شدد الوالي المكلف بالاستراتيجية العالمية للحد من مخاطر الكوارث، السيد ولد عامر رابح، أمس بالجزائر العاصمة، على أهمية إرساء خطة وطنية للحماية من خطر الكوارث المحتملة الوقوع في الجزائر، من خلال وضع استراتيجية مبنية على قاعدة تفكير تشارك فيها كل الهيئات والقطاعات ذات الصلة بالموضوع. وأوضح السيد ولد عامر، أمس، خلال تنشيطه ندوة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث، أن الأممالمتحدة طالبت بوضع خطط وطنية شاملة تحوي مجمل المخططات القطاعية التي تصب في مسعى الحد من أخطار الكوارث وكذا التوعية والتحسيس، وبالرغم من أن التنبؤ بوقوع الكوارث أمر صعب وأشبه بالمستحيل، فقد أفاد المتحدث أن الحماية من الكوارث في الجزائر ممكن إذا ما تم الالتزام بمجموعة الإجراءات كاحترام مقاييس البناء المقاوم للزلزال ومنع بناء السكنات على ضفاف الأودية تحسبا للسيول والفيضانات. وأشار المصدر إلى أنه حان الوقت لتفعيل هذه الخطة، التي تحتاج إلى تكوين المواطنين وتعويدهم على العيش مع الخطر من خلال بعث الوعي في أوساط تلاميذ المدارس حتى يصبحوا مواطنين يتمتعون بسلوك عقلاني إزاء الكوارث، وحتى تصبح تدخلاتهم وقائية ولا تنجر عنها مشاكل أخرى. كما ألح السيد ولد عامر على إعلام المواطنين بطريقة ذكية وليس بالتهويل، وهو ما يستدعي مخطط اتصال الذي من شأنه ضمان حماية أكثر. في هذا الصدد، أكد الرائد فاروق عاشور المكلف بالإعلام والتحسيس بالمديرية العامة للحماية المدنية، أن الإعلامي لابد أن يساهم في التخفيف من أثر الكوارث أثناء تأدية مهامه، مشيرا إلى تنظيم دورة تكوينية في هذا الإطار لفائدة الصحفيين الجزائريين قريبا. وقال المتحدث إن الحماية المدنية، علاوة على عمليات الإنقاذ التي تقوم بها؛ فإنها تبقى عاجزة عن مساعدة المنكوبين والمتضررين من الكوارث في حالة عدم إبلاغ المواطنين لهم، وتابع يقول إن تدخلات المواطنين تبقى غير كافية. وفي هذا الشأن؛ صرح أن مصالح الحماية المدنية قامت بتكوين 19 ألف شخص في الإسعافات الأولوية، كما ستباشر دورات تكوينية أخرى ستنطلق لاحقا. وبعد أن أكد على أن الجزائر تملك الإمكانيات المادية الكافية؛ أوضح أن تجسيد الخطة الوطنية للحد من مخاطر الكوارث يتطلب تضافر كافة الجهود. من جهتها؛ أشارت السيدة لطيفة رمكي، مديرة النشاط الثقافي والتربوي والاجتماعي بوزارة التربية الوطنية، إلى أن المخططات على مستوى القطاعات موجودة منذ ,2002 وبالنسبة للقطاع الذي تمثله؛ أكدت المتحدثة أن وزارة التربية وقعت عدة اتفاقيات مع عدة وزارات معنية على غرار وزارة تهيئة الإقليم والبيئة ووزارة الداخلية، وأدمجت دروسا تحسيسية لفائدة تلاميذ كل الأطوار التعليمية من أجل تكوين مواطنين قادرين على مواجهة الكوارث بكل رزانة ودون إحداث أخطاء، حيث قالت إن الزلازل والفيضانات هي ظواهر طبيعية ولكن إذا كان تدخل الإنسان خاطئا تصبح كارثة. وبخصوص الخطة الوطنية للحد من مخاطر الكوارث، أكدت المتحدثة أنه يجب أن يرتبط بسلوكات المواطن التي يجب أن تتغير إيجابيا وأن يتحلى بتصرفات تجنب الخسائر وتخفف منها.