طالب عدد من المهتمّين بالتراث بولاية البرج، من وزارة الثقافة، بضرورة التدخّل العاجل لمعرفة الأسباب الحقيقية لتأخّر عملية ترميم برج "المقراني" المتواجد بمدينة برج بوعريريج، وحسب ما أكّدته بعض المصادر، فإنّ السبب يعود إلى انتهاء الغلاف المالي المخصّص لعملية الترميم، والتي مسّت بالخصوص عديد الأشغال المتعلّقة بالتهيئة الخارجية، إلى جانب إنجاز ملحق بجوار المعلم التاريخي. ناهيك عن تأخّر تسديد جزء من المستحقات للمقاول المكلّف بالأشغال وقدرها 200 مليون سنتيم، ما دفع بهذا الأخير إلى وقف عملية الترميم إلى أجل غير مسمى، على الرغم من أنّ عملية الترميم بدأت منذ أكثر من ست سنوات. ويبقى برج المقراني ثروة أثرية وتاريخية لا بدّ من حمايتها من الاندثار والزوال، خاصة وأنّه فضاء تاريخي مهمّ لكلّ الباحثين في التاريخ والمهتمين به، حيث يعتبر هذا المكان الذي شيّده حسان باشا بن خير الدين عام 1525 على أنقاض صخرة (هي أعلى هضبة بالمنطقة) والقلعة، عبارة عن محمية عثمانية استعملت كبرج للمراقبة أثناء التواجد العثماني بالمنطقة، إلاّ أنّ تسميته ارتبطت فيما بعد بزعيم الثورة الشعبية محمد المقراني سنة 1871م، حينما أراد التحصّن ضدّ الهجومات المتوالية للفرنسيين الذين استولوا على المعلم فيما بعد، وأدخلوا عليه تعديلات وترميمات تستجيب لضرورة الخدمات المدنية والعسكرية. وبمرور الزمن وبفعل العوامل الطبيعية والمناخية، تعرّض هذا الصرح التاريخي الهام للتدهور وتشقّقات على مستوى جدرانه، وكذا أجزاء كبيرة من السقف، مما أدى إلى تسرّب مياه الأمطار، الأمر الذي أوشك أنّ يسبب انهياره مرات عديدة، لا سيما وأنّ البناية قديمة وغير قادرة على مواجهة هذه التغيّرات، حيث باشرت في هذا الصدد الجهات الوصية عمليات الترميم والتأهيل كان آخرها سنة 2006 بغلاف مالي قدره 8 ملايير و200 مليون سنتيم، وعرفت تذبذبا في وتيرة الأشغال، فضلا عن التوقّف لفترات طويلة ولم تعرف طريقها إلى الانجاز والاستكمال إلى غاية يومنا هذا.