منافسنا قويّ بانتصار ثورته على النظام السابق وسننتهج خطّة هجومية قال المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، إن المنتخب الجزائري بات مطالبا بتقديم مباراتين ''من مستوى عال''، على حد قوله، أمام منافسه منتخب ليبيا من أجل الوصول لنهائيات ال''كان'' المقبلة. أكد حاليلوزيتش، خلال الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس بقاعة ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، أن المهمة لن تكون سهلة أمام منافس ''قوي ومدفوع بانتصار ثورته الأخيرة على نظام معمّر القذافي، ولم يتمكن حتى أسود الكاميرون من إيقافه''. وأشاد المدرب الوطني بمستوى المنتخب الليبي، ولم يتردد في القول إن القرعة، وعكس ما اعتقد كثيرون أنها كانت رحيمة بالجزائر، فهي، حسب اعتقاده، لم تخدم ''الخضر''، مشيرا: ''كثيرون قالوا إن القرعة جاءت في صالحنا، وأنا أقول العكس، فالقرعة لم تخدمنا تماما، فنحن سنواجه منتخبا قويا، لسنا المرشحين للتأهل، فلقد شاهدت مبارياتهم كاملة في ثلاث مناسبات وتأكدت أننا لن نذهب في نزهة، ما دمنا سنواجه لاعبين محاربين ومتعصبين ومندفعين ومتحمسين.. دفعت الأحداث التي عرفتها بلادهم لتحقيق الأفضل''. وشدّد منشّط الندوة الصحفية على أن لاعبي المنتخب الليبي عوّضوا توقف البطولة عندهم بمعسكراتهم الكثيرة المتعددة، آخرها التربّص الجاري منذ قرابة شهر ما بين تونس والمغرب، موضّحا في هذا الشأن: ''حذّرت اللاعبين، والغياب عن ال''كان'' للمرة الثانية على التوالي سيكون إخفاقا كبيرا''. وكشف حاليلوزيتش أنه حذّر لاعبيه مرارا وتكرارا من المنافس، وشدد على قوته، محذّرا من أن أي إخفاق يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنتخب وعلى الكرة الجزائرية ككل، قائلا: ''لقد حذّرت اللاّعبين كثيرا من هذا المنافس، المهمّة أمامه لن تكون سهلة، وعلينا تقديم مباراتين قويتين في المغرب ثم في الجزائر للوصول إلى دورة جنوب إفريقيا''، مضيفا: ''التأهل إلى النهائيات سيكون بمثابة الوثبة للمنتخب، لكن الفشل في تحقيق هذا الهدف والغياب لثاني مرّة على التوالي عن النهائيات سيكون إخفاقا كبيرا للمنتخب وللكرة الجزائرية وحتى للأنصار على حد سواء''. ويقول حاليلوزيتش إن المنتخب الوطني سيسعى جاهدا لقطع نصف التأشيرة في مباراة الذهاب، وبأنه سيلعب من أجل الفوز في مباراة الأحد المقبل رغم النقائص التي يعاني منها، خاصة مع الحالة المعنوية لبعض اللاّعبين الذين لم يجدوا فريقا أو أولئك الذين فشلت عملية انتقالهم، ورغم النقائص أيضا على مستوى الدفاع. وقال حاليلوزيتش، رغم النقائص، إنه يتمنى أن تكون مباراة مالي درسا لأشباله، موضّحا: ''الإخفاق الذي تكبّدناه في مباراة مالي كان حافزا للاّعبين، الذين شعرت برغبتهم في تجاوز ما حدث في تلك المباراة وتعويضه بفوز خارج الديار أمام ليبيا''، مواصلا القول: ''أمام مالي صنعنا اللّعب، خلقنا الفرص، لكنا الفعالية خانتنا، وأتمنى تفادي ذلك في مباراة الأحد المقبل التي سننتهج خلالها خطة هجومية''. ''تولّيت تدريب الجزائر صدفة'' فاجأ حاليلوزيتش الصحفيين مرة أخرى، خلال الندوة الصحفية، عندما أوضح بأن وصوله لتدريب منتخب الجزائر كان بمحض الصدفة، وبأن ذلك لم يكن أبدا ضمن