يعتبر فصل الصيف موسما لإنقاع الشهية، وتراجعها لدى البعض، خاصة المرضى، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وارتباط هذا الفصل ببعض العادات الغذائية السيئة التي تقلل الشهية للطعام، على غرار الإكثار من شرب السوائل الغازية أو المحلاة، وكذا تناول المقليات، ولمعرفة الغذاء الصحي الذي ينبغي التقيد به في هذا الفصل الحار، وتحديدا للمصابين ببعض الأمراض المزمنة كمرضى السكري وارتفاع الضغط، حاورت لكم “المساء” كريم مسوس أخصائي التغذية في هذه الأسطر. - لما نواجه مشكل صعوبة تناول الطعام في الصيف؟ * أعتقد أنها مسألة نفسية لربط الطعام بالحرارة، وبالعكس، ينبغي ألا نواجه مطلقا صعوبة في تناول الطعام بهذا الفصل، لأنه موسم يعرف بالوفرة في الفواكه والخضر على حد السواء، وأعتقد أن هذه الخاصية تعد من محاسن هذا الفصل. ومن ثمة، ينبغي لكل مواطن، خاصة المرضى منهم، الاستفادة مما يؤمنه هذا الفصل من خيرات طبيعية، يكفي فقط القول إن تناول الفواكه يساعد على إنتاج كميات هائلة من الألياف والمعادن التي تساعد على الوقاية من عدة أمراض، أهمها مرض السكري من النوع الثاني، أمراض السمنة، مشاكل القلب والشرايين، وبعض مشاكل ارتفاع الضغط لذا أقول في كل مرة إنه ينبغي استغلال خيرات الصيف من فواكه وخضر، لأنها وقاية طبيعية. - ما هي أفضل طريقة لتناول الطعام بهذا الموسم الحار؟ * كأخصائي في التغذية وعارف بالقيمة الغذائية التي تحويها مختلف الفواكه والخضر، أنصح كل المواطنين وتحديدا المرضى، بتجنب طهي الطعام لتكون الاستفادة كاملة، وليكون الطعام صحيا تجنبا للإصابة ببعض أمراض الصيف، التأكيد على ضرورة الغسل الجيد للفواكه والخضر، لأن النظافة هي الأخرى عنوان للصحة، كما ينبغي أن يعرف عامة الناس أن طهي الخضر يفقدها الكثير من قيمتها الغذائية، خاصة الفيتامينات والمعادن، من أجل هذا، أدعو الكل والمرضى تحديدا لتناول الخضر والفواكه نيئة؛ كالطماطم والفلفل الحلو الذي يحتوي على فيتامين “س” أكثر من البرتقال بأربع مرات. - كيف يكون توزيع الوجبات الغذائية صحيا بالصيف؟ * فصل الصيف كغيره من الفصول الأخرى، يحتاج فيه جسم الإنسان إلى تناول ثلاث وجبات غذائية، غير أن الاستثناء يتمثل في التقليل من كمية الدهون بهذه الوجبات، لأن الطاقة التي يحتاجها الإنسان في الصيف أقل من تلك التي يستهلكها في الشتاء، إلى جانب كون فترة الصيف بالنسبة للبعض وتحديدا المرضى، تعد فترة خمول، إذ يقل فيها النشاط، من أجل هذا، كان لابد لنا أن نقلل من مصادر الطاقة باعتماد نظام غذائي تحوي فيه الوجبة على السكر البطيء والبروتينات الحيوانية والنباتية بنسب معتدلة. - هل هناك أنواع معينة من الفواكه تنصح بها المرضى تحديدا؟ * باستثناء بعض المرضى الذين لا يمكنهم تناول بعض الفواكه، على غرار مرضى القصور الكلوي، أنصح المرضى عموما بتناول كل أنواع الفواكه، لاسيما تلك التي تحوي على فيتامين” أ« بنسب عالية، لأنه يعتبر كمضاد للأكسدة، علاوة على كونها تعد علاجا بالنسبة لبعض الأمراض كمرضى السكري مثلا، إذ يمكنهم تناول كل أنواع الفواكه ولكن بنسب معتدلة. - كلمة أخيرة؟ * أريد أن أنبه الأمهات إلى نقطة مهمة تنطلق من الاعتقاد الشائع الذي مفاده أن الأطفال يفقدون أوزانهم في فصل الصيف، بسبب عزوفهم عن تناول الطعام، وأقول في هذا الشأن؛ إن هذه مسالة طبيعية، غير أنه ينبغي تجنب الضغط على الأطفال ليتناولوا وجبتهم الغذائية، وفي المقابل وحتى لا يصابوا بالجفاف، لابد من تعليمهم عادة شرب الماء وتجنيبهم المشروبات المحلاة.