افتتحت، أمس بخيمة الهيلتون، فعاليات الطبعة الثامنة للصالون الدولي للنقل واللوجستيك والتجهيزات بمشاركة 35 عارضا غالبيتهم من المؤسسات الوطنية الناشطة في مجال النقل البري والجوي والبحري.ويعد الموعد فرصة للمتعاملين الاقتصاديين للتعرف على طاقات النقل المتوفرة في الجزائر، مع مشاركة عدد من مؤسسات التأمين ومديرية الجمارك الجزائرية، التي استعرضت مختلف القوانين والإجراءات الجمركية مع التركيز على التسهيلات الجديدة في مجال التصدير. وحسب تصريح منظم الصالون، السيد ايفيي لامي ل “ المساء”، فإن التطور الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر مدعو لمسايره تطور الشبكة اللوجستيكية للنقل بجميع فروعه، ذلك أن أول سؤال يطرحه كل متعامل أجنبي يريد توسيع استثماراته في الجزائر هو درجة توفر وسائل النقل، تسهيلات نقل البضائع إلى مناطق التراب الوطني، الإجراءات الجمركية المتبعة في التبادلات التجارية، وجاء الصالون لتقريب الرؤى ما بين كل المتعاملين وطرح الحلول اللوجستيكية المقترحة سواء من طرف المؤسسات العمومية أو الخاصة. وبغرض فتح باب النقاش سيتم على هامش الصالون تنظيم لقاء دولي حول شعار الطبعة وهو “اللوجستيكية المدمجة وتأمين مختلف وسائل النقل”، حيث سيتم استعراض خبرات عدة دول من طرف خبراء من المغرب، تونس وإسبانيا، إضافة إلى الجزائر بغرض الاطلاع على ما هو معمول به في مجال النقل عبر العالم وتحديد العقبات التي تعيق تطوير الشبكات اللوجستيكية في الجزائر، خاصة في مجال النقل البري وعن طريق السكك الحديدية بصفة خاصة. ومن بين المشاركين في الطبعة الشركة الفرنسية “كونتينونتال”، حيث أشار رئيس المبيعات لرفع النقل، السيد جيل برانجر، إلى أن الشركة تتعامل مع أحد المتعاملين الجزائريين بغرض تسويق جهاز قياسة حديث للشاحنات بغرض متابعة السرعة والمسافة المقطوعة وأوقات الراحة، حيث تنتظر الشركة صدور القوانين التي تضبط مشروع تجهيز الشاحنات بهذه العدادات للشروع في تسويق منتوجها، علما أن المنتوج حسب المسؤول متوفر بالسوق الجزائرية ومقترح من طرف بعض الخواص، لكن المؤسسة الأم تنتظر صدور القوانين لتنظيم نشاطها، خاصة وأنها أرسلت عينة من العدادات للديوان الوطني للقياسة القانونية لاعتمادها. وعن تكاليف العدادات، أشار السيد جيل إلى أن كل العربات، التي يتم استيرادها من أوروبا مجهزة لوضع مثل هذه العدادات، أما تلك التي يتم جلبها من آسيا فيتم تجهيزها من طرف المتعاملين بالجزائر قبل وضع العدادات التي ستسوق على شكلين الأول عبارة عن عداد رقمي على شكل جهاز راديو والثاني على شكل علبة سرعة تتم مراقبته عبر قرص خاص، وتتراوح تكاليف وضع العدادات بين 500 وألف أورو. ومن بين العارضين الاتحاد الوطني للناقلين، الذي استغل الصالون لطرح عدة انشغالات تتعلق بالصعوبات التي يعانون منها خلال أدائهم لمهنتهم، واعتبر اللقاء فرصة للاطلاع على ظروف العمل بعدد من الدول الشقيقة والصديقة، مع الاطلاع على تجهيزات المراقبة الحديثة، خاصة فيما يتعلق بمراقبة السرعة وكشف عمليات التحايل، حيث أكد عدد منهم أن تحايل السائق على صاحب الحافلة يكلفه يوميا بين 20 و50 ألف دج كخسائر مالية، ناهيك عن الأعطاب المتكررة للعربات بفعل فاعل. من جهتهما، عرض كل من ميناء جن جن بولاية جيجل وبجاية قدراتهما في مجال المعاملات المينائية، كما استغلا المعرض لاستقبال بعثات من مختلف المؤسسات المينائية الأوروبية، خاصة الإسبانية منها، التي تنوي مضاعفة مبادلاتها التجارية مع الجزائر وتتطلع لربط علاقات عمل على المدى البعيد لتسهيل كل الإجراءات.