مخططه. وقال المدرّب البوسني: ''أنا هنا مدرّبا للجزائر بمحض الصدفة، لم أكن أتصوّر نفسي أبدا أدرّب منتخبكم، المهمة صعبة لكني قبلت التحدّي''. ''وصلتني عروض خيالية والبعض اعتبرني مجنونا'' لم يتردّد وحيد حاليلوزيتش في التأكيد، مرة أخرى، بأنه تلقى عروضا كثيرة من أندية وبمبالغ خيالية، لكنه فضّل، كما قال، مواصلة المغامرة مع ''الخضر''. وأضاف: ''لازلت، لهذه اللحظة، أتلقى العروض من فرنسا ومن جهات وبمبالغ مالية لا تخطر على بال أحد، وهناك من اعتبرني مجنونا برفض مثل تلك العروض المغرية، سأواصل مهمتي في الجزائر''. ''جابو.. جوهرة وهو الأقوى فنيّا'' توقّف المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، خلال ندوته الصحفية، عند اللاّعب عبد المؤمن جابو، لاعب النادي الإفريقي التونسي، ووصفه بالجوهرة التي تبقى بحاجة إلى أن تصقل. وصرح يقول: ''فنيا، جابو هو أقوى لاعب في المنتخب، إنه جوهرة حقيقية بالنظر لفنياته ومهاراته في المراوغة والتمرير والتسديد، لكن للأسف هو ليس الأفضل من الناحية البدنية ولا التكتيكية، ينقصه عمل كبير''. ''جبّور لم يكن الوحيد الذي لا يرد على مكالماتي'' هوّن الناخب الوطني من وقع تصريحاته الأخيرة في حق رفيق زهير جبّور، والتهديدات التي أطلقها بطرد مهاجم أولمبياكوس اليوناني لكونه لا يردّ على مكالماته. وقال حاليلوزيتش: ''جبّور لم يكن اللاّعب الوحيد الذي لم يكن يرد على مكالماتي، هناك لاعبون آخرون لم يردّوا على المكالمات، ولقد تحدثت معهم وطالبتهم بالردّ عليّ متى كان الأمر متاحا، لكن لن أركّز كثيرا على أن يرد جبّور على اتصالاتي بقدر ما يهمني أن يكون فعّالا هو وزملاؤه في مباراة ليبيا''. ''حلّيش كان أفضل مدافع.. لكن هذا كان قبل عامين'' تحدّث المدرب الوطني عن عودة رفيق حليش، اللاّعب الجديد لنادي أكاديميكا البرتغالي، وأشاد به مطوّلا. وقال بشأنه: ''حلّيش لاعب شاب وأمامه سنوات طويلة أخرى في المنتخب، كنت أعرفه جيدا من قبل، لقد كان أفضل مدافع في الجزائر، لكن هذا كان قبل عامين، والكرة لا تلعب في الماضي بل في الحاضر، ومع هذا أنا متفائل به وأعرف أنه يملك الإرادة اللازمة حتى يعوّض غيابه عن المنافسة''. وأضاف حاليلوزيتش: ''لقد استفاد من تحضير جيد مع ناديه وسيكون أحد الخيارات المتاحة أمامي في الدفاع''. ''أريد اندفاع ميسي وإصرار كونتادور'' ألح حاليلوزيتش على نقطة اعتبرها مهمّة وتتعلّق بالصراعات الفردية والاندفاع البدني، وقال: ''سيكونان أحد مفاتيح الفوز بمباراة ليبيا''. وشدّد المدرّب الوطني على القول إنه يريد لاعبين محاربين أمام المنتخب اللّيبي، ضاربا مثالا بنجم الفريق الإسباني نادي برشلونة، وهو اللاّعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، إلى جانب الدرّاج الإسباني كونتادور. وقال في هذا الشأن: ''هل رأيتم ميسي، قصير القامة، كيف يتدخّل بقوة على العملاق البرتغالي بيبي؟.. هذا لأنه قويّ بدنيا، مندفع ويقوم بواجباته الدفاعية، وهكذا يجب أن يكون لاعبو المنتخب، الذين أريدهم أيضا بروح إصرار الدرّاج الإسباني كونتادور الذي تحدّى مشاكله واتهامه بتعاطي المنشطات، وكانت لديه الإرادة ليعود أقوى''. انتقد الصحافة الرياضية المحلية ''لا أقرأ ما تكتبون لأنكم تصوّرون