يشارك المتعاملون الجزائريون في الصالون الدولي الأول للمياه والمشروبات الذي ستنظمه الشركة العالمية للمعارض بين 15 و19 سبتمبر الداخل بقصر المؤتمرات بتونس، إذ تشكل هذه المناسبة فرصة للمتعاملين الوطنيين لنسج علاقات الشراكة مع نظرائهم من الدول الأخرى، لاسيما وأن الشركات الوطنية لها خبرة معترف بها في هذا المجال، انطلاقا من مشاركاتها المتعددة في المعارض الوطنية والدولية. فقد سبق للجزائر وأن احتضنت معارض دولية حول المياه المعدنية والمشروبات، حيث تم عرض آخر التكنولوجيات المستعملة لدى الدول المتقدمة في مجال تغليف وتعليب مختلف المواد الغذائية السائلة وغير السائلة، فضلا عن عرض آلات تصنيع المشروبات والعصائر وكذا التعريف بهذا النوع من الصناعة لدى بعض الدول العربية المشاركة ومنها الجزائر التي قطعت -حسب الخبراء- مرحلة متقدمة من الاستثمار في هذا المجال. وتجلى ذلك في مشاركة المتعاملين الجزائريين في أكبر المعارض الدولية على غرار معرض بمدينة ميامي بمقاطعة فلوريدا الأمريكية شهر نوفمبر الماضي، حيث سجل حضور «فيتاجو"، "إيفري"، "حمود بوعلام" و«سيفيتال" والذين لقيت منتوجاتهم ترحيبا وإقبالا بالسوق نظرا لاحترامها قواعد النظافة والتزامها بحماية المستهلك، علما أن الكثير من المشروبات الجزائرية تباع بضعف أسعار المشروبات الأمريكية كما هو الشأن بالنسبة لحمود بوعلام الذي يباع بدولارين مقابل دولار واحد لزجاجة كوكا كولا. للإشارة، سجل قطاع المشروبات ببلادنا نقلة نوعية هامة خلال سنة 2010 بتحقيقه قيمة صادرات تفوق 28 مليون دولار وهذه النسبة لا تعكس قدرات المصدرين الذين أبدوا استعداهم لرفع قيمة صادراتهم في هذا القطاع في حال ما أزيلت العوائق الإدارية التي لا تزال تشكل حجر عثرة أمام تحقيق الانطلاقة المرجوة في قطاع التصدير. ويجمع المهتمون بالقطاع على ضرورة تشجيع القدرات التصديرية للمؤسسات المهتمة بهذا القطاع، من خلال تحليل قدرة العرض وأهدافه وتحديد الأسواق المستهدفة للتصدير وموقع المنافسة، إضافة إلى دراسة المقتضيات التنظيمية فيما يخص التأهيل النوعي والكمي. كما يرى أهل الاختصاص أنه على الجزائر أن تشجع الابتكار حتى تتمكن من التصدير، من خلال إبراز نكهات ومنتوجات خاصة مستخلصة من فواكه تنتج في البلاد مع الحفاظ على علامة منتوجاتها على مستوى أسواق التصدير، على أن تكون مرفوقة بعملية تأهيل في مجال التصديق الغذائي والعلامة التجارية، وكذا احترام المرجع المعياري من قبل مجموع الفاعلين الناشطين في القطاع. من جهة أخرى، تحتل السوق الجزائرية للمشروبات الغازية المرتبة الأولى على المستوى المغاربي بمردود إنتاجي يصل إلى 3 ملايير زجاجة، وهو ما يزيد عن حجم الإنتاج المغربي ب 20 بالمائة و40 بالمائة بالنسبة للسوق التونسية، ومن بين الشركات الوطنية الرائدة في هذا المجال شركة "حمود بوعلام" التي تأتي في المركز الثاني في سوق المشروبات الغازية، تليها شركة بيبسي كولا العالمية، إضافة إلى مشروبات الفواكه غير الطبيعية بنكهاتها المختلفة، وعدد كبير من منتجات الألبان والحليب ومشتقاته. كما لا تقل سوق المياه المعدنية أهمية، سواء من حيث الإنتاج أو الاستهلاك الذي توسع في السنوات الأخيرة، حيث أصبح المواطن يتجه أكثر إلى استهلاك المياه المعدنية، خاصة بالنسبة إلى بعض الفئات كالرضع والمرضى، مما أدى إلى انتشار هذا النشاط وانتعاش السوق الجزائرية وظهور مؤسسات فتية تمكنت من فرض اسمها بشكل سريع كمنافس