تعتزم المديرية العامة للحماية المدنية إعداد خطة عمل جديدة مع قطاع الإعلام يتم من خلالها تحديد لائحة اسمية تضم أسماء عناوين صحفية وقنوات إذاعية وتلفزية والمتعاونين معها من الإعلاميين بغرض الاستعانة بهم وإشراكهم في عمليات الإنقاذ والتدخل التي تقوم بها فرق الحماية المدنية أثناء حدوث أية كارثة أو طارئ خلال الحوادث، حيث يتسنى للإعلاميين معايشة الحدث في وقته وبالتالي تغطيته بشكل مباشر دون الاكتفاء بالتقارير والمراسلات التي تقدمها خلايا الإعلام والاتصال التابعة للمديرية بمختلف الولايات أو على المستوى المركزي. وكشف الرائد فاروق عاشور، المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية خلال مداخلة قيمة حول دور الإعلام في مواجهة الكوارث والأزمات قدمها، أمس، أمام الوفد الأجنبي المشارك في الدورة التكوينية المخصصة لعرض التجربة الجزائرية في تسيير ومواجهة الكوارث، خاصة الزلازل والتي تتم تحت رعاية المنظمة الدولية للحماية المدنية. إن للإعلام -يضيف المتحدث- دورا جوهريا في تسيير الكوارث، التي لم تعد تعتمد على الإمكانيات المادية والبشرية والتدخلات الميدانية والعملياتية بقدر ما هي بحاجة إلى تمرير المعلومات أثناء وبعد حدوث الكارثة وايصالها إلى المنكوبين وباقي المواطنين. وحسب المحاظر فإن تجربة زلزال الشلف، الذي ضرب منطقة الغرب الجزائري سنوات الثمانينات شكلت الدرس الذي استخلصت منه الحماية المدنية دروسا متعددة ومن خلالها تبنت المديرية مناهج عمل وتقدمت بتوصيات ومطالب أهمها ضرورة توسيع الشبكة الإذاعية على اعتبار أن الإذاعة من بين الوسائل التي يمكن الاستعانة بها خلال الأزمات دون أن تتعرض لأي انقطاع أو اكتظاظ على عكس الهاتف الثابت أو النقال، الذي غالبا ما تتوقف إرسالياته في حالات الطوارئ وتتعطل بسبب الاندفاع والاستعمال المفرط له. على عكس زلزال الشلف فإن لتجربة فيضانات باب الوادي وزلزال زموري (بومرداس) 2003 انعكاسات إيجابية، حيث ساهم الإعلام وبشكل كبير في توجيه المواطنين وتنوير السلطات بأبرز النقائص والعمليات الميدانية، التي يقوم بها رجال الإنقاذ في الميدان وهو ما دفع بالمديرية العامة للحماية المدنية إلى اتخاذ إجراءات أو بالأحرى تبني خطة عمل مستقبلية جديدة يتم من خلالها اعتبار الإعلام كشريك وليس كخصم يسعى إلى تشويه سمعة المؤسسة وعليه فإن إعطاء المعلومة في أوانها ساهم في تخفيف الضرر على المواطنين ومنه إبراز دور مؤسسات الإنقاذ في الميدان تماما كما كان الشأن خلال الشتاء الماضي. وانطلاقا من مبدأ "إذا أردت إخفاء شيء يجب إظهاره" فتحت المديرية العامة للحماية المدنية -يضيف الرائد فاروق عاشور- أبواب الاتصال على مصراعيها خلال السنوات الأخيرة حتى أنها أضحت من بين المؤسسات الإكثر إعلاما في خطوة ترمي أولا إلى مواجهة ما يعرف بالإشاعة أثناء الكوارث والأزمات وثانيا للتسريع في إعادة الحياة إلى مجاريها وتخطي الانعكاسات السلبية الناجمة عن حدوث أي طارئ بعد تهدئة المنكوبين والمواطنين وتوجيههم نحو مراكز الإسعاف والمساعدات بفضل الإعلام الثقيل والمكتوب. ويبقى دور الإعلام ضروريا لإنجاح الحملات التحسيسية والتوعوية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية بشكل دوري خلال المواسم على غرار الحملة الوطنية التي يتم الإعداد لها حاليا حول الاختناق استعدادا لموسم الشتاء،علما أن تجربة الإعلام فيما يخص التحسيس قد أعطت خلال السنوات الأخيرة نتائج جد إيجابية وقد استشهد المتحدث بالتراجع الكبير المسجل في حالات الإصابة باللسعات العقربية بولايات الجنوب والتي كانت تفوق ال 50 ألف لسعة (سنة 2004)، لكن وبفضل حملات التوعية والتحسيس التي تتم بالتنسيق مع قطاع الإعلام تراجعت بشكل كبير بعد ثلاثة أعوام من تبني الاستراتيجية. كما يضيف التحدث أن الإحصائيات تشير إلى أن أغلب الحوادث المسجلة في فصل الشتاء، خاصة ما تعلق منها بحالات الغرق في الوديان التي كان ضحاياها يجهلون الخطر المتوقع عن فيضان أي واد وهو ما دفع بمصالح الحماية المدنية إلى الاعتماد على ما يعرف بالنشرات الخاصة والتي يتم فيها إطلاق إنذار لمستعملي الطرق أو القاطنين بمحاذاة الوديان وغيرهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي خطر الموت أو أية انعكاسات سلبية أخرى.