أكبر مشكل تعاني منه الكاتبة الجزائرية هو "سلطة العيب" في مجتمع ذكوري عن دار غيداء للنشر والتوزيع بالأردن صدر مؤخرا للباحثة والكاتبة الجزائرية فريدة إبراهيم بن موسى كتاب بعنوان "زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية – دراسة نقدية-". واختارت الباحثة بعض النماذج الروائية الجزائرية ليشملها بحثها ودراستها وتركزت حول أربع رواياتٍ لكاتباتٍ تنتمي كتاباتهن لما يعرف بأدب الأزمة. هي: "فوضى الحواس" لأحلام مستغانمي، "وطن من زجاج" لياسمينة صالح، "في الجبة لا أحد" لزهرة ديك، "تاء الخجل" لفضيلة الفاروق. عالجت هذه الروايات صورةَ الموتِ اليومي والدمار الذي طال الوطن. وقد ارتأت الباحثة أن تتقربَ من أدبِ الأزمة، من خلال هذه الروايات. وتناولت في دراستها وتحليلها المنجز الإبداعي الذي كتبته الكاتبة الجزائرية. حول كتابها هذا والنماذج الروائية المختارة كان هذا الحوار مع الباحثة والكاتبة فريدة إبراهيم بن موسى. حاورتها/ نوّارة لحرش "زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية"، كتابك الصادر مؤخرا والذي يتناول بعض روايات الأزمة، على أي أساس أو معطيات اخترت تلك النماذج الروائية النسائية؟ فريدة إبراهيم بن موسى: الكِتاب عبارة عن دراسة نقدية في المنجز الروائي للكاتبة الجزائرية، وهو جزء من متطلبات رسالة الماجستير التي ناقشتها في آخر شهر جوان من هذه السنة، في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، والرسالة كانت بعنوان "السرد النسوي في الجزائر زمن المحنة نماذج مختارة " وتناولت الدراسة أربع روايات هي: فوضى الحواس في الجبة لا أحد تاء الخجل وطن من زجاج. وقد تم اختيار الروايات التي تطرح موضوعة الإرهاب، أو ما يعرف بأزمة الوطن، أو محنة الوطن، وهي العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. واختيار النماذج المدروسة ارتبط باختيار الكَاتِبات اللواتي أصدرن أكثر من رواية واحدة، لتكون لديهن أكثر من تجربة وخبرة ومراس. كيف وجدت زمن المحنة في سرد الكاتبات، وبالموازاة ما هي محنة سرد الكاتبة الجزائرية؟ فريدة إبراهيم بن موسى: إن إقتران الزمن بالمحنة، يحيلنا بالضرورة على زمن مختلف عن أي زمن آخر، فزمن المحنة هو زمن المأساة، زمن اللاأمن، زمن الفجيعة. لقد انطلق الإحساس بالزمن في المدونة الروائية محل الدراسة، من الواقع اليومي المعاش، ليتجه صوب الداخل النفسي في حركة تداخل واضطراب، أنتجت ذاتا مضطربة تحس بالهزيمة والضياع والتشظي. ورغم محاولة الذات الساردة استعادة الماضي للتخفيف من وطأة الحاضر المفجع، إلا أن الزمن المستعاد تراوح هو الآخر، بين أريحية ماض مقدس وماض مضطرب، ما أدى بالشخصية إلى تلمس تخوم الحلم، للبحث عن مستقبل. لكن هذا المستقبل لم يكن إلا وليد فوضى الحاضر. وعندما نتكلم عن الإحساس بالزمن في المدونة الروائية، فإننا نلمس تفاوتا ملحوظا من رواية إلى أخرى، ففي "فوضى الحواس" يبهرنا السرد بذلك المعمار الدائري الذي يعلن استمرار الحدث ودورانه. أي استمرار