بأننا نملك أفضل اللاّعبين في العالم'' انتقد المدرب الوطني ضمنيا دور الصحافة الرياضية الجزائرية في تعاملها مع أخبار المنتخب الوطني واللاّعبين. وأوضح المدرّب الوطني: ''هناك صحفيون يعتبرون مناصرين أكثر منهم صحفيين، لقد تسبّب البعض لي في مشاكل كبيرة عندما نسبوا إليّ تصريحات لم أدل بها، ومن يقرأ كتابات البعض من تعظيم للاّعبين وتضخيم لما يفعلونه، يتصوّر أننا نملك أفضل اللاّعبين في العالم''. وواصل حاليلوزيتش مخاطبا الصحفيين في الندوة: ''على كل حال، أنا لا أقرأ ما تكتبون''. ''يجب على اللاّعبين ألاّ يغتروا بترتيب الفيفا'' ولم يفوّت حاليلوزيتش الفرصة في كل مرة لينسب لنفسه أي نجاح حقّقه المنتخب في هذه الفترة، مثلما كان عليه الشأن بخصوص التصنيف الشهري ل''الفيفا'' الخاص بالمنتخبات، حين احتل ''الخضر'' في التصنيف الأخير المركز 28 عالميا. وسرعان ما عاد حاليلوزيتش ليوضح بأنه طلب من اللاّعبين ألاّ يغترّوا بالترتيب الذي وصلوا إليه، مشيرا: ''المنتخب الجزائري بات في المرتبة 28 عالميا بعد أن كان في المرتبة الخمسين تقريبا عند وصولي، لكن مع هذا قلت للاّعبين.. يجب ألا تغترّوا بهذا الترتيب وعليكم أن تركزوا على ما هو آت''. ''استدعيت بلفوضيل حتى أقطع الطريق أمام فرنسا'' برّر الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش استدعاءه المبكر للاّعب إسحاق بلفوضيل، برغبته في قطع الطريق أمام المنتخب الفرنسي في حال فكّر في استعادته، معتبرا بأن لاعب بارما يعتبر استثمارا هاما للمنتخب الجزائري، ويندرج تواجده مع ''الخضر'' ضمن عملية التشبيب التي بادر بها منذ توليه شؤون العارضة الفنية للمنتخب الوطني. أخذ الحديث عن اللاّعب إسحاق بلفوضيل حيّزا هاما من حديث وحيد حاليلوزيتش، وقدّم توضيحات بهذا الخصوص، مؤكدا بأن الغرض الأول من دعوة اللاّعب السابق لأولمبيك ليون الفرنسي، قبل أن يتم تأهيله بشكل رسمي للّعب مع''الخضر''، كان من أجل ''الحيلولة دون استرجاعه من طرف المنتخب الفرنسي في حال تألقه مع ناديه الحالي بارما''، مضيفا: ''استدعيت بلفوضيل مبكّرا وأردت أن يكتشف أجواء المنتخب، وأردت أيضا أن أحضّره للمرحلة المقبلة، فهو مكسب حقيقي واستثمار سيفيد المنتخب مستقبلا''. وواصل يقول: ''كان الهدف الأول من دعوته أيضا هو قطع الطريق أمام المنتخب الفرنسي الذي لعب لكل أصنافه، والذي ما كان ليتأخر في دعوته لو يستمر في تألقه الحالي ويواصل التهديف مع نادي بارما، وهو ما قمنا به من قبل مع سفيان فيغولي''. ''متفائل بقادير أمام ليبيا رغم أنه محبط'' تحدث حاليلوزيتش عن فشل انتقال اللاّعب فؤاد قادير إلى نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي، مؤكدا بأن لاعب فالنسيان الفرنسي تأثر معنويا، لكنه أبدى تفاؤلا واضحا بقدرة اللاّعب على تقديم مباراة كبيرة في الدارالبيضاء. وقال المدرّب الوطني: ''لا أفهم ما حدث لقادير وقبله بودبوز مع نادي أولمبيك مرسيليا، فؤاد عاد محبطا بعد فشل تحويله، لكنه لم يتحطّم معنويا، وأعتقد أنه سيقدّم مباراة كبيرة أمام منتخب ليبيا.. هذا ما بدا لي، وكل شيء سيتضح على الميدان الذي سيحدّد إن كان فشل انتقاله إلى فريق مرسيليا قد انعكس فعلا على مردوده أم لا''. ''هناك مشكل في الدفاع