الإنسان بطبعه يرفض الظلم، ويرد على الابتزاز بسلطة الإبداع، وكم هو جميل تكريس مداد قلمه في مناصرة المضطهدين، ذاك هو الإنسان الحقيقي، مهوس بالتغيّر وبتحرك مؤشر الحياة الروائية التي تترجم معاني الظلم والابتزاز في»الجوهرة المنكسرة»، تمسح دمعة اليتيم والمرأة الضعيفة «بقطرات الندى». التقت «المساء» بالأدبية صغير لامية وأجرت معها هذا الحوار. - لامية صغير شاعرة وروائية، خريجة معهد اللغة والأدب العربي بجامعة الجزائر، ما هو سبب عشقها للأدب؟. -- لا توجد حادثة أو مناسبة معينة، هي الموهبة فقط صاحبة القرار، حدث ذلك في السنة الثانية جامعي عندما بدأت أكتب الخواطر وأجمعها بتشجيع من والدتي التي دعمتني ماديا ومعنويا، إلى جانب أفراد عائلتي الذين ساعدوني على إخراج أعمالي الأدبية إلى النور. - ماهي هذه الأعمال؟ -- قطرات الندى، ورواية الجوهرة المنكسرة. - ماذا يجسد ديوانك قطرات الندى؟ -- هو عبارة عن قصائد شعرية في الطابع الحر، يحمل 47 قصيدة من مختلف المواضيع الحياتية، منها العاطفي الذي أتحدث فيه عن فشل العشاق الذين انجرفوا وراء عواطفهم في سن المراهقة، واصطدموا بحواجز الخديعة وغيرها. كما انتقد في قطرات الندى واقع المجتمع الجزائري في مواضيع شتى كإنحراف الشباب والتوجه نحو تعاطي المخدرات التي تدمر حياتهم وشددت على معاناة المرأة والفتاة التي تعاني قهر المجتمع والعائلة المتسلطة وكتبت عن اليتم والشاعر والمهاجر خاصة المرأة المتشردة. - في مجال الشعر، هل لديك أعمال أخرى؟ -- لدي مجموعة شعرية أخرى مرهونة بالوقت والدراسة. للإشارة، ديوان قطرات الندى هو تحت الطبع، وسيصدر عن قريب عن وزارة الثقافة التي تكلفت بطبعه. - هذا عن الشعر، فماذا عن الرواية، لاسيما وأننا علمنا أنك صاحبة مشاريع في مجال الكتابة الروائية والقصصية؟ -- حاليا، أنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة لرواية بعنوان «الجوهرة المنكسرة» التي يدور موضوعها حول امرأة عاشت فترة الاستقلال، وسلطت فيها الأضواء على المعاناة التي كانت تتكبدها في تلك الفترة تحديدا الضغوطات الاجتماعية، خاصة العائلية منها، والتحفظات القائمة أنذاك لمجتمع مقيد بذهنيات بالية، وما نجم عن معاملات الزوج وتعنته ومعاملته القاسية التي في كثير من الأحيان تجعل المرأة تضحي بأشياء كثيرة، منها الإبداع الأدبي وغيرها.. في سبيل المحافظة على الحياة الزوجية وتفادي عنصر الطلاق الذي يجلب نظرة انطباع قاسية من المجتمع للمرأة المطلقة، والرواية طغى عليها الطابع الرومانسي. - لماذا اخترت لروايتك عنوان «الجوهرة المنكسرة» ولديوان شعرك عنوان «قطرات الندى»؟ -- بالنسبة لعنوان ديوان شعري «قطرات الندى» اخترت هذا العنوان باعتبار أن اللغة العربية غنية وزاخرة بالمعاني والعبارات، ومن جهة، لأن الشعر متأصل منذ العصور القديمة، ولأن الشعر كثير الأمواج كذلك. ومن جهة، أعتبر كل ما كتبته بديوان «قطرات الندى» قطرة من بحر كبير، وبخصوص عنوان الرواية، اخترت «الجوهرة المنكسرة» لأنني امرأة، وأعتبر المرأة جوهرة، والخلية الأولى لتأسيس المجتمعات والأمم، كما لا يفوتني أن أصفها بحمّالة الأسى، والصبورة التي تضحي بأحلامها من أجل تحقق أحلام أبنائها. - هل من كلمة أخيرة؟ -- باعتباري أديبة مبتدئة، أرجو أن يلقى ديوان شعري «قطرات الندى» حين يصدر إعجاب وتجاوب الطبقة المثقفة وكذلك الشباب، ونفس المصير بالنسبة لروايتي «الجوهرة المنكسرة» التي أنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة بها، وستصدر في القريب العاجل، كما لا يفوتني أن أقدم شكرا خاصا لجريدة «المساء» التي تأخذ دائما بيد المواهب وتشجعهم.