دوران زمن الفجيعة والموت. أما الشق الثاني من السؤال، فحسب ما فهمت، فهو يحيلنا على المشاكل التي تعانيها الكَاتِبات في الجزائر، وهي محنة في حد ذاتها، متأصلة الجذور ومتشعبة في مجتمع مثقل بالتقاليد والعادات، التي تقهر المرأة المثقفة عموما، والمبدعة خصوصا. يحضرني في هذا المقام قول الكاتبة "زهور ونيسي" التي اعتبرت أن المرأة ما تزال ذلك الهامش الذي يُقدس تارة ويُستعبد تارة أخرى، وذلك حسب المنفعة والمفهوم الضيق للشرف. ومن ثم فإن أهم مشكل عانت منه الكاتبة ومازالت تعانيه، هو ما أسميه "سلطة العيب" في مجتمع ذكوري، كغيره من المجتمعات العربية الأخرى، هذه السلطة التي تفرض على المرأة بمسميات ومرجعيات مختلفة تتسبب في تراجع إبداع المرأة خصوصا، كما تؤدي هذه النظرة إلى انطواء بعض الكَاتِبات بل واختفاء الكثيرات منهن، واستسلامهن للواقع المفروض عليهن. هذا بالإضافة إلى مشاكل أخرى تشترك فيها الكاتبة مع الكُتاب الجزائريين عموما، كصعوبة النشر والتوزيع، وركود الحركة النقدية الجادة، التي تسهم في تطوير الحركة الإبداعية في الجزائر. أكثر رواية من الروايات التي تناولها بحثك ووجدتِ فيها المحنة مجسدة بمعيارية فنية بليغة وبمعطيات وتقنيات سردية عالية وبإتقان أدبي روائي لافت، يعني أكثر رواية تناولت المحنة بجمالية وفنية أكبر؟ فريدة إبراهيم بن موسى: بعيدا عن المفاضلة، وانطلاقا من أن كل النصوص قابلة للتحليل السردي، كما يقر بذلك علم السرد الذي يسعى إلى استخراج القوانين التي تمنح النص دلالته، وتحقق لعلم السرد شرط علميته التي لا تعترف بأدب "رفيع" وآخر "متواضع"، فلقد حاولت الدراسة تلمس، أو استشراف مكامن الجمال، ومحاولة التعرف على مدى استفادة الكاتبات من التقنية السردية، من خلال موضوعة الإرهاب التي اشتركت فيها المدونة الروائية، لكن طريقة تناول هذا الموضوع كان مختلفا، هذا الاختلاف يُظهر جليا التفاوت في المستوى الفني، وكذا التراكم المعرفي و"التجاربي" لدى بعض الكاتبات، وفقدانه لدى البعض الآخر. ففي الحين الذي نجد فيه نصا ك "في الجبة لا أحد" قد أفرط في سرد الواقع بتقريرية فاضحة، وأحيانا مملة لأنها تخلو من التشويق، ومن عناصر السرد الروائي، كالتخييل. كما أنها تخلو من تلك اللغة السردية الجميلة، التي تحافظ على ذلك الخيط الرفيع الفاصل بين لغة الشعر، ولغة النثر، بمعنى أنها تمنح للقارئ تلك المسافة "الممتعة" إن صح هذا التعبير التي تضع على طرفي إمتاعها كل من النثر والشعر، فلا تتحول إلى قصيدة شعرية، وفي نفس الوقت لا تكون لغة جافة صريحة مباشرة تأخذنا إلى المقال الصحفي، أو إلى خطب الوعظ والإرشاد. في مقابل ذلك نجد نصوصا أخرى قد استطاعت أن تقدم "حكاية" بتقنية عالية، مستفيدة في ذلك من عناصر السرد، محققة سبب وجود الرواية، أي "أن تقول شيئا لا يمكن أن تقوله سوى الرواية"، هذا ما نجده في الروايات الباقية، ولكن بنسب متفاوتة كذلك، حيث استطاعت "فوضى الحواس" أن تعالج الراهن بسردية تلغي التطابق المباشر، وبلغة شعرية سردية، مع توفر عنصر التشويق، الذي يحافظ على روح الرواية. حسب دراستك وتحليلك لتلك النماذج، ما مدى تجاوب منجز كل كاتبة مع تقنيات السرد الحديثة؟