرر أن يتوجه صائب عريقات الأسبوع القادم إلى الولاياتالمتحدة للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى جانب أعضاء من مجلس الشيوخ ونواب أمريكيين وعدد من المسؤولين لبحث تطورات جهود استئناف عملية السلام. وقال أنه سيؤكد في واشنطن على السعي الفلسطيني لاستئناف المفاوضات وإعادة عملية السلام إلى وضعها ومسارها الطبيعي بعد ''تدميرها'' بفعل الاستيطان الإسرائيلي الذي يجب أن يتوقف كليا من أجل قبل الحديث عن أية محادثات بين الجانبين. وعقد مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون شهر جانفي الماضي لقاءات استكشافية في العاصمة الأردنية عمان أشرفت عليها اللجنة الرباعية الدولية والأردن وانتهت جميعها بالفشل بسبب الموقف الإسرائيلي الرافض لوقف الاستيطان.