لازالت ظاهرة انتشار الأسواق الفوضوية بعاصمة الشرق من أهم النقاط السوداء بالولاية خاصة خلال السنتين الفارطتين، حيث بات انتشار هذه الأخيرة يؤرق المواطن القسنطيني، لما تسببه من إزعاج يومي، بسبب غياب الرقابة وانتشار الباعة الفوضويين أمام الأحياء السكنية، مشوهة بذلك الوجه الجمالي والحضاري للمدينة. من جهتهم، عبر سكان حي الدقسي عبد السلام عن عدم رضاهم، بسبب عدم تحرك مسؤولي الولاية لإزالة أكبر سوق فوضوية للخضر والفواكه، حيث تعرف حالة من الفوضى، سواء على مستوى السلع المعروضة التي تتعرض أغلبها للتلف، أو إلى النوعية الرديئة للخضر والفواكه التي يكون مآلها الرمي في كثير من الأحيان، لتتشكل مزابل متناثرة هنا وهناك، الأمر الذي أثر سلبا على الحياة اليومية للسكان المجاورين للسوق، والذين نددوا من مشكلة مخلفات هذا الأخير وما نتج عنها من روائح كريهة، مع انتشار للحشرات الضارة، زيادة على الاختناق المروري الذي يتسبب فيه الباعة، خاصة وأن سوق الدقسي يقع بمحاذاة موقف الحافلات، وهو الأمر الذي يخلق يوميا حالة من الفوضى، سواء بالنسبة لسائقي السيارات والحافلات أو حتى الراجلين. ولعل الملاحظ بذات السوق المذكورة، هو الإنتشار الرهيب لباعة الخبز الذين يضعون سلالهم وسط تلك القمامة، دون مراعاة لأدنى شروط النظافة، وحتى الشروط الصحية والآثار السلبية التي قد تنجر عن ذلك، في ظل غياب رقابة مديرية التجارة التي نفت مسؤوليتها في القضاء على هذه الظاهرة، حيث أكد مسؤول بمصلحة الجودة وقمع الغش التابعة لمديرية التجارة، أن مسؤولية إزالة الأسواق الفوضوية من مهام مديرية الأمن بالولاية. ويطالب مواطنو الحي بالإسراع في إنجاز المشروع الذي يقتضي إعادة تأهيل السوق وتغطية جوانبه، أوتطبق قرار الوزارة القاضي بإزالة الأسواق الفوضوية، كما حدث نهاية الشهر الفارط، حين قامت القوة العمومية بمشاركة 4 فرق تنظيف بإزالة سوقي الخضر والفواكه الفوضويين بكل من حي بودراع صالح والمنية، هذا الأخير الذي أنشأه عدد من الباعة المتنقلين على حافة الطريق الوطني رقم 3 منذ فترة، وفي منعرج خطير بالقرب من مفترق الطرق، حيث قامت الجهات المسؤولة بإزالة كل الطاولات التي وجدت بالمكانين، كما قامت 5 فرق نظافة تابعة لنفس القطاع بتنظيف المكان وجمع كميات هائلة من النفايات والفضلات التي تركها الباعة الذين احتلوا المكانين بطريقة غير قانونية منذ أزيد من شهرين. جدير بالذكر أن المصالح المعنية سبق لها وأن تدخلت لإزالة هذين السوقين مرارا، إلا أن الباعة الفوضويين يعيدون احتلال أرضية السوق القديم ببودراع صالح، رغم استفادتهم من مربعات تجارية بسوق الشهداء للخضر والفواكه، السنة الفارطة.