أكد والي ولاية وهران، السيد عبد المالك بوضياف، أن الدراسات التقنية الخاصة باسترجاع المياه المستعملة التي كانت ترمى بالبحر وإعادة معالجتها بمحطة التصفية الواقعة بالكرمة، لاستغلالها في مختلف عمليات السقي الفلاحي قد انتهت،بعدما كلفت الخزينة العمومي لا يقل عن 350 مليار سنتيم، فيما أشار مدير الري والموارد المائية بوهران، السيد جلول طرشون، أن الانطلاق في إنجاز أشغال هذه الدراسة التقنية وتجسيدها في الميدان سيتم قبل نهاية العام الجاري، وأن هذا المشروع المكلف جداً سيقضي على العديد من المشاكل البيئية التي كانت تعيشها ولاية وهران إلى وقت قريب. وكانت الدراسة التقنية التي قام بها مكتب دراسات أجنبي، تهدف إلى إعادة استرجاع كافة المياه المستعملة التي كانت تصب في البحر والأراضي الفلاحية إلى محطة خاصة تم إنجازها لهذا الغرض بالميناء، ليتم بعد ذلك إعادة صبها في المحطة الرئيسية المنجزة بالكرمة، وتتم معالجتها هناك، ثم استغلالها في عمليات الري بمختلف المحيطات الفلاحية التي تم تهيئتها في هذا الصدد في سهل ملاتة الواقع ما بين ولايات وهران، عين تموشنت وسيدي بلعباس، والذي يتربع على مساحة إجمالية تفوق 60 ألف هكتار، وأنه عند الشروع في استغلالها بصفة كلية، ستتعدى الجهة الغربية من الوطن مرحلة الاكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل الزراعية ومختلف الخضروات والفواكه، لتصبح مصدرة لبقية ولايات الوطن، وتساهم في توفير العديد من فرص التشغيل، إضافة إلى تثبيت السكان في مساكنهم، ومن ثم خلق ديناميكية وحركية جديدة في مجال التنمية المحلية. ويتم تحويل المياه المستعملة التي يتم تجميعها الآن في محطة خاصة بالميناء إلى محطة الضخ بالكرمة، على طول 65 كلم من القنوات الأرضية التي تعبر مدينة وهران باتجاه محطةالكرمة عبر خمس محطات أخرى، ليتم في النهاية تفريغ 90 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي بمحطة التصفية. وتفيد المعلومات أن محطة التصفية التي تم إنجازها ببلدية الكرمة من طرف مؤسسة الإنجاز الصينية، وتم تدشينها من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، عام 2004، تشتغل بأدنى قدراتها التقنية، وأنها لا تقوم بالعمل الذي أنجزت من أجله إلا بنسبة لا تفوق 10 بالمائة، خاصة وأن دراسات تقنية حديثة أكدت أن 70 ألف متر مكعب من مياه الصرف المنزلية و68 ألف متر مكعب من المياه الصناعية لا تزال ترمى في عرض البحر والطبيعة على حد سواء، كما أظهرت الدراسات أن ما يعادل 50 ألف متر مكعب من المياه الصحية المستعملة بوسط مدينة وهران ترمى حاليا في البحر، مما بات يقلق السلطات المحلية العمومية التي تعمل جاهدة على حل هذا الإشكال في أقرب الآجال، والانتهاء منه كلية في القريب العاجل، خاصة وأن محطة التصفية جاهزة منذ أزيد من ثماني سنوات، وأنها لا تشتغل بكامل طاقتها. من جهة أخرى، أكد السيد جلول طرشون مدير الري بالولاية، أنه من المنتظر إنجاز 33 كلم من القنوات الخاصة بصرف المياه المستعملة بهدف معالجتها، وهي تلك المتعلقة ببلديات دائرة عين الترك، لاسيما مركب الأندلسيات الذي تصب مياهه الصحية في البحر مباشرة.