ومبولحي في أفضل لياقته'' تطرّق المدرب الوطني، في معرض حديثه، لمسألة حراسة المرمى، وأقر بصعوبة الاختيار بين الحرّاس الأربعة لتواجدهم في لياقة مميّزة، على حد قوله، ولو أنه أعطى الانطباع بأنه سيجدد الثقة في الحارس وهاب رايس مبولحي. وصرّح حاليلوزيتش، في هذا الخصوص: ''لديّ أربعة حراس رائعون والخيار بينهم صعب للغاية، سأفصل في ذلك قبل السفر إلى المغرب''، ليعود ويكشف قائلا: ''مبولحي، ورغم أنه من دون فريق حاليا، إلا أنه فاجأني بلياقته خلال التدريبات ووجدتها الأفضل منذ إشرافي عليه في المنتخب''. وأقرّ حاليلوزيتش بوجود بعض المشاكل في خط الدفاع بسبب الغيابات المسجلة، ليؤكد بأن أكثر ما يخشاه هو غياب التنسيق بين عناصره، ملمحا إلى إمكانية الدفع ببلكالام في محور الدفاع لأول مرة، حين قال: ''جرّبت مختلف التوليفات وسجّلت أن هناك بعض النقص في التنسيق، كما أن الدفاع يفتقد لقائد يوجّهه ويتكلّم مع زملائه، قد نلعب بعناصر تفتقد للخبرة لكن لديها الإرادة اللاّزمة''. ''ما بين سليماني وجبّور سأختار صاحب النفس الطويل'' أكد وحيد حاليلوزيتش أنه فصل بشكل كبير في هوية التشكيلة الأساسية التي سيدفع بها أمام ليبيا، يوم الأحد المقبل، عدا منصبين مازال يفاضل فيهما بين الأسماء لاختيار الأفضل. ومن بين المناصب التي لم يفصل فيها بعد، يوجد منصب قلب الهجوم، حيث لم يستقرّ على اللاّعب الأفضل بين إسلام سليماني ورفيق زهير جبّور، ولو أن الأول يبقى في موقع أفضل بكثير، حيث قال المدرّب البوسني: ''جبّور في لياقة جيدة وسليماني كذلك، ما بينهما سأختار من يقوم بوظائف محدّدة، كالضغط على دفاع المنافس والفوز بالصّراعات الثنائية وطلب الكرة، بالإضافة للسعي لتسجيل الأهداف على غرار الدور الذي قام به عودية في مباراة غامبيا، وهذا دور يتطلب نفسا طويلا وقوة بدنية كبيرة''. وشدّد حاليلوزيتش على ضرورة وجود الفعالية أمام المرمى، على عكس ما حدث في مواجهة مالي التي جرت بالعاصمة البوركينابية وافادوفو، مشيرا: ''أمام مالي خلقنا العديد من الفرص، لكننا افتقدنا للفعالية أمام المرمى، وهذا ما يجب علينا تفاديه في مباراة الأحد المقبل''. ''رحلة الجزائر - ليل تؤكد لي شغف الجزائريين الكبير بمنتخبهم'' اعتبر حاليلوزيتش أن شغف الجزائريين بكرة القدم الذي لم يعرف له مثيلا، كان أحد الدوافع التي حمّسته لقبول تدريب ''الخضر''. وقال بهذا الخصوص: ''شغف الجزائريين الكبير بكرة القدم كان من بين أبرز الأسباب التي جعلتني أوافق على تدريب منتخبكم، لدي أصدقاء جزائريون كثر، وفي كل مرة أستقلّ الطائرة من الجزائر عائدا إلى بيتي في ليل، أسجّل أن 99 بالمائة من المسافرين جزائريون، والكل يحدّثني عن المنتخب، وكل واحد لديه الخطة والتشكيلة''. ''سأكون فخورا لو يشجّع أنصار الرّجاء الجزائر لأجلي'' قال حاليلوزيتش إنه يحظى بالتقدير في كل الأندية التي عمل بها، سواء في فرنسا أو في الخليج، وخصوصا في المغرب. وقال إنه يعوّل على أنصار فريقه السابق الرّجاء البيضاوي لمساندة ''الخضر'' من أجله، مضيفا: ''علاقتي بالرّجاء مميّزة جدا، لقد اتصلوا بي وأكدوا لي أنهم سيضعون تحت تصرّفي مركب الفريق، وسأكون سعيدا وفخورا لو يأتي أنصار الرّجاء لمساندة الجزائر من أجلي مهما كان عددهم''.