نشطت الناشرة والمترجمة السويدية منى هنينغ، أمس، جلسة قراءة لصالح أطفال مركز العلاج النفسي لبن طلحة بالجزائر العاصمة بحضور سفيرة السويدبالجزائر، السيدة إيفا إيمنيوس. (وأ) وكبداية للقاء، الذي نظمته السفارة السويدية بالتعاون مع وزارة الثقافة على هامش فعاليات الطبعة ال 17 للصالون الدولي للكتاب، دعت السيدة هنينغ الأطفال لترديد النشيد الوطني الجزائري وهو ما أعجبت به كثيرا لتقوم بعدها بتقديم نفسها لهم معربة عن حبها للجزائر “منذ كانت طفلة في الأردن مناصرة لاستقلال الجزائر”. وقرأت المترجمة للأطفال بعض القصص باللغة العربية مترجمة عن اللغة السويدية ومنها “سعد يقص شعره” و«برهان والحيوان الغريب”، التي أمتعت الأطفال الذين غصت بهم إحدى قاعات المركز فتجاوبوا مع أحداثها المشوقة ومغامرات أبطالها الخرافية وأعجبوا برسوماتها الجميلة. وقالت السيدة هنينغ، وهي من أصول أردنية، عقب جلسة القراءة إن “أدب الطفل في أوروبا هو تقليد عمره 400 سنة ونتيجة خبرة طويلة وأيضا وليد حركة الترجمة الهائلة بين اللغات الأوروبية نتجت عنه تقاليد في طريقة الكتابة”، مضيفة أن “لغة أدب الطفل يجب أن تكون أدبية وجميلة وأن لا تعرف حشوا في الكلام وسطورا محشورة فيما بينها تجعل القارئ الصغير ينفر منها”، مشددة أيضا على أهمية اختيار المواضيع “التي يجب ألا تكون تقليدية تتكلم باستمرار عن حب الوطن والحرية وقواعد التربية المباشرة”. واعتبرت الناشرة أن “آثار الاستعمار ما زالت واضحة في ضعف أدب الطفل في البلدان العربية رغم أنه بالإمكان حاليا أخذ خطوات متقدمة في هذا المجال”، متسائلة “الأدب السويدي العالمي ترجم للغات كثيرة فلم لا يترجم للعربية”. من جهتها، تبرعت السفيرة السويدية بحوالي 40 عنوان كتاب متعلق بأدب الطفل لصالح مكتبة المركز منها ما قامت بقراءته للأطفال السيدة هنينغ وهي مأخوذة من زبدة أدب الطفل في السويد، حيث ترجمتها إلى العربية “دار المنى للنشر”، التي أسستها السيدة هنينغ باستوكهولم في 1984. وقامت السفيرة السويدية بإعطاء نظرة للأطفال عن جغرافية بلادها السويد وثقافتها وسكانها وفلكلورها عبر صور جميلة تابعها الأطفال باهتمام، مبدية سعادتها بحضورها في بن طلحة وإسعاد أطفال المركز. وقالت السفيرة السويدية إن الهدف من هذه المبادرة التعريف بأدب الطفل السويدي من خلال مجموعة من قصص الأطفال ذات الشهرة العالمية ألفها كتاب كبار وأيضا “مرافقة الحكومة الجزائرية في جهودها لتحسين القراءة”. يذكر أن مركز العلاج النفسي لبن طلحة قد تأسس بعد المجازر التي قام بها الإرهاب في بن طلحة والرايس (ضواحي الجزائر العاصمة) في 1997 للتكفل نفسيا بالعشرات من أطفال ضحايا الإرهاب وإعادة إدماجهم في المجتمع، حيث يضم المركز حاليا ستة مؤطرين نفسانيين في اختصاصات مختلفة ويقدم شهريا ما بين 300 إلى 400 استشارة نفسانية كما ينظم أيضا نشاطات ثقافية لفائدة الأطفال.