أثار قرار سحب أعوان الحرس البلدي المكلفين بحراسة المعلم الأثري ''قديسة السلام''، في أعالي جبل مرجاجو بوهران، واستخلافهم بأعوان في إطار تدابير التشغيل، حفيظة المهتمين بالآثار لتخوفهم من اندثار جزء هام من ذاكرة وهران، الذي يئن تحت وطأة النسيان، وتوقف جل ورشات الترميم، عشية الاحتفال بشهر التراث. ويعكس توقف ورشات الترميم في كل المعالم الأثرية بوهران، وآخرها ورشة ''حلبة الثيران''، بأمر من الوالي بعد مطالبة المقاول بمراجعة أسعار المناقصة، حالة الجمود التي يعيشها هذا القطاع رغم توفر الأموال. ويرى المهتمون بالتراث أن سحب الحرس البلدي المكلفين بحراسة معلم ''قديسة السلام''، واستبدالهم بشباب في إطار تدابير التشغيل دون سلاح، ستكون له عواقب وخيمة على المكان بسبب خطر الاعتداءات والسطو على الموقع والزوار والسياح، التي كانت تُسجل بصفة محدودة حتى خلال تواجد حرس بلدي مسلحين، فما بالك بوجود حراس للموقع بأيدٍ مجردة. كما أثار توقف جل ورشات الترميم حالة استياء واسعة بين المهتمين بالمعالم الأثرية لوهران، لاقتناعهم بأن مسألة الترميم هي معركة ضد الزمن، وهو العدو الأول ضد هذه المعالم التي تمثل ذاكرة مادية تتهالك وتتهاوى يوما بعد يوم، ويبقى من الصعب إعادة تركيب هذه الأجزاء الضائعة. ونذكر كمثال على ذلك وضعية برج سانتا كروز المرمم بنسبة 70 بالمائة قبل توقيف الشركة سنة 2003، لكن عدم استكمال أشغال الخرسانة على السقف يجعل من عملية الترميم دون جدوى، بسبب تسرب مياه الأمطار التي تهدد بعودة المعلم إلى سابق عهده رغم الأموال المستهلكة. ويعيش قصر الباي نفس الوضعية بعد تحطيم الرقم القياسي في الإعلان عن الصفقات العمومية (خمسة إعلانات)، في وقت بات سقف قاعات القصر آيل للسقوط بسبب تآكل واهتراء الدعائم الخشبية المثبتة بصفة مؤقتة منذ سنة 1998، في انتظار عملية ترميم. ويرى المعنيون بأن الطابع الاستعجالي والمصيري لقضية التراث، تستلزم وضع كل الخلافات والحساسيات جانبا بين والي الولاية ووزارة الثقافة، لإنقاذ ما أمكن من الذاكرة لأن المسؤولية الواقعة على عاتقهم كبيرة والأجيال القادمة لن تسامحهم على ذلك.