نظمت عدة جمعيات خيرية ودينية محلية تنشط بمدينتي متليلي والقرارة بولاية غرداية، أمس، حفل زفاف جماعي تضامني لفائدة نحو ستين زوجا في جو بهيج ميزته الطقوس الاجتماعية العريقة التي يشتهر بها سكان هذه المنطقة. وذكر أحد الأعضاء المنظمين لهذا الحدث الاجتماعي بمدينة متليلي أن هذا القران الجماعي يشكل فرصة لترقية وتمتين قيم التضامن والانسجام الاجتماعي داخل المجتمع، فيما أوضح أحد المشرفين على زفاف جماعي أقيم بمدينة القرارة أن هذه المبادرة الاجتماعية ترمي إلى تشجيع ومساعدة الشباب الذين يعانون من صعوبات لإتمام نصف دينهم وتمكينهم من الاندماج في المجتمع من خلال مكافحة ظاهرة العزوبية وتجنيبهم السقوط في أوحال الآفات الاجتماعية. وتتميز حفلة تتويج العرسان التي تنطلق عادة بعد صلاة العشاء مباشرة بحضور مدعوين لمراسم التتويج الجماعي للأزواج الجدد الذين يرافقهم “الوزراء”، حيث يقوم المشائخ والأئمة على أنغام المدائح الدينية وبعض أناشيد الأفراح التي تشنف الآذان وتؤديها مجموعات صوتية بتتويج العرسان وذلك قبل تناول وجبة مأدبة العرس التي تتمثل في أطباق أكلة الكسكسي. وبعد إلقاء مواعظ من قبل المشائخ التي يتناولون فيها بالخصوص المقاصد الشرعية والإجتماعية للزواج والسبل الناجحة لإنشاء أسر سليمة بما يسمح لها بأن تعزز التماسك الإجتماعي، يتضرع الجميع إلى المولى عز وجل أن يرعى هؤلاء الأزواج الشباب ويغدق عليهم الطمأنينة والسعادة الزوجية الأبدية. وبالمناسبة، أعرب أحد المتوجين وفي نبرة تملؤها السعادة الغامرة عن سعادته بهذه اللحظات، مشيرا إلى أن هذا الزفاف الجماعي قد سمح له بالإقتصاد في ما جمعه من مداخيل التي ستوجه لبناء عش الزوجية. وتعد الأعراس الجماعية بولاية غرداية واحدة من التقاليد المحلية الراسخة والأكثر انتشارا في المجتمع والتي تحمل أبعادا اجتماعية وثقافية واقتصادية. وقد انتشرت في مناطق أخرى بعد أن تجاوزت بمرور الوقت حدود المنطقة.