، كيف وجدت توظيفاتها ومستوياتها الإبداعية. وكيف شكلت الكاتبة خطابها الروائي، كيف جسدت المحنة عبر اللغة؟ وهل وجدتِ سهولة في قراءة هذا المنجز الجديد واستنطاقه؟ فريدة إبراهيم بن موسى: ربما هذا السؤال في جزء كبير منه مرتبط بإجابة السؤال الثالث، فقط يمكن أن أضيف أن الكاتبة قد جسدت محنة الوطن عبر اللغة من خلال تصوير مشهد الدمار والتقتيل العشوائي ضد المثقفين والصحافيين، وهي السمة المشتركة بين شخصيات المدونة الروائية محل الدراسة، فجميع أبطالها هم من المثقفين، خاصة العاملين في مجال الصحافة، وهو المجال الذي كان مند بداية الأزمة مستهدفا، فنجد أن مجال الصحافة يشكل الدائرة التي تشترك فيها كائنات هذه المدونة الروائية. ففي "فوضى الحواس" وجدنا البطلة كاتبة، وبطلها الحبري صحافي مهدد بالقتل، وصديقه عبد الحق هو الصحافي المغتال، الذي كانت البطلة تبحث عنه. وفي رواية "في الجبة لا أحد"، عشنا مع السعيد، الرجل البسيط المثقف، والموظف في مسرح المدينة وقد هُدد بالقتل هو أيضا، بسبب عمله في المسرح، ثم تم الهجوم على بيته لقتله. أما في رواية "تاء الخجل"، فعشنا مع خالدة، الصحافية المتمردة على أعراف قريتها، والناقمة على سياسة بلدها، تتابع أخبار المرأة وسط ألغام الإرهاب والمسلحين، وأمام تواصل صور الدمار والقتل والاغتصاب، تعلن في الأخير وفاتها هي الأخرى، ولكن بطريقة مختلفة عن الآخرين، حيث تعلن الرحيل عن وطنها الذي تعتبره مقبرة للأموات والأحياء على السواء. وفي رواية "وطن من زجاج" عشنا مع الذات الساردة التي تمتهن الصحافة وقدمت بلا اسم وكأنها تختصر بذلك كل أسماء الصحافيين الذين هددوا بالقتل، أو الذين قضوا نحبهم، وجريمتهم الوحيدة والمشتركة، أنهم يبحثون عن الحقيقة. لقد تجسدت المحنة في المدونة الروائية بلغة بسيطة وجميلة في أغلبها، ففي "وطن من زجاج" نصطدم بالمحنة، مند العتبة الأولى التي تمثل مفتاح النص، المحنة التي كابدها أبطال المدونة الروائية، لتعلن عن انكسار الروح وانهزامها، بضياع الوطن الذي سرق اللصوص قلبه، "لا شيء يعوض خسارتكم أيها اليتامى في وطن سرق اللصوص والقتلة قلبه". ونفس المحنة نجدها في رواية "في الجبة لا أحد"، مجسدة في قول الكاتبة: "هل الدم مطر هذا الوطن؟". أما في "تاء الخجل"، فقد عبرت الكاتبة عن المحنة في آخر صفحة بقولها: "الوطن كله مقبرة". لتبقى ثيمة الوطن وما يتعرض له من إبادة هي القاسم المشترك، فتتساءل كاتبة "فوضى الحواس": "لا أفهم، كيف يمكن لوطن أن يغتال واحدا من أبنائه على هذا القدر من الشجاعة؟". بهده الطريقة استطاعت الكاتبة الجزائرية، أن تعبر عن محنة التسعينات، المحنة التي تلخصت في الإبادة الجماعية والاغتيالات الفردية، فجاءت عبر اللغة لتعلن عن المأساة بطريقة شعرية في أغلب الروايات وتغري بالغوص في كنه مجاهلها، التي لا يمكن القول أنها عصية، أو معقدة، ولابد أن نشير دوما إلى التفاوت الملحوظ بين الروايات، فنيا وجماليا، حتى نعطي لكل نص حقه. قلتِ هناك قلة في الدراسات التي تتناول السرد الذي تكتبه المرأة، لماذا برأيك هذا السرد غير مطروق بالدراسة والتحليل بشكل موسع؟ فريدة إبراهيم بن موسى: من خلال متابعاتي المحدودة، أرى أن نصوص الكاتبة في الجزائر لم تأخذ حظها من الدراسة والتحليل، وذلك بمقارنتها بما يصدر من روايات لكُتاب من جيلها، وأقصد هنا الجيل الذي انطلق في كتابة الرواية لأول مرة في فترة التسعينات. وربما يعود ذلك حسب ما ذكرت سابقا، أن المرأة تبقى دائما ذلك الهامش الذي يخضع للسلطة الذكورية المتعالية أحيانا على ما تنتجه المرأة خاصة إذا تعلق الأمر بكاتبات في بداية إنتاجاتهن، بالإضافة إلى أن الحركة النقدية في الجزائر عموما، لا تواكب إطلاقا المنجز الهائل من الإبداعات المتراكمة في الفترة الأخيرة مند تسعينات القرن الماضي، لذلك بقيت الكثير من النصوص الجيدة في دائرة الظل. وأريد هنا أن أهمس للكاتبة الجزائرية خصوصا، والكُتاب عموما أن يبذلوا جهدا مضاعفا كي يوصلوا رواياتهم للقارئ أو الباحث، فلا يعقل أن ينشر كاتبا روايته في ولاية سطيف مثلا في دار نشر محدودة التوزيع، ويطلب من باحث في وهران أو القاهرة أن يجد تلك الرواية، أدرك أن الباحث مهمته أن يبحث ويشحذ هممه، وكل طاقاته، لكن في زمن اختصرت فيه المسافات عبر صفحات النت ما يضير الكاتب أو الكاتبة أن يجعل له صفحة على الفيس بوك مثلا ويعرف بمنجزه وبأماكن تواجدها، ويخلق حلقة تواصل مع القراء والباحثين في كل بقاع العالم. وأنا شخصيا واجهني هذا المشكل، عندما كنت بصدد التعرف على المنجز الروائي الذي كتبته المرأة الجزائرية، فقد سافرت من القاهرة إلى العاصمة وإلى باتنة وبسكرة للبحث لكن بدون جدوى، مما اضطرني للبحث عن عناوين الكاتبات شخصيا للاتصال بهن، وهناك من تتجاوب مع الطلب وهناك من تهمل الرسالة نهائيا. في الأخير يمكن القول أن هناك عدة عوامل تشترك لإبقاء الكثير من النصوص الإبداعية بدون دراسة ولا تحليل ولا حتى التعريف بوجودها، كسوء التوزيع، ولا مبالاة بعض الكُتاب في التعريف برواياتهم خاصة لمن لا يقيم في الجزائر. تقولين في كتابك أن فترة التسعينات مثلت انطلاقةً حقيقيةً للروايةِ المعاصرةِ في الجزائر، لجيلِ من الشباب الذي كتب الروايةَ لأول مرةٍ، هل يمكن أن تذكري حسب رأيك أهم تلك الأسماء، وأهم روايات هذا الجيل التي تناولت الأزمة؟ فريدة إبراهيم بن موسى: هناك الكثير من الأسماء الجيدة التي تناولت أزمة الوطن، واستطاعت أن تحجز لها مكانا في ذاكرة القارئ، وتجعله يتتبع آخر إبداعات تلك الأسماء. وهذه الأسماء كثيرة والمقام لا يتسع لذكرها كلها. ومما قرأت يمكنني أن أذكر "فوضى الحواس"، "بخور السراب"، "وطن من زجاج"، "تاء الخجل"، "حارسة الظلال"، "متاهات ليل الفتنة"...إلخ. هل السرد الجزائري بما فيه المكتوب من طرف المرأة قارب الأزمة أدبيا وفنيا وجماليا كما يجب، وأنه لم يكن إستعجاليا كما تم وصفه من أغلب النقاد المشتغلين في الحقل الأدبي؟ فريدة إبراهيم بن موسى: من المجحف أن أحكم على كل المنجز الروائي الذي كتبته المرأة، والذي قارب الأزمة في الجزائر، لكن لا بد أن أشير إلى تلك النصوص التي استطاعت وإن بتفاوت أن تقارب الأزمة بفنية وجمالية عالية من ذلك "فوضى الحواس" التي قاربت الموضوع بتقنية سردية عالية. كما أنني لا أُدخل في قاموسي النقدي المتواضع جدا كلمة استعجالي، ربما أفضل التجربة الأولى في الكتابة، التي مازلت لم تختمر بعد. وصفة الإستعجالية يمكن تجاوزها بتراكم المنجز الروائي للكاتبة وباختمار التجربة. ورغم ما لمسته من تقريرية وسطحية ومباشرة في تصوير الواقع، وغياب بعض الآليات السردية المهمة في بعض النصوص محل الدراسة، إلا أن ذلك لا يعني خلوها من بعض العناصر الفنية، وطرحها لجانب معين من جوانب المحنة التي يشهدها الوطن من تقتيل ودمار. أهم العناصر البنائية التي أغفلتها روايات المحنة، أو سقطت منها لسبب من الأسباب؟ وماذا عن المكان وتقنيات التشكيل الزمني في تلك الروايات وإشكالاته؟ فريدة إبراهيم بن موسى: من العناصر التي يمكن الإشارة إلى غيابها، إهمال المكان في الكثير من النصوص الروائية، أو عدم الاهتمام بتقديمه بصورة جمالية مما يؤثر على الموضوع، أو الحدث باعتبار المكان هو المرآة العاكسة للحالة النفسية لشخوص الرواية، التي لا تكتسب أهميتها، إلا من خلال تفاعلها مع المكان المتواجدة فيه. وبما أن الرواية تعتبر تركيبة معقدة من قيم الزمن، نجد أن تعامل بعض النصوص الروائية مع عنصر الزمن، مازال في صورته الخطية الكرونولوجية البسيطة، حيث يرسم طريقه التصاعدي نحو النهاية، رغم تلك الارتدادات المفاجئة أحيانا، وأنا هنا أشخص الكثير من الروايات التي أعدت قراءتها، وليس فقط في الروايات محل الدراسة، أين نجد أن بعضها استطاع أن يرتكز على المعمار الدائري للزمن، الذي يجسد جمالية ملحوظة. بالإضافة إلى عناصر أخرى لا بد من الاشتغال عليها بجدية واهتمام مثل غياب حبكة الرواية وعنصر التشويق...إلخ. كمختصة وباحثة كيف وجدت المنجز الإبداعي للكاتبة الجزائرية الذي تناولت وعالجت فيه الأزمة أو المحنة السوداء؟ فريدة إبراهيم بن موسى: ربما من السابق لأوانه، الحكم على هذا المنجز الذي مازال في مرحلة الولادة، ذلك إذا استثنينا بعض الأسماء المعدودة طبعا. لكن أرى أن تراكم المنجز يبشر بظاهرة صحية تأخذ بالرواية التي تكتبها المرأة في الجزائر إلى "بر الأمان"، أي إلى خلق تقليد إبداعي يساعد على تشجيع الأسماء التي ما تزال تفضل دائرة الظل، لأسباب متعددة. لماذا اخترت أدب الأزمة بالذات، في حين هناك مثلا أدب الثورة، وهو لم يأخذ حظه أيضا من الدراسة والبحث والمقاربات النقدية؟ فريدة إبراهيم بن موسى: ربما لأن أدب الأزمة هو حديث الساعة، كما أن أدب الأزمة خلق إشكاليات عدة، أغرتني بالغوص في كنه مجاهلها. كما استطاع أدب الأزمة كذلك أن يقدم نموذجا غنيا ومغريا لخوض غماره. في الأخير أشكر جريدة النصر على هذه الالتفاتة الطيبة، وهذا الحوار المثمر بالنسبة لي على الأقل.