يخوض المنتخب الوطني الجزائري مساء اليوم في حدود الساعة السادسة، محطة تأهلية حاسمة ومصيرية، من خلال المواجهة التي تجمعه بنظيره الليبي، في إطار ذهاب الدور التأهيلي الثالث والاخير المؤهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013، بملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء (المغرب). وستكون فرصة “ الخضر “ كبيرة، لضمان عودتهم الى الساحة الإفريقية، بعد غيابهم عن طبعة 2012 بغينيا الاستوائية والغابون، بخلاف المنافس الليبي الذي يسعى من جهته لتسجيل حضوره الثاني على التوالي في نهائيات هذا العرس الكروي الكبير الذي تحتضنه جنوب افريقيا. ويبدو من خلال الإصرار الذي أظهره أشبال حليلوزيش منذ حلولهم بالدارالبيضاء المغربية اول أمس الجمعة في الحصص التدريبية، ان الجزائريين يملكون القدرة الكافية لمداعبة كبرياء منتخب “الثوار” الذي بات يحس بأنه بلغ سن الرشد وان بإمكانه الفوز على أي منتخب يصادفه، حتى ولو كان هذا المنتخب يدعى “ منتخب محاربي الصحراء”، الذي يملك افضلية الفوز على ليبيا، كما يبين ذلك سجل اللقاءات بينهما، سواء من خلال المباريات الرسمية او الودية، حيث لعبا وجها لوجه 17 مباراة، عاد الفوز في 11 منها للجزائريين مقابل ثلاثة انتصارات لليبيين، كما تترجم تصريحات اغلب لاعبي المنتخب الوطني في الدارالبيضاء، هذا الاصرار والرغبة الاكيدة والجامحة عند اغلبهم، حيث يجمعون بأنه ليس هناك في المنتخب الوطني، من يتصور لحظة واحدة الغياب عن نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013. ويقول هداف اولمبياكوس اليوناني، رفيق جبور “ إن الاقصاء من دورة 2012، كان أمرا قاسيا بالنسبة لنا. والخطأ غير مسموح به هذه المرة، ويجب علينا الفوز مهما كانت المعوقات، لأننا اصبحنا نملك تعدادا ناضجا، بإمكانه الذهاب بعيدا في هذه المنافسة”. جبور الذي وقع لناديه اولمبياكوس ثنائية ثمينة بمناسبة أول جولة من البطولة اليونانية، يبدو انه استرجع شهية التسجيل، وقد يكون انجازه اليوناني حافزا له في اضافة المزيد، لكن هذه المرة مع المنتخب الوطني، خاصة وانه اضحى مطالبا بمحو الصورة القاتمة التي تركها في اللقاءات الفارطة، حيث شح عطاؤه فصام عن التهديف لفترة ليست قصيرة... بالمقابل، لا يريد الناخب الوطني، وحيد حليلوزيش، استباق الامور، وهو يعمل في هدوء للحفاظ على تركيز عناصره، مذكرا إياهم بأن المنافس “بعيد أن يكون سهل المنال”، ويحدثهم في كل جلسة استرخاء او في كل حصة تدريبية او تطبيقية بذلك، حين يقول “أعيد هذا الامر باستمرار، المنافس ليس فريقا سهلا، يجب أن نلعب مبارتين رائعتين في الذهاب والاياب في هذا الدور الثالث والاخير من أجل التأهل للنهائيات”. وقد كرر المدرب البوسني ل “الخضر” حليلوزيش، في كل تصريحاته، بأنه يريد انتصارا مريحا، لكن يجب على لاعبينا كما قال “ ان يضعوا المنتخب الليبي تحت المجهر “ إذا ارادوا تحقيق الفوز وضمان لعب مباراة العودة في الجزائر بأريحية كبيرة. الصراعات الفردية.. أحد مفاتيح المباراة وأبدى التقني البوسني تخوفه من الاندفاع البدني الكبير للاعبي المنتخب الليبي، لذا حضر أشباله جيدا من الناحية البسيكولوجية، للفوز بأكبر عدد ممكن من الصراعات الفردية، التي تعتبر حسبه أحد أهم مفاتيح هذه المبارة، لعدم الوقوع في “الفخ الليبي” خلال هذا الداربي المغاربي المثير. ويواجه حليلوزيش في مباراة اليوم، بعض الصعوبات عند وضعه التشكيلة الاساسية نظرا للإصابات من جهة وعامل نقص المنافسة من جهة أخرى. ويجدر القول ان منصب حارس المرمى، هو الذي يؤرق الناخب الوطني حيث لا يوظف الحارس رقم واحد للفريق رايس امبولحي من طرف نادي سامارا الروسي وهو الذي كان دون فريق بعد نهاية عقده مع سيسكا صوفيا البلغاري، وهو ما يجعل حليلوزيش يفكر في الاعتماد على أحد الحراس المحليين (زماموش أو دوخة أومحمد سيدريك). المشكل الآخر الذي يصعب من مهمة المدرب الوطني هو الغيابات على مستوى خط الدفاع مع بوقرة (مصاب) وبوزيد (بدون فريق)، وهو ما دفعه الى توجيه الدعوة لرفيق حليش الذي لم يلعب سوى بعض الدقائق مع ناديه السابق فولهام الإنكليزي. متاعب حليلوزيش لم تتوقف عند هذا الحد بسبب معاناة كارل مجاني، أحد العناصر التي يعول عليها كثيرا، من مشاكل صحية في المعدة منعته من التدرب بانتظام في الفترة الماضية، فيما تحوم الشكوك حول مشاركة زميله الظهير الايمن مهدي مصطفى (أجاكسيو الفرنسي) في مباراة اليوم، بعد إعفائه من الحصة التدريبية ليوم اول امس الجمعة. بالمقابل، يملك التقني البوسني خيارات كثيرة في خطي الوسط والهجوم بوجود عناصر مهارية أظهرت لياقة عالية وفعالية معتبرة عند انطلاق الموسم الحالي. وللتذكير، قررت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، تغيير مكان إجراء المباراة وتحويلها لمدينة الدارالبيضاء المغربية بسبب الاوضاع السائدة في ليبيا، وسيدير لقاء ليبيا - الجزائر الحكم السينغالي بادار دياتا.